شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب 2024.. مشاركة 340 عارضا وتوافد أزيد من 101 ألف زائر    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    "وزيعة نقابية" في امتحانات الصحة تجر وزير الصحة للمساءلة    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقابلة مع الامين العام للحزب الشيوعي البرازيلي ايفان بينيرو
نشر في السند يوم 23 - 12 - 2009

بمناسبة انتهاء اعمال المؤتمر الرابع عشر للحزب الشيوعي البرازيلي وانتخاب الرفيق ايفان بنييرو للامانة العامة للحزب كان لنا معه هذا اللقاء.
رفيق ايفان ما الذي حدث للحزب الشيوعي البرازيلي سنة 1992؟؟
** سنة 1992 وصل تاثير الارتداد الزلزالي الى ارض البرازيل حيث ان جزءا كبيرا (يقدر بالثلثين) من اللجنة المركزية وبعض قواعد الحزب قررت التضحية بالحزب ....لعل بنيتها التنظيمية والفكرية لم تساعدها على الصمود امام العاصفة الهوجاء التي اثارها سقوط الاتحاد السوفييتي وبدأت تحس بان التاريخ يتجه الى نهايته وان المعركة الفاصلة قد حدثت وحسمت لصالح الراسمالية العالمية، ان معركة بناء الاشتراكية بالرغم من ما رافقها من اخطاء كانت في محصلتها ايجابية.
نعود الى عام 1992، فثلث اعضاء اللجنة المركزية وقطاع واسع من القواعد الشعبية والحزبية قررت التمسك بالحزب ونضالاته، وامام الوضع المعقد كان علينا استعادة كل شيء الاسم والتسجيل القانوني وقمنا باعادة بناء الاطر والترتبيات الحزبية من القاعدة حتى اللجنة المركزية... اليوم تمر السنة الثامنة عشرة لاعادة البناء ننظر الى الخلف ونرى نضالا هائلا قد حققه الرفاق على كل الصعد.
رفيق ايفان منذ عام 1992 وحتى موعد انعقاد هذا المؤتمر كيف تقيمون اعادة بناء الحزب الشيوعي البرازيلي ؟؟؟ وهل يعتقد الرفيق ان المؤتمر قد حقق اهدافه؟؟؟
اولا نقول باعتزاز ان رفيقا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد ساهم في اعمال المؤتمر واننا نعتبر ان المؤتمر هو نقطة تحول اساسية في اعادة بناء الحزب حيث يخلق شروطا مؤاتية لكي يتقدم الحزب وينمو محافظا على نوعيته وتفكيره، اعتقد اننا اذا لم نقترف اخطاء كبيرة... اذا حافظنا على التوازن السياسي والعقلانية التي سرنا عليها في الاعوام السابقة فان الحزب الشيوعي البرازيلي سيكون ملجأ لكل الثوار البرازيليين وسننسج علاقات مميزة مع جميع الاحزاب الثورية في العالم، طبعا لقد كان هذا البناء بالغ الصعوبة في السابق كان هاجسنا بشكل دائم هو المحافظة على شخصية الحزب الاعتبارية ... المحافظة على شعار له قدسية خاصة ( الحزب الشيوعي البرازيلي ) ولكن الآن هذا لا يكفي فالحزب ليس قطعة أثرية لنحافظ عليه الحزب شخصية اعتبارية وله ماض نضالي سطره المناضلون بدمهم وصمودهم امام الحكم العسكري والردة المدنية، عندما بدأنا النقاش حول ضرورة واهمية الحزب ودوره النضالي بدأت تظهر بعض الاجتهادات المختلفة، فقط في نهاية العقد الماضي تعمقت في اوساط الحزب التجانسات النظرية حول اللحظة السياسية التي نعيشها والتي استطيع تحديدها بشعارين اساسيين : الثورة الاشتراكية والحزب اللينيني
رفيق ايفان ما هي الصعوبات التي تمنع وحدة الاحزاب اليسارية البرازيلية ؟؟؟
ان تشرذمات احزاب اليسار ليست ظاهرة برازيلية، ففي اوساط اليسار العالمي كله هناك انشقاقات واجتهادات مختلفة حول معضلة قديمة تواجه اليساريين وهي الحد الفاصل بين الثوريين والاصلاحيين، الحزب اليساري يقرر خطه السياسي على ضوء فهمه ورؤيته للمجتمع، في البرازيل نحن نرى ان سبب الخلاف الاساسي هو تحديد التناقضات الاساسية في المجتمع البرازيلي... التناقض الاساسي هو بين رأس المال والعمل، هناك اطراف في اليسار تجد ان التناقض الاساسي يكمن بين الامة البرازيلية ( بما فيها البورجوازية) والامبريالية وهنا تبدو الخلافات حول امكانية التحالف مع البورجوازية... رؤيتنا انه ليس هناك اي مجال للتحالف مع البورجوازية البرازيلية.
يعتبر الرئيس لولا من اطراف اليسار، كيف يقيم الحزب الشيوعي حكم الرئيس لولا في المجالين الداخلي والدولي وفي السياسة الخارجية والاقتصادية الداخلية ؟؟؟
تقييمنا العلمي للامور ان الرئيس لولا لم يكن ابدا من اليسار هو انسان ديموقراطي محسوب على الاشتراكية الليبرالية، لم يخدع، وعندما استلم الحكم صرح بانه سيفتح الباب واسعا امام النمو الراسمالي للبلد هو كنقابي سيأخذ دوره في ادارة الدولة، في الحقيقة ليس هناك انصاف حقائق اما ان تكون راسماليا او ان تكون اشتراكيا ليس هناك مساحات مشتركة، النظام الاقتصادي الذي يطبقه لولا هو نفس النظام الي سار عليه سلفه كردوزو، عين الرئيس لولا السيد هنريك ميريللس على ادارة البنك المركزي ونفسه كان مديرا لبنك بوسطن الاميركي هل هناك شخص اقدر على تمثيل الراسمال العالمي من هذا الشخص؟ السياسة الداخلية لحكومة الرئيس لولا هي سياسة "دولة البورجوازية الوطنية" وهي تدعي بانها تتصرف ببرغماتية مسؤولة النقطة المركزية في هذه السياسة هي جعل البرازيل دولة تتمتع بقوة اقتصادية مشهود لها عالميا.
اما في السياسة الخارجية فرفاقنا الفلسطينيين والعرب يتذكرون الموقف المائع الذي وقفته حكومة لولا اثناء الاعتداء الهمجي على قطاع غزة نهاية العام السابق وبداية هذا العام وكيف انه كان يلوم الفلسطينيين مرة ويلوم الاسرائيليين مرة اخرى، كيف يمكن تحميل الفلسطينيين اي قسط من مسؤولية نشوب الحرب واستمرارها ؟؟؟؟؟.
شهدت اميركا اللاتينية احداثا هامة من ضمنها وصول مجموعات شعبية جماهيرية الى السلطة في كثير من الاقطار بداية من فنزويلا مرورا ببوليفيا والبرازيل والاكوادور والارجنتين وتشيلي كيف تقيمون تقدم اليسار في هذه الدول ؟؟؟
حقا هناك مد تقدمي في اميركا اللاتينية مد هام وايجابي ولكنه معرض للنكوص والانتكاس حيث تتفاوت درجة مقارعة الامبريالية بمقدار تغير الاوضاع الاجتماعية للسكان، في هذا المجال نستطيع تقسيم اميركا اللاتينية الى ثلاثة مجموعات :
المجموعة الاولى:
وهي تمثل اليسار الحقيقي وتقود التغيرات الاجتماعية وتمثلها كوبا التي اوحت لاميركا اللاتينية بفكرة التغيير الثوري ويمكننا اعتبار فنزويلا وبوليفيا مكملا لهذه المجموعة يضاف اليها الاكوادور بدرجة اقل.
المجوعة الثانية:
وهي التي نطلق عليها حكومات الاشتراكية الليبرالية وتقع في الجزء الجنوبي من القارة ....البرازيل والارجنتين وتشيلي والاورغواي والبراغواي وهي تجارب ترقيع اصلاحية تدور في فلك الراسمالية وليست لهذه الحكومات نية في تطوير افكارها نحو جبهة معادية للامبريالية كتلك الجبهة ألبا المكونة من كوبا وفنزويلا و بوليفيا.
اخيرا المجوعة الثالثة:
وهي مجموعة موالية للامبريالية وتتكون من المكسيك والبيرو وكولومبيا هذه الدول وافقت على عقد تحالفات ثنائية مع الامبريالية الاميركية والتي تسمى مجموعة التجارة الحرة وعلى راس هذه المجموعة تقف كولومبيا، ان نظام الرئيس اوريبي هو نظام فاشي يتاجر بالمخدرات، وحول كولومبيا الى قاعدة عسكرية متقدمة للامبريالية، حالة يفهمها الرفاق العرب جيدا، فكولومبيا حاليا بالنسبة لاميركا اللاتينية تماما كاسرائيل بالنسبة لحركة التقدم العربية... انها تقوم بالدور الذي ينيطه بها المعسكر الامبريالي، هناك سبعة قواعد عسكرية بنيت حديثا في كولومبيا اضافة الى قواعدهم في البراغواي وسورينام واقطار لاتينية اخرى . من كل ما تقدم نستطيع ان نستشف سبب اهتمام الولايات المتحدة باميركا اللاتينية.
من المهم أن نسجل الآن ان اميركا اللاتينية تمر بمرحلة حساسة وحاسمة جدا، خلال السنوات الخمس الماضية هل دار في مخيلة احد ان اميركا اللاتينية يمكن ان تتحول الى منطقة خطر وتنذر بنشوب نزاعات اقليمية ؟؟؟ هل بدأت الامبريالية تخشى التحولات الاجتماعية المتزايدة لتحاول ايقافها؟؟؟ انهم يتصرفون بعنجهية واصرار... لقد اعادوا بعث الاسطول الرابع والذي كان مهملا منذ الحرب العالمية الثانية، لقد سلحوه ووضعوا له دور السيطرة على اميركا الجنوبية والوسطى والكاريبي اضافة الى بناء سبعة قواعد عسكرية دفعة واحدة في كولومبيا تحت حجة القضاء على تجارة وتهريب المخدرات، انقلاب هندوراس يأتي في هذا السياق انهم وحلفائهم يقومون بتسويق المسرحية الهابطة في انهم لم يكونوا خلف الانقلاب ... مواقفهم الاخيرة، اثبتت ان الانقلاب هو الابن الشرعي لتصرفاتهم ولمصالحهم، ليس هدف الولايات المتحدة هنا خلق الحروب من اجل الحروب هدفهم هو بيع منتجاتهم، ومنتجاتهم اليوم هي الصناعات الحربية، وسائل القتل والدمار يريدون ايقاف التحولات الاجتماعية بالاضافة الى نهب خيرات المنطقة، فالمنطقة لا زالت تنعم بخيرات لا محدودة، بالرغم من مرور اربعة قرون على عملية النهب المستمرة من ساعة الاكتشاف حتى اليوم والتي لخصها الكاتب التقدمي (ادواردو غالياون) في كتابه الشرايين النازفة لاميركا اللاتينية فهم يعلمون اننا نمتلك ثروات هائلة من البترول والغاز والمياه العذبة , كما ان باطن الارض لا زال عامرا بمناجم هائلة من المعادن وسطحها مليء بالنباتات والاحياء التي تحتاجها صناعة الادوية والحياة الحديثة اجمالا.
خلال العقدين السابقين وبدون المنظومة الاشتراكية حدث خلل هائل وتحولات هامة جعلت العالم قطبا واحدا مكن الولايات المتحدة ان تصدر وتنفذ الاحكام ضد خصومها واعدائها خدمة لمصالحها الخاصة جرى تفتيت يوغوسلافيا واحتلال افغانستان والعراق , كيف ينظر الحزب الشيوعي الى النظام العالمي الجديد والى العولمة وتوسيع الحروب ؟؟؟
كان سقوط الاتحاد السوفييتي هو هزيمة للعمال والشغيلة في العالم اجمع حتى ذلك الوقت كان العالم ذو قطبين او بالاصح كان هناك قوتان عظيمتان تتنافسان السيطرة على العالم بشروط قريبة الى التساوي كان ميزان القوى هذا يسمح بنوع من السلام، سلام بمفهوم النضال ضد الامبريالية حيث نما وترعرع مفهوم عدم الانحياز اضافة الى التضامن الواضح مع كثير من البلدان التي كانت تطمح للانعتاق من سيطرة الامبريالية، لقد انزل سقوط الاتحاد السوفييتي ضربة قاضية بالاحزاب الشيوعية باليسار وبالنقابات على مستوى العالم، في هذين العقدين سيطر القطب الواحد الذي تقوده الولايات المتحدة فاضحى العالم اقل امنا، لقد اضر غياب الاتحاد السوفييتي بحقوق العمال وافرغ دور الدولة وانعش فكرة الخصخصة.
اسرع مما كنا نتوقع تبرز اقطاب عدة على الساحة الدولية ولكم من المهم ان نسجل (حتى لا يكون هناك سراب في الرؤية) ان ما يحدث هو تعدد للاقطاب في ساحة راس المال الاقتصادية ان الازمات الاقتصادية التي تعصف بهذه المنظومة ستعيد الاعتبار للاحزاب الشيوعية وللنقابات وسيعود الصراع الطبقي محركا للتاريخ ونتيجة للعوامل المساعدة هذه سيعود اليسار لكي يتبوأ مركزه.... ان العالم الرأسمالي لا زال يملك القدرة على الاحتمال وبالرغم من ان الولايات المتحدة بدأت تفقد شيئا فشيئا من قدرة التحكم في العالم في الميدان الاقتصادي والميدان العقائدي الا اننا لا نخدع انفسنا فهي لا زالت متحكمة بدون منازع في الميدان العسكري، صناعة الاسلحة، ادوات الدمار والتدخل الفظ في شؤون الشعوب.
منذ سنة 1947 وفي قرار الامم المتحدة بشأن تقسيم فلسطين رقم 181 كان صوت البرازيل حاسما في خلق دولة اسرائيل وبالرغم ان قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة للاطراف اين يضع الحزب الشيوعي البرازيلي صوت اوزفالدو ارانيا مندوب البرازيل ذلك الوقت وما هي رؤيتكم للصراع العربي الاسرائيلي .
قبل صدور قرار 181 كان التقسيم قد نوقش ما بين البورجوازية الصهيونية وبريطانيا والولايات المتحدة، وقد سمح الاتفاق المبدئي بينهم، بغض النظرعن السماح لافواج كبيرة من اليهود بالهجرة لفلسطين بعد الحرب العالمية الاولى، حيث كانت الارض الفلسطينية تحتل وتستعمر شيئا فشيئا، وكان الفلسطينيون يقابلون هذا بعداء شديد ومقاومة وطنية، ان القرار 181 جاء ليشرعن ويقونن احتلال واقعي على الارض، ان خلق اسرائيل في اي مكان اخر غير فلسطين لا يمكن الصهاينة من خلق كذبة الارض الموعودة او شعار ارض بلا شعب لشعب بلا ارض والذي ينم عن عنصرية عميقة، تاثر قرار الجمعية العامة رقم 181 بعدة امور كان منها بلا شك تلك الروح السائدة من التعاطف والشفقة على اليهود الذين قاسوا الاهوال على يد النازيين، سيما وان الصهاينة قد جيروا فظائع الهلوكوست لصالح اليهود فقط، وكأن ضحايا الهلوكوست هم اليهود فقط مزورين التاريخ ومحاولين الغاء اي دور لمقاومة الشعوب الاخرى وخاصة الاتحاد السوفييتي في دحر النازية، وكانت عدة دول في ذلك الوقت تأمل امكانية حدوث تعايش سلمية بين الاقليات العرقية اليهودية والفلسطينيين .... الجريمة ان لا هذه الدول ولا الأمم المتحدة استشارت الفلسطينيين في تحويل هذا الضيف الثقيل اليهم، والامم المتحدة لا تملك الحق ولا القوة القانونية بتقسيم اية بلد مهما كانت الدوافع لذلك التقسيم .
رغم سرابية القرار السوفييتي بالموافقة على خلق الكيان الصهيوني حيث اعتقدوا واهمين ان هذا سيساعد في خلق قطر علماني تقدمي حيث ان جزءا كبيرا من المهاجرين اليهود هم من الفقراء ومنهم شيوعيين لقد اظهرت الامور مقدار طفولية هذا القرار وعدم معرفته بجوهر الحركة الصهيونية التي حولت الشرق الاوسط الى موطيء قدم للامبرياليين.
عجبا للصهاينة كيف يستغلون حتى هذه الايام جريمة الهلوكوست ومعاداة السامية من اجل اغلاق افواهنا لكي لا نفضح جرائمهم التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني، فمنذ عقود والصهيونية تصادر اراضي الفلسطينيين وتهدم بيوتهم وتعذب الذين يقاومونها تمارس عملية الفصل العنصري بابشع صورها ... هناك اكثر من 11000 اسير سياسي وامني فلسطيني في سجون الاحتلال من اصل ثلاثة ملايين نسمة ان هذا يظهر عمق المقاومة الفلسطينية والتفاف الشعب حولها
للامم المتحدة دور فاعل في حل بعض المشكلات الدولية كيف ترى دور الامم المتحدة في حل مشكلة فلسطين ؟؟؟؟؟
كان للامم المتحدة دور ايجابي في حل بعض مشاكل الشعوب في السابق الآن وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وانكفاء الصين حول هاجسها الاقتصادي فقط اصبحت الامم المتحدة مؤسسة تابعة لوزارة الخارجية الاميركية راينا هذا في احتلال العراق وراينا هذا في الاعتداء الاسرائيلي على جنوب لبنان او على قطاع غزة ولكن رغم كل انتقاداتنا للامم المتحدة الا انها تضم دولا لها توجهات تقدمية لا نملك الا ان نحترمها... الصدام يبقى مع مجلس الامن الذي يقاد بصورة فظة من قبل الامبرياليين .
منذ انشاء دولة اسرائيل وهي تقوم بالمذابح والاعتداءات على الشعب الفلسطيني جزء منها ادانته الجمعية العامة دون قدرة فعلية على فرض العقوبات نتيجة لمن يمتلك حق الفيتو راعي الصهيونية وحاميها – الامبريالية الاميركية- في قطاع غزة ارتكبت اسرائيل جرائم ضد الانسانية عوقبت عليها من قبل مجلس حقوق الانسان اما مجلس الامن فلم يحرك ساكنا ضد هذه الجرائم .
خلال ستين سنة اقترفت اسرائيل مذابح بشعة ضد الشعب الفلسطيني فمن مذبحة دير ياسين سنة 1948 والتي راح ضحيتها اكثر من 110 اشخاص مرورا بصبرا وشاتيلا حيث قضى اكثر من 2000 فلسطيني وحتى مذابح غزة في بداية هذا العام ...تقرير غولدستون يؤكد على اقتراف اسرائيل لجرائم ضد الانسانية في القطاع انت ايها الرفيق باعتبارك محام ماذا ترى بوجوب عمله؟؟ ما هي الطريق التي تمكننا من اقتياد مجرمي الحرب الصهاينة الى المحاكم الدولية؟؟؟ وهل لليسار البرازيلي قدرة على لعب دور ما في احقاق العدالة المنشودة ؟؟؟
عندي تمام الثقة والامل بان كل الديموقراطيين والاشتراكيين في العالم عليهم ان يستمروا في الحملة الدائرة في العالم من اجل اقتياد هؤلاء المجرمين الى المحاكم الدولية من اجل تطبيق العدالة، ان كثيرا من القادة الاسرائيليين قد اضحوا يشكلون خطرا على السلام الدولي والتعاون بين الشعوب، بكل اسف لا ارى ان اسرائيل راغبة في تحقيق السلام في الشرق الاوسط وتحمل تبعات هذا السلام... ما نراه الآن هو ازدياد في الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين توسع هائل وغير مبرر ابدا في بناء المستوطنات في الارض العربية بعد طرد الفلسطينيين منها، استكمالات البناء في اكثر من جدار منها جدار العار، فلتان عجيب ومسعور للمستوطنين واعتقالات لنشطاء المقاومة لكي تنعدم امكانية نشوء طبقة او نخبة قادرة على تسييرامور الدولة، فصل تعسفي للضفة عن القطاع بسلسلة من المستوطنات العشوائية التي لا تخدم الا الفوضى وانعدام الامن وبهذا فان اسرائيل عن قصد او غير قصد تكون قد اجهضت فكرة التعايش المشترك... فكرة دولتين لشعبين لانها الغت كل مقومات نشوء دولة.
على قوى اليسار والديموقراطية في العالم ان تزيد من حملتها الدولية من اجل محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين حتى لا نسمح بتكرار هذه الجرائم ضد الانسانية، علينا مساعدة لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني وتسهيل انشائها في كل مكان، تقويتها من اجل ان يكون لها برنامج واحد، اجندة متقاربة، تسمح بخلق ظروف مؤاتية من اجل اللحظة الحاسمة عندما تنضج الظروف لعقد مؤتمر كبير وطني او دولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني .
اخيرا ايها الرفيق هل هناك من رسالة تود ايصالها الى الشعب الفلسطيني او الى الشعوب العربية ؟؟؟

رسالتنا في ان نقول للشعب الفلسطيني المقاوم ولجميع حركة التحرر العربية باننا هنا في اميركا اللاتينية ومن ضمنها البرازيل لنا شعور صادق من التضامن مع نضالكم الذي هو جزء من النضال الانساني والذي نامل استمراره حتى ساعة النصر القادمة... كل ما يقلقنا ولكن يزيدنا اصرارا هو ازدياد حدة القمع الصهيوني المدعوم امبرياليا ولكننا نعلم انه كلما عصفت الازمات بالنظام الراسمالي ازدادت معه الحروب الصغيرة ومتوسطة الشدة واهمين ان هذا سيضعف مقاومة الشعوب واستمرار نهبها واستغلالها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.