أسدل الستار يوم الأحد بمدينة الصويرة على فعاليات مهرجان مواهب كناوة في دورته السادسة، بعد أربعة أيام من الاحتفالات هيأ خلالها المنظمون وجبة فنية غنية أدخلت الفرحة إلى القلوب، و تميزت بالتعدد و التنوع في فقراتها التنشيطية التي جمعت بين الأنغام و الإيقاعات الموسيقية، و العروض و المناقشات السينمائية، و الصور الفتوغرفية و كتابات حول المسارات الفنية للراحلين من كبار المعلمين كعبد السلام البلغيتي و العياشي باقبو و المعلم صام و حجوب السوداني و بوبكر كانيا و حميدة بوصو و أحمد شباظة و عبد الرحيم بنتهامي. سهرات فنية متميزة شهدتها منصة ساحة مولاي الحسن بقلب المدينة العتيقة، بدءا بحفل الافتتاح الذي أحياه طلاب مدرسة الفن الكناوي بالصويرة برئاسة المعلم عبد السلام عليكان و الفائزون بالدورات الخمس السابقة للمهرجان، إلى جانب "بلو موكادو" من الصويرة و عرفة الشعرة من تطوان و مجموعة "فوزيون الصويرة" و "كنكا فايبس"، و انتهاءا بحفل الاختتام للمعلم محمود كينيا و محمد بومزوغ من الصويرة و عبد السلام الواصيف من أكادير. تتبع وقائع هذه السهرات الكناوية بعيدا عن البروتوكولات المعتادة، أندري أزولاي مستشار جلالة الملك، و جانبا منها نبيل خروبي عامل إقليمالصويرة، و الآلاف من ساكنة و زوار مدينة الصويرة من مغاربة و أجانب، وهي أي السهرات من توقيع 16 مجموعة مابين محلية و أخرى قادمة من تطوان و مراكش و الرباط و أصيلا و أكادير و اسبانيا، غنت بإتقان فأطربت المحليين وأمتعت الزوار وأسعدت المنظمين، فكانت في الموعد مع عشاق الفن الكناوي الأصيل، الذين ألهبت الحماس في نفوسهم بإيقاعاتها الكناوية المتميزة و رقصاتها الجسدية الرائعة. الأطفال بدورهم كانت لهم فقرة خاصة بدار الصويري أحيتها مجموعة أولاد بامبارا، و كانت مناسبة ممتعة تعرف خلالها الأطفال مغاربة و أجانب على موسيقا كناوة و بعضا من رقصاتها و طقوسها، فانخرطوا في انسجام تام مع العازفين الشباب في الرقص و التصفيق بالأيدي و ترديد بعض العبارات الكناوية الشهيرة بشكل عفوي و طفولي، استحسنه الآباء و الأمهات الذين "امتلكوا" بدورهم فانخرطوا في أجواء من الحال و الجذبة. و يذكر أن مهرجان مواهب كناوة احتجب السنة الماضية، و عاد مجددا هذه السنة للاحتفاء بالمواهب الشابة التي تألقت خلال الدورات الخمس السابقة للمهرجان، و تميز بتكريم الراحل المعلم عبد السلام البلغيثي الذي وافته المنية عن سن يناهز 60 سنة، أياما قليلة فقط بعد مشاركته في الدورة 13 لمهرجان كناوة و موسيقا العالم، كان الراحل من أشد المعلمين المدافعين عن الموسيقا و الثقافة الكناوية في شكلها العريق، و من أشد الرافضين لما يسمى بالمزج المرتجل. المهرجان من تنظيم عمالة إقليمالصويرة، و المجلس البلدي، و مندوبية وزارة الثقافة، و جمعية الصويرة موكادور. كلمات لا بد منها: الدورة السادسة من مهرجان مواهب كناوة، مرت في ظروف جيدة لم تسجل خلالها أية مناوشات أو حوادث تذكر، و يعود الفضل في ذلك للتنظيم المحكم و للجهود الموفقة التي بدلها رجال السلطة المحلية و الأمن الوطني و القوات المساعدة إضافة إلى الوقاية المدنية و باقي المتدخلين. كما نلفت انتباه المسؤولة عن التواصل أن توزيع "بادجات" الصحافة على كل من هب و دب أساء كثيرا للمهنة، و لابد هنا من التفريق بين" بدجات الصحافيين" و " بادجات المصورين" فليس كل مصور بالضرورة صحافي، الأمر الثاني إقصاء اللغة العربية من "كاتلوك" المهرجان عدا البرنامج و السيرة الذاتية للمعلمين الراحلين ما أثار استياء عدد من المهتمين و المتتبعين، نتمنى تدارك هاتين الملاحظتين في الدورات القادمة ضمان للسير العادي للمهرجان مع المطالبة بإسناد المهام لذوي الاختصاص تفاديا لأية مشاكل أو مفاجآت.