اعتبرت الجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين، في بيان صادر عنها إثر ملتقاها الأسبوعي الخاص بتدبر القرآن، أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار المروية في كتب التفسير، لم تحرّم شرب الخمر، مشيرة إلى أن الله وصف المسكر بالرزق الحسن، وذلك في سورة النحل الآية 16. وفي تعليق على هذا الموقف وصف عبد الباري الزمزمي، رئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، أعضاء هذه الجمعية، التي يجهل وجودها، ب »الزنادقة »، وقال إنه « نوع من الزندقة أن تنكر الحديث »، ما دام لا يعترفون بالسنة والأحاديث النبوية، مستشهدا بالآية القرآنية، أنزلنا إليك الذكر لتُبيّن للناس ما نُزِّل إليهم (النحل: 44). وأشار الزمزمي، أحد أبرز علماء المنهج الوسطي في المغرب العربي، وعضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تصرح ل »فبراير. كوم »، إلى أن القرآن كلام الله والرسول يبين ويفسر للناس كلام الله، والتبيين يكون عن طريق السنة، أحاديث الرسول (ص). وقالت الجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين في بيان لها « ثمّ في الآيات الواردة في الخمر يأمر الله بعدم إقامة الصلاة في حالة السكر، كما يذكر أنّ لها إثم كبير وإثمها أكبر من نفعها، وهذا يفيد أنّ الخمر إلى جانب إثمها الكبير فيها أيضا منافع. ثمّ يوصي بتجنّبها من دون أن يحرّمها بآية صريحة في هذا الصدد. ولو أراد الله عزّ وجلّ تحريمها لاستعمل فعل « حرّم »، كما استعمله في الآيات التي تخصّ الميتة، والدم، ولحم الخنزير." وخلصت الجمعية إلى أن الخمر ليس محرما، وفقا لما ورد بالنص القرآني، وهي إن كانت من عمل الشيطان فذلك ليس في ذاتها وإنّما في مفعولها السيئ على صحّة الإنسان وعلى صحّة المجتمع. فالأفضل إذا الإمساك عنها لما ينجرّ عنها من مساوئ لا تنتهي، وبهذا نعمل، لأنّ الخمر لمساوئها وصفت بحقّ أنّها « أمّ الخبائث ». واعتبر الزمزمي من يتشبثون بأحكام القرآن دون السنة من الفئات الضالة، الذين يتهربون من بعض الأحكام، وهو مسلك غير صائب، وكل العلماء أنكروا هذا المسلك، ومن يتبنى هذا الطرح يكون متناقضا، لأنهم يقبلون السنة في مواقف ولا يقبلونها في أخرى، وأوضح الزمزمي أن من لا يقبل بالأحاديث لن يعرف طريقة الصلاة، ولا كيفية الصوم، التي تفسر أمورا كثيرة ذكرها القرآن على العموم. والجمعية الدولية للمسلمين القرآنيين تأسست بتونس بعد الثورة وإسقاط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بنعلي، إبان حكم النهضة لتونس.