بشكل مفاجئ، طلب مسؤولو أشهر الملاهي الليلية بطنجة، مساء يوم الثلاثاء، العشرات من الزبناء الذين كانوا يستمتعون بشرب كؤوس النبيذ، إلى الخروج من الباب الخلفي للملهى المؤدي مباشرة نحو البحر، بدل الخروج من الباب الرئيسي، وهو ما خلّف حالة من الذعر والخوف لدى الزبناء. الزبناء، وفق ما صرح به أحدهم ، لم تقدم لهم أية معطيات حول السبب في إخلاء المكان وبتلك السرعة، ودون حتى أن يؤدوا ثمن ما استهلكوه، وهو ما زاد من حدة القلقل والارتياب التي أصابت جميع الزبناء، وحتى المسؤولين الأمنيين الذين هرعوا إلى عين المكان عندما سمعوا بعملية إجلاء الزبناء من الملهى.
الفرضية الأولى التي وضعتها الأجهزة الأمنية بمجرد علمها بالحادث، هي وجود تهديد من لدن مجهولين بتفجير المكان. «هذا الأمر اعتدنا عليه بمجرد اقتراب احتفالات نهاية رأس السنة « يقول مصدر أمني.
وكانت عدد من الملاهي الليلية بطنجة قد تلقّت مكالمات هاتفية من مجهولين في احتفالات سابقة يهددون أصحابها بأنهم سيقومون بتفجير الملهى بعد وقت قصير، لكن لا شيئ يحدث بعد ذلك.
المعطيات الأولية لهذا الحادث، وفق رواية مسير الملهى، تفيد أن «عطبا كهربائيا» أثر على الإنارة داخل الملهى، فكان مضطرا إلى إخلائه، إلى حين إصلاح العطب، ويفتح أبوابه.
المصادر الأمنية يبدو أنها تبنت بدورها فرضية وجود العطب الكهربائي، لكنها مازالت تحاول معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إجلاء الزبناء بتلك الطريقة.
العطب الكهربائي الذي تحدث عنه مسيرو الملهى بدا غير مقنع بالنسبة للزبناء، «كان عليهم إصلاحه دون أن يطلبوا منا الخروج وبتلك الطريقة التي زرعت الرعب في نفوسنا» يقول أحد الزبناء. ومما زاد من تخوف مرتادي الملهى هو إخراجهم من الباب الخلفي، وكأن خروجهم من الباب الرئيسي كان سيسبب مشكلة بالنسبة إليهم.
ورغم أن المصادر الأمنية نفت وجود أي تهديد كان يستهدف الملهى، فإن مصادر أخرى استبعدت أن يكون العطب الكهربائي من وراء إغلاق الملهى في تلك الساعة.
ويأتي هذا الحادث، على بعد أيام قليلة من احتفالات رأس السنة الميلادية، حيث تتأهب الأجهزة الأمنية من أجل تأمين جميع الملاهي والمراقص الليلية تحسبا لأية أحداث غير متوقعة.
وكانت مصادر أمنية قد نفت أن تكون هناك إجراءات استثنائية، خلال نهاية رأس السنة، لكنها أكدت بالمقابل على ضرورة اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة من أجل أن تمر ليلة رأس السنة، في أجواء عادية كما حصل خلال السنة الماضية.