الرباط26-11-2010- استأثرت أعمال الشغب التي شهدتها مدينة العيون مؤخرا والتي قامت بها شرذمة من ذوي السوابق لحساب (البوليساريو) والجزائر، باهتمام الصحف الأسبوعية. وهكذا، خصصت عدد من الأسبوعيات ملفات وتحاليل حول هذه الأحداث سلطت فيها الضوء على تورط الجزائر في هذه القضية والانحياز الأعمى للصحافة الإسبانية لأطروحات الانفصاليين. وتحت عنوان "المؤامرة" كتب صاحب افتتاحية (لوبسرفاتور دو ماروك) أن أحداث العيون والهمجية التي ميزتها "تبرز حماقة الجزائر، المستعدة لعمل أي شيء من أجل زعزعة استقرار المغرب". وبالنسبة للمعلق، فإن على المغرب عدم التساهل في هذا الموضوع، مضيفا "إننا بحاجة الى سياسة هجومية في مجالي التواصل والدبلوماسية، وأيضا في ما يخص أمن الأفراد وممتلكاتهم. بل يتعين علينا الإقرار بأن النظام الجزائري غير مؤهل للسلم والتعاون، وأنه عدو بشع، يجب التعامل معه على هذا الأساس". من جهتها انتقدت (لوبسرفاتور دووماروك) مواقف الصحافة الاسبانية التي أبانت عن "عدم الاحترافية" مما قد يهدد العلاقات الدبلوماسية بين المملكتين، مضيفة أنه عقب أحداث العيون، "ظهر بجلاء سوء نية اسبانيا، كاشفا للعالم عدم نزاهة صحافتها، بل وسوء نيتها وانحيازها الأعمى للبوليساريو". من جانبها، تساءل كاتب افتتاحية (ماروك إبدو أنترناسيونال) عما تريده "الجزائر من خلال استضافة وتسليح وتحريك البوليساريو"، موضحا أنه في أعقاب الأحداث الأخيرة بالعيون "التي وقعت بإيعاز واضح من الجزائر" فإن كل المؤشرات "تحمل على الاعتقاد بأن "حكام الجزائر يسعون إلى تصدير فوضاهم القاتلة الى المغرب". وأضاف أنه "يبدو جليا أن مشروع المصالحة الوطنية في الجزائر لم يضع حدا للإرهاب المتطرف المنتشر في البلاد. وأمام حالة يأسها، يبدو أن الجزائر تسعى لجعله أفقا داميا في شمال غرب أفريقيا عموما والمغرب خصوصا". وسجلت الأسبوعية في ملف خصصته لأعمال الشغب التي شهدتها مدينة العيون، أنه ينبغي أن يستخلص من هذه الأحداث أن "العنف هو الميزة المفضلة للانفصاليين وراعيتهم الجزائر"، مشيرة الى أن هذا الطرح تعززه دعوة قيادة البوليساريو الشباب للالتحاق بمعسكرات التدريب. وفي نفس السياق كتبت (لانوفيل تروبين) أن الجزائر تستخدم البوليساريو والمختلين في حربها ضد المغرب وضد شعبها، مسجلة أنه بقسوتها وفظاعتها، تذكر أعمال العنف التي ارتكبت ضد قوات الأمن في مخيم اكديم إيزيك والعيون بوحشية الجرائم البشعة التي ترتكبها العصابات الخطرة التي تنشط في منطقة الساحل، ولكن أيضا بالجرائم التي ترتكب تحت تأثير الأقراص المهلوسة من قبل أفراد يفتقدون للحد الأدنى من الإنسانية. وخصصت صحيفة (لوريبورتير) أيضا ملفا لهذه الأحداث ركزت فيه على الفوائد التي حصل عليها المغرب من هذه القضية. وكتبت الصحيفة أنه خلافا لظاهر الأمر، فإن هذه الأحداث مكنت المغرب من تسجيل بعض النقاط في قضية الصحراء أمام الأممالمتحدة أولا ثم على المستوى الدبلوماسي والإعلامي. واعتبرت أن المملكة حققت نجاحا دبلوماسيا خلال الاجتماع غير الرسمي بضواحي نيويروك وأمام مجلس الأمن على اعتبار أن السلطات المغربية اختارت الحوار مع محتلي مخيم كديم إيزيك والتدخل السلمي لقوات الأمن لإعادة النظام خلافا لمثيري هذه الأحداث الذين كانوا ينتظرون أن يرد المغرب على العنف بالعنف. وأكدت أن الأمر يتعلق أيضا بانتصار إعلامي حينما انكشفت مزاعم الصحافة الإسبانية وأكاذيب البوليساريو أمام المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن أحداث العيون كانت لها نتائج معاكسة لما كان ينتظره الانفصاليون ومن يرعاهم. ومن جهة أخرى، اهتمت الصحف الأسبوعية بمصادقة مجلس المستشارين على مشروع قاون المالية لسنة 2011 بعد المناقشة، والذي كرس، حسب وزير الاقتصاد والمالية، نضج الحوار والتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. وكتبت (فينانس نيوز إيبدو) في هذا الشأن أن قانون المالية تجاوز مرحلة مجلس النواب ليصبح بين أيدي مجلس المستشارين مع بعض التعديلات، مشيرة إلى أن وزير الاقتصاد والمالية لم يلجأ إلى الفصل 51 من الدستور الذي يتيح للحكومة رفض التعديلات التي من شأنها الإخلال بتوازن ميزانية الدولة حيث فضل المقاربة التشاورية والحوار. وبعد أن اعتبرت أن عدد التعديلات التي لحقت نص القانون تبقى بعيدة عن مطالب الأحزاب السياسية وأرباب المقاولات، أكدت الصحيفة أن مرحلة مجلس المستشارين، وهو المكان الأمثل لعمليات اللوبيات وأرباب العمل والنقابات، يمكن أن تكشف عن بعض التغيرات الكبرى.