بمناسبة حلول خبر وفاة المناضل ابراهيم السرفاتي ، لم اجد ما اعزي به كافة رفاقه في النضال والسجون والمنافي سوى هذه الكلمات للصديق رؤوف ... اندثرت و تندثر الرموز الثقافية و السياسية التي كانت تجيب عن سؤال الهوية و المصير و المهمومة بمستقبل الوطن و المكانة في التاريخ و عمران المالح والسرفاتي واخرين من بينها انها بالطبع سنة الحياة لكن السؤإل المطروح لماذا تجمّد زماننا السياسي و الثقافي و لم نعد ننتج رجالا من نفس الطينة مع ان زمن تلك الرموز شهد استبدادا سياسيا فظيعا و كانت فيه الامية متفشية و التقليد سائدا و الان نعيش هامشا للحرية اكبر عن الصديق رؤوف بريرغش إبراهام ألبير سرفاتي مهندس وسياسي مغربي من أصل يهودي ولد في 16 يناير سنةبمدينة الدارالبيضاء. أبراهام السرفاتي ينحدر من أسرة أندلسية يهودية من مدينة طنجة شمال المغرب. برز دوليا بسبب مواقفه المعارضة والمتشددة تجاه نضام الحسن الثاني، الذي سجنه لعدة سنوات خلال سنوات الرصاص، حيت تم تعذيبه وسجنه تحت الأرض لمدة خمسة عشر شهرا (درب مولاي الشر...يف)، وقضى سبعة عشر عاما في السجن وثماني سنوات من المنفى. فضل فرنسا كمنفى إختياري له عندما تم طرده من المغرب بسبب مواقفه المعادية لسياسة الحسن الثاني أثناء حكم الأخير للمغرب، وقد رفض الهجرة إلى إسرائيل وبقي ينتظر العودة إلى وطنه المغرب حتى سمح له الملك الحالي محمد السادس سنة 1999 بالدخول إلى المغرب والاستقرار فيه من جديد. ما زال إبراهام السرفاتي هو خريج المدرسة الوطنية العليا للمعادن بباريس، وبدأ عمله في الخمسينات بمناجم الفوسفات. تولى عام 1958م منصب مدير ديوان كاتب الدولة المغربي للإنتاج الصناعي والمعادن، ثم كلف بمهمة بديوان الزعيم الاشتراكي الراحل عبد الرحيم بو عبيد، وكان آنذاك وزير الاقتصاد الوطني.في فبراير 1944 انضم إلى الشبيبة الشيوعية، ولدى وصوله إلى فرنسا في عام 1945، التحق بالحزب الشيوعي الفرنسي. في الستينات أصبح زعيما لمجموعة (إلى الأمام) الماركسية اللينينية في المغرب، ودخل العمل السري إلى حين اعتقاله عام 75، والحكم عليه بالمؤبد. رغم كونه يهودي يقول السرفاتي:[1] قد كان عمري عشر سنوات في عام 33 حين قال لي والدي ذات يوم في كنيس بشأن رجل يكثر الصلاة لكنه منافق، قال لي: إنه صهيوني والصهيونية لا تمت بأي صلة إلى ديننا، ففي هذا الجو وهذا التصور نشأت في كنف اليهودية المغربية المرتبطة منذ آلاف السنين بروح الأخوة مع الإسلام بشكل عام والإسلام في المغرب بصورة خاصة