خلفت التساقطات المطرية الأخيرة خسائر مادية واسعة النطاق، حيث استهدفت مساحات شاسعة من المحاصيل الزراعية بالأراضي التابعة لإقليم الفقيه بنصالح، وألحقت أضرارا فادحة بغلات الزيتون والرمان وزراعات الشمندر وبعض المواد العلفية التي علق عليها الفلاحون آمالا كبيرة موازاة مع التساقطات المطرية الخريفية المبكرة لهذه السنة. وعلم أن عاصفة رعدية قوية استهدفت مؤخرا أراضي فلاحية بجماعات أولاد ناصر وحد بوموسى وأهل المربع بإقليم الفقيه بنصالح، وألحقت بها أضرارا جسيمة طالت أزيد من 1200 هكتار من المزروعات، شملت الذرة المعدة للأعلاف ومحصول الزيتون وكذا الشمندر السكري وأعلافا نباتية أخرى كالفصة، خاصة على مستوى الأراضي التابعة للمركزين الفلاحيين 533 و537 التابعين للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة.
وبالنظر إلى حجم الأضرار الناجمة عن مخلفات العاصفة الرعدية، طالب الفلاحون المتضررون السلطات المحلية بالتدخل لدى المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة، وكذا شركة كوزيمار بتادلة للعمل على تعويض الفلاحين عن هذه الخسائر، خاصة ذات الصلة بالشمندر السكري الذي مازال في مراحله الأولى، وتتطلب إعادة زرعه مصاريف إضافية وتكاليف سترهق أوضاع صغار الفلاحين الذين استهدفت العاصفة محاصيلهم الزراعية.
وعلم أن الوضع تطلب إيفاد لجنة مكونة من السلطة المحلية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة وشركة كوزيمار، حيث تم الاطلاع على حجم الخسائر التي تعرضت لها هذه المحاصيل، وأكد أحد أعضاء اللجنة أن نسبة الخسائر تراوحت بين 10 و30 في المائة، في الوقت الذي يؤكد فيه بعض المتضررين، خاصة في ما يتعلق بالدرة المعدة للأعلاف، أن الخسائر تجاوزت 60 في المائة. يذكر أن أمطارا طوفانية مصحوبة بالرعد و«التبروري» استهدفت مناطق شاسعة بحد بوموسى وأولاد ناصر، مخلفة خسائر مادية، خاصة بمنتوج الشمندر السكري، إذ بلغت المساحة المتضررة 1000 هكتار تتضمن الشمندر السكري والزيتون والفصة والذرة المخصصة للعلف. وأوضح متضررون بالمناطق التي استهدفتها العاصفة الرعدية أن عدة دواوير أضحت معزولة، وتحولت إلى برك وبحيرات مائية، وتعذر على السكان التنقل بين باقي التجمعات السكنية وفي اتجاه مدن الفقيه بنصالح وسوق السبت وبني ملال لجلب مواد التموين والعلف وحاجيات السكان ومتطلباتها من الأدوية والأغذية. وعرت الأمطار المتساقطة هشاشة البنيات التحتية بمدن الفقيه بنصالح، بني ملال ولقصيبة، إضافة إلى عزل مراكز قروية بالدير الجبلي جراء انقطاع المسالك الطرقية التي تعتبر شرايين الحياة بالنسبة إلى سكان هذه المناطق التي تعيش على وقع العزلة والتهميش. يذكر أن حجم الخسائر الفادحة، التي لحقت محاصيل زراعية واسعة النطاق بإقليم الفقيه بنصالح، يطرح مخاوف عدة في صفوف الفلاحين، خاصة الصغار منهم، الأمر الذي أضحى يتطلب، أكثر من أي وقت مضى، تدخل الوزارة الوصية وكافة الشركاء والمتدخلين في القطاع الفلاحي، من أجل توسيع وتعميم تغطية التأمين على المحاصيل الزراعية، وهو رهان تقتضيه الظرفية المناخية وما تشكله من أعباء ومخاطر تهدد أوساط الفلاحين ومحاصيلهم الزراعية.ز