هل كانت النسا ء المسلمات في عهد النبوه والخلفاء الراشدين يخرجن مع الجيش الذاهب للقتال ؟ وماذا كان دورهن في الجهاد؟ كانت النساءفي عهد الرسول عليه الصلاة والسلام تسقي وتطعم القوم وتخدمهم وترد القتلى والجرحى الى المدينة وقد قاتلت نساء قريش يوم اليرموك حين رهقهم جموع الروم حتى خالطوا عسكر المسلمين فضرب النساء يومئذ بالسيوف في خلافة عمر رضي الله عنه وهذه أم حرام بنت ملحان تغزو مع زوجها في البحر وتستشهد فتكون أول شهيدة في البحر وأول شهيدة في أوربا تحقيقا لرؤيا رآها صلى الله عليه وسلم في بيتها عن غزاة من أمته يغزون في البحر يراهم صلى الله عليه وسلم كالملوم على الاسره فحين يقصها عليها ترجوه قائله أدعو الله أن أكون منهم فيقول صلى الله عله وسلم :أنت من الأولين فكانت من الأولين رضي الله عنها ولكن ليس جهاد الكفار بالقتال واجبا على المرأة ، ولكن ايضا عليها جهاد بالدعوة إلى الحق ، وبيان التشريع ، في حدود لا تنتهك فيها حرمتها ، مع لبس ما يستر عورتها ، وعدم الاختلاط بالرجال غير المحارم ، وعدم الخضوع بالقول والخلوة بالأجانب ، قال الله تعالى في نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم : " واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ءايات الله والحكمة " الأحزاب/34 وثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله هل على النساء من جهاد ؟ قال : " نعم ، عليهن جهاد لا قتال فيه : الحج والعمرة " خرجه أحمد 6/68 وابن ماجه 2/968 .. وكذلك (1) بالجهاد بالمال بإنفاق المال في سبيل الله قرين للجهاد بالنفس كما ذكر الله تعالى في مواضع كثيرة في كتابه قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذًينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تًجَارَة تُنجًيكُم مًّنْ عَذَاب أَلًيم تُؤْمًنُونَ بًاللَّهً وَرَسُولًهً وَتُجَاهًدُونَ فًي سَبًيلً اللَّهً بًأَمْوَالًكُمْ وَأَنفُسًكُمْ ذَلًكُمْ خَيْر لَّكُمْ إًن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [الصف: 1110]. والآيات كثيرة معلومة والأكثر تقديم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس. وجهاد النفس ومجاهدة النفس تكون بحملها على طلب العلم والتفقه في الدين والعمل الصالح والدعوة إلى الله تعالى والصبر في سبيل ذلك، قال تعالى )وَالْعَصْرً{1} إًنَّ الْإًنسَانَ لَفًي خُسْر{2} إًلَّا الَّذًينَ آمَنُوا وَعَمًلُوا الصَّالًحَاتً وَتَوَاصَوْا بًالْحَقًّ وَتَوَاصَوْا بًالصَّبْرً) [العصر وجهاد الشيطان وجهاده من أعظم الجهاد المفروض على كل مسلم . وجهاد المنافقين ويكون بمناقشتهم وإقامة الحجة عليهم وبيان باطلهم والتحذير منهم وجهاد النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين مشهور ومعلوم . وجهاد أهل البدع والأهواء البدعة قرينة الشرك وخطرها عظيم وخطر المبتدع لا يقل عن خطر الكافر وإذا كان المشرك ينقض شهادة ان لا إله إلا الله فالمبتدع ينقض شهادة ان محمدا رسول الله بل قلما سلم المبتدع من التلبس بالشرك وربما يكون الابتداع في الدين من جنس الشرك لقوله تعالى (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوالَهُم مًّنَ الدًّينً مَا لَمْ يَأْذَن بًهً اللَّهُ) [الشورى 21 وجهاد المفسدين في الأرض فهؤلاء يهتكون الأعراض وينشرون الفساد ويأمرون بالفواحش ويأتون بالمنكر إلى بلاد المسلمين والجهاد ببر الوالدين بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله الذي هو "القتال" فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال:"الصلاة على وقتها"، قلت: ثم اي؟ قال: "بر الوالدين"، قلت: ثم أي؟ قال:"الجهاد في سبيل الله" [متفق عليه]. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: اقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: ابايعك على الهجرة والجهاد ابتغي الأجر من الله، قال: "فهل لك من والديك أحد حي؟" قال: نعم بل كلاهما، قال:" فتبتغي الأجر من الله تعالى؟" قال: نعم، قال:"فارجع إلى والديك، فأحسن صحبتهما" [متفق عليه وهذا لفظ مسلم]. وفي رواية لهما "جاء رجل يستأذنه في الجهاد فقال:"أحي والداك؟" قال: نعم، قال:"ففيهما فجاهد".