إن من يتابع أحوال اليمن يشعر بالأسى الكبير لما يحدث فيها من سفك للدماء وتعطيل للحياة العامة، وانغلاق باب التفاهم في الوصول إلى حل ينقذ اليمن ويوقف سفك الدماء بعد تمسك النظام بوضعه، وإصرار الثوار على رحيل النظام بعد سفكت الدماء التي حصلت. ولا بد في الحل من إيجاد مخرج يكون فيه بعض التنازلات من كلا الفريقين لإنهاء هذا الوضع وأصبح معلومًا أنه من المحال على النظام أن يعيد الأمور إلى ما قبل هذه الثورة وأن حياة عائلة الرئيس أصبحت في خطر على أرض اليمن مهما طالت هذه الحالة وما بعد انتهائها وقد بلغ الغيظ أوجه من الشعب بعد سفك دماء كثيرة منهم مما لا يمكن نسيانه والتغاضي عنه دون مكاسب لهم نحو الحرية. والذي يقوم بالإصلاح بين الفريقين عليه أن يتحمل بعض الأعباء عن الفريقين لإنجاز الإصلاح بينهما وإنهاء الأمر لحقن الدماء وعلى ذلك أقترح هذه الاقتراحات راجيًا من الله تعالى أن تصل إلى من يهمه الأمر وأن نرى التجاوب الإيجابي معها. أولاً : أن تتحمل الجهة المصلحة بين الفريقين ديات مضاعفة للقتلى الذي سقطوا في هذا المواجهات، وتعويضات مجزية للجرحى بما يناسب إصاباتهم ثانيًا : أن يقبل أهالي القتلى والجرحى أو من يمثلهم ديات أبنائهم لأجل وقف المزيد من الدماء التي قد تسفك باستمرار الحال على ما هو عليه. ثالثًا : أن تشكل هيئة وزارية خلال أسبوعين على الأقل لتسير شؤون الدولة حتى موعد الانتخابات. رابعًا : أن يكون تشكيل الهيئة الوزارية من عشرين وزيرًا أو أي عدد يقرر بنسب متساوية بين النظام وأحزاب المعارضة وقيادات شباب الثورة والأكاديمين المستقلين. خامسًا : تقدم هذه الوزارة أوراقها للرئيس علي عبد الله صالح سادسًا : أن يقدم الرئيس استقالته مباشرة بعد قسم الوزراء أمامه. ويعلن تنحيه عن سلطته لرئيس المحاكم في اليمن أو من يقوم مقامه ليكون هو المرجع للهيئة الوزارية فيما يطرأ من أمور بعد ذلك سابعًا : أو يودع وجهاء اليمن وشيوخ القبائل والقيادات العسكرية والمدنية الرئيس علي عبد الله صالح وعائلته . ثامنًا : يشكل رئيس المحاكم هيئة قانونية خلال أسبوعين من توليه لمراجعة الدستور وإجراء التعديلات عليه مع مشاورة كافة الأطراف تعتمد بغالبية مجلس الوزراء والرئيس. تاسعًا : يكلف رئيس المحاكم هيئة لإعداد انتخابات رئاسية وبرلمانية أو مجلس الشورى . عاشرًا : أن يكون موعد الانتخابات بعد فترة لا تزيد على ستة أشهر من استقالة الرئيس . وعلى أن تقدم دول الخليج (المعنية بعملية الإصلاح) مساعدة عاجلة للشعب اليمني للمساعدة على استقرار الوضع في اليمن بعد هذه الإجراءات. ونسأل الله تعالى أن تصل هذه الرسالة إلى كل الأطراف، وأن يكون منهم تجاوب ورغبة صادقة في الخروج من هذه الحالة المأساوية التي تمر بها اليمن، والله تعالى بالغ أمره، وهو ولي كل شيء، وبه التوفيق.