لم تمض إلا ساعات معدودة على الإعلان عن انتخاب مصطفى الباكوري أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، خلفا لمحمد الشيخ بيد الله، حتى وصلته من الملك محمد السادس برقية تهنئة استثنائية. الملك وصف في برقيته "البام" بالحزب الوازن، مؤكدا جدارة واستحقاق الباكوري الذي يعرفه جيدا، بحكم تعيينه في أكثر من منصب كان آخره تعيينه على رأس الوكالة المغربية للطاقة الشمسية وقبلها تعيينه مديرا عاما للصندوق الوطني للإيداع والتدبير، وهو نفسه الشخص الذي كان قد أسال الكثير من المداد حينما جمع بين المال والسياسة، فمن جهة عينة الملك على رأس أكبر صندوق مالي في المغرب وهو صندوق الإيداع والتدبير الذي يضم واحدة من أكبر الشركات المالية العمومية، ومن جهة أخرى وقع على البيان التأسيسي لحكركة لكل الديمقراطيين التي شكلت النواة الصلبة لحزب الأصالة والمعاصرة. وقد تمنى الملك للباكوري في نفس الرسالة التوفيق في أداء مهامه. وعن الأجواء التي جرى فيها انتخاب البكوري، ومستوى تنظيم مؤتمر الأصالة والمعاصرة الاستثنائي، قال الملك في برقيته مخاطبا مصطفى البكوري "وإن اختيارك٬ لتولي مهمة قيادة هيئتكم السياسية الموقرة ٬ إثر مؤتمر محكم التنظيم٬ ليجسد مدى الثقة التي تحظى بها لدى كافة مناضلات ومناضلي حزبكم الجاد٬ وسائر مكوناته٬ من مؤسسين وقياديين ومنتخبين وأعضاء ومتعاطفين٬ وكذا التقدير الكبير لمسارك السياسي المتميز٬ ولما تتحلى به من خصال إنسانية عالية٬ ونزاهة وكفاءة واقتدار٬ ولما هو مشهود لك به من غيرة وطنية صادقة٬ ومواطنة ملتزمة٬ ومن تشبث مكين بمقدسات الأمة وثوابتها٬ وحرص على خدمة الصالح العام والدفاع عن القضايا العادلة للوطن والمواطنين٬ بكل أمانة وتفان ونكران ذات". وقد أشار الملك في ذات البرقية٬ إلى الدور الهام الذي لعبه الأمين العام السابق للحزب محمد الشيخ بيد الله "بمعية مؤسسيه وقيادييه بكل حكمة وحنكة"، مبلغا إياه "كما نطلب منك إبلاغ محب جنابنا الشريف الأستاذ حكيم بنشماس تهانئنا الحارة ومتمنياتنا الصادقة إثر انتخابه رئيسا للمجلس الوطني للحزب". ودعا الملك الله تعالى أن يلهم البكوري "التوفيق والسداد" في مهامه "لتعزيز مكانة الحزب في المشهد السياسي الوطني وتبويئه المكانة الجديرة به ضمن مكوناته الفاعلة٬ وإعطائه دينامية جديدة وقوية لمواصلة انخراطه البناء٬ على غرار سائر الأحزاب الوطنية الجادة٬ في المسار الديمقراطي التنموي الذي نقوده٬ وذلك من أجل ترسيخ دولة القانون والمؤسسات والحكامة الجيدة والكرامة الموفورة والمواطنة الكاملة والنهوض بأوراش التنمية البشرية والمستدامة الشاملة لكافة فئات وجهات المملكة". جدير بالذكر أن اسم مصطفى البكوري تدوول اختياره أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، أياما قبل بدء فعاليات المؤتمر الاستثنائي، وتردد بقوة مع بدء أشغاله، وبالتالي ترشيح سمير بودار لنفسه منافسا للباكوري في انتخابات العامة، كان مجرد فصل من فصول مشاهد معدة سلفا بكثير من الإثقان، وقد برع القيادي الياس العماري الذي سير الجلسة في إضفاء الكثير من الفرجة على العديد من تفاصيلها، تارة من خلال نكته، وتارات أخرى من خلال مناوشاته، من بينها ما قاله للمؤتمرين حينما أثير اسم أحد المرشحين للمجلس الوطني ويحمل اسم أحيزون في الخميسات، "كون غير كان احيزون عبد السلام ديال اتصالات المغرب كون راه عاونا في الحزب.."