بيروت في 26/8/2010 في هذا الشهر المبارك، أتوجه إلى سماحتكم بهذه الرسالة المفتوحة حول موضوع الضجة التي أثيرت منذ بضعة أشهر حول الفساد المنتشر في مؤسسة الأوقاف الإسلامية ووقف علماء المسلمين والتي تناولت، فيما تناولت، شخصكم وشخص ابنكم. هذا وكنت قد وجهت كتابا مفتوحا بتاريخ 26/3/2010 إلى أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى أدعوهم فيه إلى "وضع الأمور في نصابها، فإما أن هناك تجنيا فاضحا على سماحة المفتي وابنه أو العكس" وذكرت في نهايتها "إنني مع الكثرة من المواطنين لمنتظرون ومتابعون". الآن وبعض مضي حوالي السنة على هذه الضجة، وبالرغم من أن بعض رؤساء الوزراء السابقين وعدوا بمتابعة القضية إلى أن تنجلي الحقيقة، وبالرغم من تأليف لجنة تدقيق بموجب قراركم رقم 66 تاريخ 25/11/2009، بصرف النظر عن قانونية هذا القرار أو عدم قانونيته، فإن تقرير هذه اللجنة، إذا صدر، لم ينشر حتى الآن، علما بأن مصادر موثوقة تشير إلى أن هنالك فجوة كبيرة في الحسابات وأن أحد رؤساء الوزراء السابقين عرض تسوية معينة للقضية لم تلق القبول حينئذ! هذا مع العلم بأن بعض الصحف ذكرت مؤخرا بأن القضية في طريقها إلى اللفلفة أو إنها لفلفت فعلا! إنني يا سماحة المفتي أتوجه إليكم بالأسئلة التالية: 1. هل من مصلحة الطائفة المسلمة السنية أن لا تُكشف الحقيقة حول الوثائق التي نشرت في الإعلام وغيرها مما لم ينشر، وذلك بداعي المحافظة على مقام الإفتاء، علما بأن هذه الحجة مردودة، فشاغل هذا المقام هو إنسان، والإنسان مهما كان مركزه معرض للمساءلة والمحاسبة بما أنه منتخب من ممثلي المسلمين السنة، بينما المقام شخصية معنوية تبقى محل إجلال المسلمين السنة بل اللبنانيين جميعا؟ 2. الا تتفقون معي، بصفتكم عالم دين مشهود له منذ ما قبل توليكم مركز الإفتاء، على أن واجبكم الديني يفرض عليكم المحافظة على أوقاف المسلمين والعمل ضمن مقاييس النزاهة المطلقة؟ 3. وإذا كان الأمر كذلك، فما بالكم تغضون الطرف عن الإتهامات الموجهة إليكم وإلى ابنكم، حتى أنكم لم تعمدوا إلى نشر التقرير الذي أعدته لجنة التدقيق التي شكلتموها أنتم والذي تم الوعد بنشره في آخر شباط الماضي. 4. الا تتفقون معي أيضا بأن أية تسوية سياسية لهذه القضية، دون نشر التقرير هو بمثابة تصعيد للتشكيك، بل اليقين، بصحة هذه الإتهامات؟ إنني كمواطن لبناني انتمي إلى الطائفة المسلمة السنية أدعو، في هذا الشهر الفضيل، سماحتكم إلى وضع حد نهائي لهذه القضية عبر كشف الحقيقة الكاملة، هذا إذا أردتم المحافظة على كرامة الطائفة الحقيقية وعلى ولاء المسلمين السنة، جميعهم، لكم باعتباركم مفتيا جديرا بثقتهم واحترامهم ومحبتهم. إن رعاية حفلات الإفطار وزيارة بعض الدول الإسلامية وما يحيط بكليهما من إعلان وإعلام لا يمكن أن تكون بديلا عن المصارحة وتحمل المسؤولية اللتين يفرضهما المقام الرفيع الذي تشغلونه. ندوة العمل الوطني