قال الفيزازي إن العلمانية خطر على الدين، وقال عصيد العلمانية تحترم جميع الأديان، وقال الفيزازي العلمانية الحاد، وأكد عصيد أنه ليس هناك نموذج واحد للعلمانية مستشهدا بالتجربة التركية. هذا جزء من مناظرة تحدث فيها وجها لوجه السلفي الفيزازي والأمازيغي عصيد، وقد كانت لغة الفيزازي قطع يد السارق ومنع العري واعدام المرتدين، هذا في الوقت الذي تسلح فيه عصيد بالمواثيق الدولية وحقوق الإنسان الكونية. شهدت قاعة المحاضرات بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط الاثنين 13 فبراير 2012، مناظرة بين الشيخ الفيزازي أحد شيوخ السلفية بالمغرب وأحمد عصيد رئيس المركز الأمازيغي للحقوق والحريات، وذلك في إطار سؤال ما هو النموذج الأمثل للإصلاح المجتمعي:النموذج الإسلامي أم النموذج العلماني؟
وقد دافع الشيخ الفيزازي عن النموذج الإسلامي بشكل قوي، معتبرا أن سبب تخلف المسلمين هو تخليهم عن دينهم، ومؤكدا أن الإسلام هو الحل للخروج من التخلف، وذلك بتطبيق شريعته التي يعتبر مصدرها القران والسنة وليس باجتهاد لا يخضع للضوابط الشرعية.
وأضاف الفيزازي أن العلمانية خطر على الإسلام، حيث شبهها في أكثر من مرة بالإلحاد، كما شجع الدولة على تطبيق الشريعة الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بإعدام المرتدين عن الدين الإسلامي، وكذا قطع يد السارق ومنع العري في الشوارع والشواطئ، خاتما مداخلته بأن هذا هو زمان الإسلاميين وليس العلمانيين.
وقد نفى أحمد عصيد وجود أي خطر علماني على الإسلام، مشيرا أن العلمانية تحترم جميع الأديان، وبأن السبب الحقيقي وراء تخلف المسلمين هو أنهم يقرؤون الدين بالسلف بعيدا عن كل اجتهاد مع روح العصر، ضاربا المثل بعدد من علماء المسلمين الذين قيل عنهم أنهم نظروا مبكرا للعلمانية كالمعتزلة وابن رشد.
وشدد عصيد على ضرورة عدم الأخذ بنموذج واحد للعلمانية، مسترشدا بالنموذج التركي الذي جعل هذا البلد يتقدم مراتب عدة على جميع المستويات، كما أشار إلى أن العلمانيين كانوا دائما يدافعون عن الإسلاميين، رغم أن هؤلاء كثيرا ما شجعوا السلطة على قمع اليسار، مضيفا أن الدستور المغربي وإن كان يعترف بإسلامية الدولة فهو يقر بسمو المواثيق الدولية عليها، مما يجعل من تطبيق الشريعة أمرا مستحيلا بالمرة.
وقد استمرت المناظرة لأزيد من 4 ساعات، وعرفت حضورا كثيفا للطلبة المقيمين بالمؤسسات السكنية الموجودة بمدينة العرفان بالرباط.