الأخ الفاعل التنموي ،ما كان عليك أن تستخدم لغة التهديد والتلويح باستخدام ورقة التلوث ، والواجب علينا أن نواجهه لما له من آثار مدمرة على الكائنات الحية وضمنها الإنسان كان عليك أن تواجه التلوث لا أن تساوم به ، كما ساومت بمجموعة من الخروقات مثل توزيع الكهرباء . والحفاظ على البيئة هو ضمن أولويات أي عمل تنموي لكونه يمس بالإنسان الهدف الأول والرئيسي لكل تنمية ،بل محركها الذي لا تتحرك إلا به ، وبهذا عبرت عن محدودية هدفك وعن بعدك وتناقضك مع التنمية الحقيقية بل وعن انتهازيتك المفرطة . أنت برهنت من خلال مجموعة من المؤشرات أنك لا تريد إلا خدمة نفسك من خلال خدمة جمعيتك ، وما المجتمع المدني إلا ذريعة تتذرع بها . التنمية فعل، ونسق مستديم ينتظم فيه الآني والمرحلي في أفق استراتيجي ، و يجب أن ينظر إليها نظرة شمولية ومتكاملة ، كما أن أي استثمار يجب أن ينطلق من العنصر البشري الذي يعتبر أداة التنمية وهدفها ، ومتى صلح العنصر البشري وتوفرت فيه و لديه شروط التنمية استقامت هذه الأخيرة ، ومتى فقد هذا العنصر مقومات التنمية الفعلية من قيم إنسانية نبيلة ومؤهلات علمية وعملية والإحساس بالواجب تجاه الوطن والمجتمع أصبحت أهداف( التنمية) محدودة أو استحالت إلى مصالح فئوية ضيقة وانتهازية بالدرجة الأولى . فمدينتنا جرادة كان من الواجب التفكير في البدائل قبل إغلاق المنجم أي مفاحم المغرب ،هذا الإغلاق الذي تحكم فيه الهاجس الأمني وتوجيهات المؤسسات المالية الدولية قبل غيرها . أما الآن ما يتم فيها لحد الآن هو عبارة عن تخبط وذر الرماد في العيون لأنه لا يندرج في إطار مشروع متكامل وشامل ينهض بما تتطلبه المنطقة من جهود. كما لم يعوض ولو عشر من العدد الذي كانت تشغله مفاحم المغرب كما أن مساهمات المبادرة الوطنية كلها جزئية وأهدافها محدودة ،وهي بالكاد تخدم فئة محددة ومحدودة انطلاقا من الأهداف التي سطرت لها ، ولم ولن تشكل قاطرة للتنمية الحقيقية والمستدامة مع تحياتي واحترامي جابر عزوز