تمثل حادثة سير التي وقعت بالطريق الوطنية رقم 6 على مشارف مدينة النعيمة، أفجع حادثة سجلت على المستوى الوطني خلال الأشهر الماضية. حادثة مفجعة بكل المقاييس سجلت سقوط 8 قتلى بينهم أطفال بسب التهور وعدم احترام قانون السير. وقعت الحادثة حوالي الساعة 5 مساءا بين سيارة خفيفة من نوع رونو 19 قادمة من مدينة تاوريرت في اتجاه مدينة وجدة، وشاحنة لنقل الرمال كانت تسير في الاتجاه المعاكس. انطلقت سيارة رونو 19 صباح يوم الجمعة من مدينة وجدة إلى تاوريرت لتنقل مستلزمات عرس بالطريقة الوجدية ( الدفوع )، كانت الفرحة مصاحبة لأفراد كل العائلة ولم يكن يخطر ببالهم أن لهم موعدا مع الموت في رحلة الرجوع، موعد نرجعه إلى القدر لكن تسبب فيه سائق شاحنة لا يحترم قوانين السير. كانت العودة إلى مدينة وجدة مع فترة الزوال، وبع أن أدت السيارة مهمتها انطلقت في رحلة جديدة نحو مصير مجهول خاصة وأنها تحمل عدد يفوق العدد المرخص به قانونا أي 7 أشخاص من بينهم مجموعة من الأطفال، وبالقرب من معمل الإسمنت كان الموعد المحتوم لأن في الطريق المعاكس كانت شاحنة تسير بسرعة فائقة يريد صاحبها أن يصل إلى مراده وإن داس على كل القوانين، ويعلل هذا ما حدث في نقطة الحسم عندما حاول سائق الشاحنة أن يتجاوز سيارة دون أن ينتبه إلى ما تحمله الطريق من مفاجآت وكان الاصطدام قويا، مهولا ومروعا لم يمنح لركاب سيارة رونو 19 أية فرصة للنجاة إذ سقطوا جثتة هامدة بل مثل الاصطدام بأجسادهم مما أدى إلى صعوبة استخراجهم من السيارة التي اختلط فيها الإطار بالكراسي والعجلات مات إذن السبعة ركاب والثامن كان راكبا بالشاحنة إذ ونتيجة للاصطدام القوي ارتمى عبر الزجاج الأمامي ليجد نفسه أما عجلات الشاحنة التي داسته بدون رحمة. وصلت مصالحا الوقاية المدنية والدرك الملكي إلى عين المكان، انتشلوا الضحايا ونقلوهم إلى مستشفى الفارابي. وهنا لا بد وأن نشير إلى ما قام به الطاقم الطبي للمستشفى وعلى رأسهم مندوب وزارة الصحة لتسهيل مأمورية الضحايا والاعتناء النفسي بأهاليهم إذ وقف على الأمر وهو يرتدي وزرته الطبية معلنا على أن شيئا سيتغير في مستشفى الفارابي. كما نشير إلى استياء المواطنين بتصرفات حراس الأمن الخواص، تلك التصرفات السلطوية التي تؤكد مرة أخرى على أنهم أشخاص ليسوا بالمستوى المطلوب. وحسب شهود عيان الحادثة كانت مرعبة تسببت فيها السرعة المفرطة وخرق القانون، وأجمعت الآراء على أن صاحب الشاحنة هو من يتحمل المسؤولية لأنه تجاوز سيارة أخرى في وضعية غير قانونية ولم ينتبه إلى السيارة القادمة في الاتجاه المعاكس. إن حادثة السير الواقعة بالطريق الوطنية رقم 6 أعطت مشروعية أكثر لمدونة السير الجديدة، ولكن تبقى المخاوف مطروحة والتساؤلات ملحة من قبيل على أي حد ستنجح المدونة في إجبار السائقين على احترام القانون؟