بعد الاطلاع على لائحة أعضاء الفريق البرلماني الاتحادي المودعة مؤخرا أمام مجلس النواب، فوجئت بوجود عضوين جديدين ضمن هذه اللائحة غير منتمين للحزب، واحد من الفقيه بنصالح والثاني من كولميم. هذان النائبان كانا قد ترشحا ونجحا في الانتخابات التشريعية مع لوائح لأحزاب من اليمين، ثم انضما إلى فريق الحزب في إطار ظاهرة "الترحال" السيئة الذكر. وباعتبار عضويتي في المجلس الوطني للحزب ومسؤوليتي الأخلاقية اتجاه المناضلين الذين حظيت بتصويتهم، فإنه لا يمكن لي إلا أن أستنكر مثل هذا التصرف الذي أقرته القيادة الحزبية، والذي يتنافى مع القيم التي ما فتئ الحزب يدافع عنها والشعارات التي رفعها خاصة في المؤتمر الأخير، حول التخليق السياسي وإرجاع النبل والمصداقية إلى السياسة. فعن أي نبل نتحدث وأية أخلاق؟ وأين ذهبت كل تلك الشعارات حول محاربة الفساد ووضع حد للترحال السياسي إذا كنا نحن أول من نشجع عليه؟ أية صورة سنكرسها بفعلنا هذا أمام الرأي العام؟ ألا نضع أنفسنا بسبب ذلك، في نفس مستوى تلك الأحزاب التي ننتقدها، ونؤكد بالحجة والملموس ما يردده المواطنون عامة بأن "أولاد عبد الواحد كلهم واحد"؟ أليس المفروض أن نكون نحن هم القدوة في العمل السياسي النبيل ونعطي الإشارة للمواطنين بأن لا زالت هناك إمكانية لممارسة سياسية من طراز آخر، نحترم من خلاله أنفسنا ونحترم المواطنين؟ ألم يكن من الأجدر بنا أن نرفض أي طلب للترحال السياسي إلى فريق حزبنا، وأن نرد على أصحاب هذه الطلبات بأن ينتظروا، إن كانوا فعلا قد اقتنعوا بمشروعنا، حتى الانتخابات المقبلة ليتقدموا إلى ناخبيهم تحت شعار الوردة ولا غيرها؟ إنني لتأسف الأخ الكاتب الأول على مثل السلوك الذي لا يشرفنا كحزب، والذي لا يمكن لي السكوت عنه، وأسجل موقفي المستنكر له، على الأقل للتاريخ. حميد باجو عضو المجلس الوطني للحزب الدارالبيضاء في 13 أكتوبر 2010