إنه محمد متقي الله، ضابط الصف الذي رأى النور بالدار البيضاء، وبالضبط بدرب الكبير، والذي درس في المدرسة العسكرية لضباط الصف أهرمومو، ومنها تعلم أبجديات الجندية وترقى في سلاليمها، وكان يتمنى أن يصل إلى أعلى المراتب، قبل أن يتوقف الطموح والفرح والرغبة في التميز إلى ظلام وانكسار...في اليوم المعلوم، وبينما كان الملك الحسن الثاني يحتفل ومئات من ضيوفه بعيد ميلاده بالقصر الملكي بالصخيرات، وجد متقي الله نفسه ومئات من زملائه يقودهم الكولونيل الشهير اعبابو داخل القصر، حيث انقلبت الأجواء الاحتفالية إلى محاولة لتصفية الملك. لم يكن متقي الله يعرف ما يحدث، وكالعديد من زملاءه الذين نفدوا الأوامر والتحقوا بالشاحنات العسكرية صباح المحاولة وانطلقوا إلى القصر الملكي بالصخيرات لحماية الملك من خطر غير محدد، وجد متقي الله نفسه وسط الدمار والقنابل والدماء والضحايا يسقطون تباعا.لم ينس متقي الله هذه المشاهد وكأنها وقعت بالأمس، فعلى الرغم من أنه مضى على وقوعها ثلاثة وأربعين سنة، فإن التفاصيل ما تزال عالقة في ذهنه إلى اليوم، وهو يتذكر المشاهد الدقيقة لما جرى ذلك اليوم الرهيب، ومن ذلك ما جرى حينما لمح مجموعة من الطلبة العسكريين يسوقون خمسة أشخاص يضعون أيديهم فوق رؤوسهم ومن بينهم الملك الحسن الثاني، وكيف تدخل في لحظة خاصة ليكون واحدا من الذين أنقذوا حياة الملك. في هذا الحوار/ الشهادة تتعرفون على التفاصيل الدقيقة للمحاولة الانقلابية الأولى الفاشلة، وعن منفذيها والمخططين لها وعن ظروفها وسياقها ... وعن ما جرى للملك الحسن الثاني في القصر بعد اقتحام قوات المدبوح واعبابو، وعن الطريقة التي نجا بها من أيدي العسكريين.في الحلقة الثانية من هذه السلسلة، يتحدث محمد متقي الله عن ظروف الدراسة بمدرسة أهرمومو وعن ميزات مديرها العقيد اعبابو الذي سيحاول الانقلاب على الحسن الثاني في محاولة الصخيرات سنة 1971. التدرايب بمدرسة « أهرمومو« كانت قاسية، ليس فقط بسبب أحوال الطقس التي كانت قاسية جدا، ولكن أيضا بسبب مدير المدرسة الذي قدم منالحاجبسنة 1968 لتوليمسؤوليتها: اعبابو، يقول ضابط الصف محمد متقي الله في الحلقة الثانية من شهادته على المحاولة الانقلابية الأولى التي جرت في القصر الملكي بالصخيرات. ويضيف متقي الله في حديثه ل« فبراير.كوم« أن اعبابو غير معالم المدرسة بالتجيهزات التي لم تكن موجودة، بالإضافة إلى المرافق الرياضية والأقسام: »كان صارما وحازما وطموحا حيث كانت الأرض ترتعش أسفل قدميه علما أنه كان أصغر الضباط« . https://www.youtube.com/watch?v=dK9sD9aVoyo&list=UUG2GsLu520NHHLms_G7LmSg