وقفت «فبراير.كوم»، خلال زيارتها الميدانية ل«فيلاج» مشرع بنعبو بالجماعة القروية القريبة من قيادة أولاد بوزيري، حوالي خمسين كلم جنوب مدينة سطات، بناء على طلب السكان المحليين، على معاناة حقيقية لضحايا ومنكوبي الفيضان الأخير الذي شهدته المنطقة، وذلك على إثر التدفق المهول لمياه نهر أم ربيع بعد انفتاح أبواب السد بعدما وصل منسوب المياه فيه إلى أعلى مستوياته، حيث بلغ آنذاك صبيب وادي أم الربيع 4 آلاف متر مكعب في الثانية، الشيء الذي تسبب في كارثة حقيقية أدت إلى تشريد عشرات الأسر، وخلف خسائر مادية مهولة، حيث أدى زحف المياه نحو التجمع السكاني إلى هدم حوالي عشرين منزلا ب«الفيلاج» المشيد على جنبات نهر أم الربيع، وضياع الأمتعة المنزلية، والوثائق الشخصية، وتدمير، أو محو كلي، للثانوية الإعدادية عبد الكريم الخطابي، التي لم يهنأ أبناء مشرع بنعبو بها، إذ لم يمض على بنائها سوى ثلاث سنوات. وعاينت «فبراير.كوم» الظروف المزرية التي يعيش فيها أفراد الأسر التي لم تسو بعد السلطات المحلية المسؤولة وضعيتها، وظل أفرادها يعيشون لما يقارب الثلاث سنوات داخل «خربات» وخيام منصوبة على جنبات المدرسة المحلية. أسر تتكون من أفراد عديدين يعيشون في وضع مزر.. شيوخ وعجزة يعانون في صمت وتزداد معاناتهم أكثر هذه الأيام، حين يشتد القر، ينامون على الحصير ويقضون حاجتهم في المكان عينه. وأثار فريق الجمعويين والمراسلين الصحفيين، خلال الزيارة الميدانية ذاتها، منظر مؤلم لامرأة عجوز لم تبرح مكانها حيث تعيش على الأرض فوق حصير وسط خيمة بجانب المدرسة منذ الحادث المفجع للفيضان، وذلك بالنظر إلى عدم تمكن ابنها ومعيلها الوحيد من إعادة تشييد بيته الذي خربته مياه السد وسوته بالأرض، وذلك بسبب العوز وقلة ذات اليد، وتنكر السلطات الوصية لوعودها التي قطعتها على نفسها، حسب ما صرح به «ب. م» بمرارة والدموع تغالب عينيه، مؤكدا أنه وأولاده وزوجته وأمه العجوز وعمته العجوز يعيشون كابوسا مستمرا منذ أن هدمت مياه الفيضانات منزلهم الصغير، وأضحى لا يفارق أسرته بالنظر إلى انعدام مياه الشرب والكهرباء المنزلي، وبسبب خوفه الدائم من سقوط «الخربة» في أي وقت فوق رؤوس أولاده وأمه العجوز. وغير بعيد عن مكان «خربة» أسرة «ب. م»، تستقر أسر أخرى داخل حجر دراسية تنعدم فيها أبسط ظروف العيش الكريم.. أطفال ينامون بالقرب من نوافذ مكسرة الزجاج وبدون أبواب. ويطالب السكان المتضررون، في تصريحات متفرقة، مسؤولي السلطات الوصية، وعلى رأسهم بوشعيب المتوكل والي جهة الشاوية-ورديغة، بالنظر في الظروف المزرية التي تتخبط فيها الأسر المعنية، وذلك بالمساعدة على إعادة إيواء أفرادها ببناء منازلهم التي هدمها فيضان أم الربيع أسوة بباقي الأسر التي استفادت من إعانات على الرغم من ضآلتها، كما يشدد السكان المعنيون على ضرورة التفكير في إجراءات وقائية لحماية سكان الفيلاج من أخطار الفيضانات، والعمل على توفير مرافق عمومية حيوية هم في أمس الحاجة إليها.