أظهر إستطلاع للرأي أجراه مركز"الدراسات العربي الأوروبي ان ايران العدو المفترض لحلف الناتو مستقبلاً . وأضاف المركز في بيان وزعه اليوم أن 66.1 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع رأوا ان ايران ذات النوايا النووية هي العدو المفترض لحلف الناتو مستقبلاً لأن النهضة الصناعية والتجارية والعلمية للدول الاسلامية تشكل تهديدا لكل الغرب مهما اختلفت تسميات مؤسساته . كما ذكر الاستطلاع أن 15.1 في المئة رأوا إن الصين قد تشكل عدوا استراتيجيا لحلف الناتو في القرن الواحد والعشرين من حيث إمكانياتها الاقتصادية والعسكرية . فيما في المئة قالوا 13.2 ان حلف الناتو هو عدو نفسه من خلال التورط في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل مثلما هو الحال في افغانستان حيث اصبح اداة لتنفيذ اجندات امريكية – اسرائيلية . اما 5.6 في المئة رأوا ان حلف الناتو يهدف إلى حماية الحرية والديمقراطية والمصالح العامة للدول الأعضاء عن طريق تكريس الاستقرار والرفاهية في منطقة شمال الأطلسي . وخلص المركز الى نتيجة مفادها : عندما تم تأسيس حلف الناتو انما بهدف مواجهة حلف وارسو الذي كان يقوده الإتحاد السوفياتي سابقاً . ولكن مع التحولات الإيديولوجية التي حصلت في المعسكر الشرقي وسقوط جدار برلين وتفكك دول كثيرة في اوروبا الشرقية تم الغاء حلف وارسو فيما بقي حلف الناتو محافظاً على وجوده وكينونته ، ويسعى بإستمرار الى تعزيز امكانياته والى تقوية ترسانته العسكرية . وحتى على المستوى العقائدي فقد شهد حلف الناتو تحولاً حيث لم تعد الشيوعية هي عدوته بل ذهب يفتش عن عدو أخر يبرر من خلاله اسباب ديمومته وبقائه . ويبدو ان نظرية صمويل هانتغنتون قد فعلت فعلها من خلال تصويرها ان العالم سيشهد صراع حضارات وتحديداً ما بين الحضارة الغربية التي تنتمي الى المسيحية وما بين بعض دول العالم الثالث ممن يعتنق الإسلام بدليل ان حلف الناتو سبق وكان له نشاطاً ملحوظاً في اماكن التوتر الطائفية في البوسنة والهرسك ، وكوسوفو ، ولديه نشاط ملحوظ الأن في افغانستان ، كما ان محاولاته الرامية اليوم الى نصب صواريخ عابرة للقارات في بولونيا وغيرها انما بهدف اعتراض اي هجوم صاروخي ايراني على اوروبا . وبالمقابل يحرص حلف الناتو على اقامة افضل العلاقات بينه وبين اسرائيل من منطلق ان اسرائيل هي الإمتداد الطبيعي لأهداف الناتو في منطقة الشرق الأوسط حتى وإن لم تكن عضواً في هذا الحلف الدولي . من هذا المنطلق طرحنا سؤالنا حول من هو العدو المفترض للناتو مستقبلاً منطلقين بذلك من رؤية استراتيجية تبين وكأن العالم الإسلامي هو العدو المفترض رغم وجود قوى دولية يمكن ان تشكل تهديداً لمصالح دول اعضاء الناتو من امثال روسيا التي يقدم اليها الغرب اليوم الكثير من المغريات ، ومثل الصين التي لن تكتفي مستقبلاً ان تبقى فقط كناية عن عملاق اقتصادي لطالما ان الإقتصاد يحتاج الى قوة عسكرية تحميه وتوفر له الإستقرار .