يعتبر عبدا لحفيظ طليح واحد من الفاعلين المحليين المهتمين بتجميع كل ما يتعلق بذاكرة الصويرة و يؤرخ لمحطات خالدة في تاريخها الملئ بالبطولات و الأمجاد. و ما أحوج الصويرة مدينة و إقليما لمثل هؤلاء الباحثين الذين يبتغون من تنقيبهم عن الذخائر المحلية المكتوبة و المصورة تقديم عصارة أعمالهم للجيل الحالي و لما يأتي من بعده من أجيال إن كتب لهذه الذخائر أن تطبع و تقدم للعموم. عرفناه منذ سنوات و هو يبحث و يتصل و أحيانا يتوسل من أجل أن يحظى بصورة أو مقال أو مخطوط، من أبناء الصويرة، منهم من يتفهم مقاصده النبيلة و منهم من يتصنع اللامبالاة و منهم من يعتقد أن طليح مهووس فقط بالجمع بدافع الرغبة في التملك فقط،، بين هذا و ذاك ظل طليح باحثا شغوفا لا يهتم بكلام المقاهي و ألسنة السوء، شأنه في ذلك شأن الراحل بوفوس صاحب محلبة بشارع الزرقطوني (الخضارة) الذي كان يعد ذاكرة لامعة في مجال الرياضة المحلية و الدولية و خاصة ما يتعلق منها بكرة القدم، خلف أرشيفا من الصور الرياضية المحلية الناذرة، و لا أحد يعرف إلى حد الآن مصير هذا الأرشيف التاريخي (؟؟؟). استطاع عبد الحفيظ طليح اللاعب و الحكم و المعد البدني السابق، أن ينفض الغبار عن الصور التاريخية و بعث فيها الروح، و يشد إليها انتباه ساكنة الصويرة و زوارها، و يعود بهم من خلالها إلى الماضي الرياضي و التاريخي و المدرسي، فكان اللحظة تذكير و تذكر ونشوة و انشراح ممزوج أحيانا بالحسرة و الأسى على ما آلت إليه بعض الأشياء الجميلة من تراجع بسبب التهميش. حظيت معارضه بإقبال كبير، و افتتحت في أكثر من مناسبة من طرف نبيل خروبي عامل إقليمالصويرة تقديرا منه لجهوده الموفقة و تشجيعا له على المزيد من البحث و التنقيب في ذاكرة الصويرة. جدير بالذكر أن عبد الحفيظ طليح بصدد تأليف كتاب عن تاريخ الرياضة بالصويرة، و يستعد لتنظيم معارض أخرى و أنشطة ذات الصلة.