تخليدا لليوم العالمي لمناهضة الفقر، نظمت الإطارات التقدمية والجماهيرية وقفتين احتجاجيتين تحدٌت خلالها كل الأجهزة القمعية، التي تدخلت بكل شراسة لمنع الوقفتين، وبشكل خاص الوقفة التي انطلقت من مقر الاتحاد المغربي للشغل في محاولة منها الاتجاه نحو ساحة 9 أبريل. لقد أبانت الدولة عن حقيقة دورها كجهاز للقمع مسلط فوق رؤوس جميع مناضلي الإطارات التقدمية المرتبطين بالبسطاء والكادحين والمهمشين من المواطنين المفقرين بفعل السياسات اللاشعبية، وبفعل النظام الجاثم على أجسادنا وعلى الاستغلال والاستبداد. فضد جميع الأوهام، وضد جميع الخطابات الزائفة حول "الديمقراطية" و"دولة الحق والقانون" و"التنمية البشرية" و"محاربة الفقر".. تتبين للمرة الألف حقيقة الأوضاع بالمغرب، والمتجهة نحو إعدام أي مظهر من مظاهر الحريات الديمقراطية، بمنع الوقفات والإضرابات والاحتجاجات.. لتمرير جميع المخططات الطبقية بهدف المزيد من التفقير والتهميش والاضطهاد والنهب..الخ بهذه الوتيرة النضالية يمكن لجميع المناضلين التقدميين أن يفتخروا بتنسيقية المناهضة للغلاء التي منعت المنع بالرغم من القمع وتكسير عظام مناضلين على الأقل جمال العسري ومنعم الموساوي إضافة للضرب العشوائي الهمجي الذي تم توزيعه بالمساواة على جميع المناضلين والمناضلات، دون استثناء. يمكن كذلك أن نفتخر بمناضلي ومناضلات جمعيتنا أطاك لمناهضة العولمة الرأسمالية التي نظمت بدورها وقفة احتجاجية بساحة الأمم قبل أن تفض بفعل الإنزال القمعي الرهيب الذي حضر للساحة وكله استعداد لتنظيم مجزرة حقيقية ضد العزل من المناضلين والمناضلات. لن نعتبر هذه الممارسات بالشيء الجديد، فتاريخ النظام الرأسمالي مليء بالجرائم والمذابح ضد العمال والعاملات وضد المواطنين المحتجين ضد البطالة والفقر والتهميش، والنظام القائم في المغرب لا يخرج عن هذه القاعدة، فبالرغم من ادعاءاته حول "العهد الجديد" و"طي صفحة الماضي".. فلا تبدو صفحات تاريخه الحالية أقل وساخة ودموية من سابقاتها، بل العكس هو الصحيح. إننا كجمعية ومن موقع انخراطنا في التنسيقية المحلية المناهضة للغلاء، ومن موقع مساندتنا لجميع الحركات الاحتجاجية، لندين كل التدخلات الهمجية التي تتجه نحو منع جميع مظاهر الاحتجاج بالمدينة. ونعلن كذلك عن إدانتنا ورفضنا للزيادات التي طالت مؤخرا المواد الغذائية واللحوم والأسماك والخضر وفواتير الماء والكهرباء..الخ ونعلن في الأخير عن تضامننا مع جميع ضحايا هذا الهجوم الذين يعدون بالعشرات، ونحيي جميع المناضلين والمناضلات عن صمودهم وتحديهم للآلة القمعية، خلال الوقفتين الاحتجاجيتين، بساحة الأمم وبمقر الاتحاد المغربي للشغل. 17 أكتوبر 2010