قبل أن أبدأ لأواصل قصة " أميناتو حيدر " التي أصرت على موقفها الانفصالي بتخطيط من الجزائر، والتي جنتْ على نفسها كما " على أهلها جنتْ براقيش " والتي تم إرجاعها إلى مطار " لانزاروتي " بجزر الكناري بهوية "بدون " بعدما كانت مغربية ، كان لابد كذلك من الحديث عن سيدة هي ألأخرى ركبت موجة حقوق الإنسان، وفضلت الانتماء إلى الجمهورية المغربية بدل المملكة، وقالتها عنوة في جامعة باركلي الأمريكية ...، الأمر الذي كاد أن يجعلها في وضع أميناتو لو أن الدولة المغربية جردتها من جواز سفر المملكة المغربية لتجد نفسها ملقاة في صالة "ترانزيت مطار نيويورك بهوية " بدون" هي الأخرى، وهي التي استغلت آنذاك ظرفية سياسية عالمية أعد لها جورج بوش حين هدد كل الأنظمة العربية التي أصبحت لا تروق له بالفوضى الخلاقة، واستبدالها بأنماط حكم جديدة كما وقع في العراق. فمالت نادياتو مع بوش في هذا المنحى، لكي يمنحها مظلة تحميها من حر الأجهزة المغربية. إلا أن نار بوش خبت بسرعة بعدما تكسر جيشه في العراق وفي أفغانستان، وبعد اندحاره راجعت أمريكا سياستها اتجاه حلفائها العرب، ولم تعد "نادياتو " ورقة ضغط لدى الإدارة الجديدة لأوباما لحث المغرب على احترام حرية التعبير حسب ما تريده نادياتو ومن وراءها. المغرب وكبقية جميع الدول ، من حقه المشروع إلزام المغاربة والأجانب على احترام القانون والدستور الخاص بالنظام الملكي ، خاصة النصوص المتعلقة بسيادته ووحدته وأمنه الداخلي والخارجي. وقد أرادت أميناتو حيدر تحقيق مبتغى مسخريها برفض الخضوع للقانون المغربي في صحرائنا المسترجعة بافتعال ضجة سياسية في مطار الحسن الأول بالعيون، لتتحول من مواطنة مغربية مغمورة إلى ضحية مطرودة بهوية " بدون..." مرمية في "صالة التْرانْزيتْ " في مطار لانزاروتي بجزر الكناري. ولكن ما فات أميناتو – التي كانت وفية للمغرب ( . . . )، وأكتافها من خبز المغرب – هو أن إسبانيا ... تتعامل بقانون ودستور إسباني وسيادي مصوت عليه من طرف الشعب الاسباني وليس بقانون حقوق الإنسان العالمي الذي هو شامل وغير ملزم في غالب الأحيان، وله مقاييس تطبيق، وحدود وخطوط حمراء. وأنها سواء في إسبانيا أوفي بلدان أخرى هي ملزمة بتقديم أوراق هوية، وليس الإدلاء "بقضية " يعرف الإسبان عنها أكثر مما تعرف هي والبوليساريو والجزائر ... أما التضامن والعواطف فهي متروكة للشعوب والمجتمع المدني للتعبير الحر، والتنفيس عن المكبوت في الشارع العام. كما أرادت أميناتو تجربة صرامة الأجهزة المغربية بعد خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى 34 على انطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، فيما يخص الولاء والوفاء للوطن عندما قال جلالته إما أن نكون مغاربة أو لا نكون، وليس هناك منزلة أخرى. وكلام جلالته موجه لكل مغربي من أعلى موظف سامي في الدولة إلى أبسط مواطن مغربي، إلا أنها تفاجأت بأنها لن تكون استثناء وأخطأت الحساب، وهي التي كانت تتوقع أن يزج بها في السجن لتفرض على المغرب حراكا حقوقيا مرتبطا بقضية الصحراء وحرية التعبير ... هو في غنى عنه. أما الغريب "والدسارة" والتطاول في تصرف أميناتو هو أنها من مواليد طانطان " وحسب إحصاءات الأممالمتحدة، فهي لست صحراوية لأن الذي تعتبره الأمم غير مولود تحت الراية الإسبانية فهو ليس بصحراوي "( الأسبوع الصحفي / ص : 8/ عدد الجمعة 4 دجنبر 2009. " أميناتو أصبحت تعاني من "انفلوانزا هَ...وانْ " وهي بدون الجنسية المغربية التي يتمنى الملايين من العرب والأفارقة وحتى من الأوروبيين الحصول عليها، لأنها ابتعدت عن المنهجية القانونية الخاصة بالجمعيات الحقوقية، ودخلت في خط سياسي حار لقن لها بالحرف في الواحد بالولايات المتحدةالأمريكية، من طرف المخابرات الجزائرية التي طردت من الجزائر أكثر من 45 ألف مغربي مسالم سنة 1975 بسبب الصحراء، في ظروف مشينة ومهينة لا تليق بدولة جارة ومسلمة. نا دياتو صدحت بموقفها الرافض للنظام الملكي من أمريكا، وأميناتو رفضت كتابة جنسيتها في ورقة البوليس عندما وصلت إلى مطار العيون من أمريكا، ورفضت كتابة اسم المغرب في خانة الجنسية، مما أوجد بينهما جدعا مشتركا. ومما تجب الإشارة إليه كذلك هو أن بيدق الجزائر عبد العزيز البوليساري كان قد أبدى تضامنه مع نادياتو وجماعتها ذات يوم، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على المغرب لكي يمنح لها كامل الحرية في مطالبها السافرة .