في الوقت الذي لم يصدر أي موقف رسمي مغربي واضح بخصوص المشاركة المغربية المحتملة في الحرب التي تخوضها فرنسا ضد «الجماعات الجهادية» في شمال مالي، خرج كبار شيوخ السلفية في المغرب ليستنكروا الحرب على «بلد مسلم»، من قبل دولة وصفوها ب«أشد أعداء المسلمين وأكثرهم إجراما»، واعتبروا التعاون معها «فعلا آثما». الشيخ أبوحفص اعتبر التدخل العسكري الفرنسي في مالي «جريمة شنيعة ومنكرا عظيما»، واستنكر كل تعاون مع باريس لتحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن الخلاف مع الجماعات الإسلامية هناك لا يبرر غزو بلد مسلم، أما الشيخ الكتاني فقال إن أي مسلم لا يمكنه إلا أن يستنكر التدخل في مالي، أما الشيخ الحدوشي فاعتبر التدخل الفرنسي «صهيونيا وصليبيا»، وأضاف أنه ينتظر ما سيفتي به المجلس العلمي الأعلى بهذا الخصوص، مستطردا: «إني أنتظر منهم أن يقولوا لنا ما قاله سادتنا المالكية في مثل هذه النازلة، بما أنهم أوصياء على الفتوى في هذا البلد». من جانبه، قال محمد يسف، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، إن الفتوى في هذه النازلة تقتضي عملا علميا من الهيئة العليا للإفتاء، التي تتكون من 15 عالما، و«نحن لا نتحدث في مثل هذه المسائل لأنه ليست عندنا إحاطة بما يقع»، ولأن «الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإني لن أتطفل على موضوع لا أعرفه»، مشيرا إلى أن المجلس «يرأسه أمير المؤمنين، وعندما يتصرف فهو يكون على دراية بالملف الذي يتصرف بشأنه». هذا، ومن شأن هذه الآراء المتشددة لشيوخ السلفية أن تجلب عليهم متاعب جديدة من السلطة والدولة المغربية التي تترأس مجلس الأمن في دورته الأخيرة، حيث اتخذ قرار تحرير شمال مالي من يد التنظيمات الموالية للقاعدة. من جهة أخرى، يحظى التدخل الفرنسي في شمال مالي لقتال فلول القاعدة هناك، التي فرضت سيطرتها على مساحات شاسعة، بتأييد إفريقي وعربي وغربي واسع، على اعتبار أن جل هذه الدول تخشى من إعادة انتشار تنظيم القاعدة في دول جنوب الصحراء بعد تراجعها في أفغانستان وباكستان وشبه الجزيرة العربية