تسبب مصير الطيار الأردني الذي يحتجزه تنظيم الدولة الاسلامية في ضغط عام على الملك عبد الله بشأن دور بلاده في الحملة العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد التنظيم المتشدد مما أثار خطر تزايد الاستياء في الدولة الحليفة لواشنطن. وبعدما احتجز المتشددون الطيار الشاب معاذ الكساسبة في ديسمبر كانون الأول نشروا صورا له لدى اقتياد مقاتلين له من الماء. وكانت طائرته اف-16 سقطت على ضفاف نهر الفرات في معقل الدولة الاسلامية في شمال سوريا. وصدمت صور الطيار الشاب حديث الزواج الأردنيين وجسدت أمام أعينهم مخاطر مشاركة بلادهم في الحرب. ودافع الملك عبد الله عن الحملة قائلا إن المسلمين المعتدلين ينبغي أن يحاربوا جماعة أساء فكرها ووحشيتها لروح الاسلام. لكن عشرات الشبان احتجوا في الكرك مسقط رأس الكساسبة وهتفوا بشعارات مناهضة للائتلاف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وطالبوا العاهل الاردني بالانسحاب من الحملة، كما ورد في رويترز. وهتف الشبان الغاضبون الشهر الماضي في مدينة تقدم عشائرها منذ وقت طويل دعما قويا للأسرة الهاشمية بأنهم لن يكونوا كبش فداء لأمريكا. ويقول محللون ودبلوماسيون إنه لا يعتقد كثيرون أن الأزمة سترغم الأردن على الانسحاب تماما من الحملة لكنه قد يقوم بدور أكثر تقييدا مثلما كان في الماضي. ولم يشارك العاهل الراحل الملك حسين والد الملك عبد الله في حملة عسكرية بقيادة الولاياتالمتحدة ضد الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين بعد غزوه للكويت في 1990 منحازا إلى الرأي العام الذي كان ضد التدخل العسكري.