هبطت طائرة تابعة لشركة الخطوط الملكية المغربية، كانت تؤمن رحلة بين أمستردام (هولندا) والناضور، اضطراريا ليلة أمس الأحد بمطار أمستردام، ستة دقائق بعد إقلاعها، وذلك بعد تسرب عدة طيور لأحد محركاتها. وأوضح بلاغ للشركة، اليوم الإثنين، أنه يظهر من تحليل المعطيات التقنية أن عدة طيور من الحجم الكبير، اصطدمت بعدة أجزاء من الطائرة، (بوينغ 400-737)، من بينها أحد المحركات، مما تسبب في انبعاث دخان بسبب تفحم الطيور. وأضاف البلاغ أن "ربان الطائرة قرر، وفقا للإجراءات المعمول بها وأنظمة السلامة بشركة الخطوط الملكية المغربية، العودة إلى المطار حيث هبطت الطائرة التي كانت ستقوم بالرحلة (أ ت 685) على المدرج حوالي الساعة السابعة و48 دقيقة مساء". وقد تم التكفل بالركاب ال156، الذين نزلوا من الطائرة في ظروف عادية، من طرف مصالح شركة الخطوط الملكية المغربية، كما تم إيوائهم في فنادق بأمستردام. إلى ذلك أكدت الخطوط الملكية المغربية أن السلامة تشكل "أولوية مطلقة" بالنسبة لهذه الشركة التي تحظى منذ أزيد من 50 سنة ب"سمعة جيدة " ، على الصعيد الدولي من حيث سلامة عملياتها. وأكدت الشركة في بلاغ لها عقب الهبوط الاضطراري لطائرة تابعة لها بمطار أمستردام بعد تسرب عدة طيور لأحد محركاتها ، أن الخطوط الملكية المغربية كانت ضمن الشركات الجوية الأوائل عالميا التي حصلت على العلامة الدولية (الأيوسا) التي تمنحها الجمعية الدولية للنقل الجوي والمتعلقة بنظام التدبير العملي الذي يعطي الدليل على أن الشركة تتوفر على إجراءات السلامة طبقا للمعايير الأكثر الحاحا على الصعيد العالمي . وتجدر الاشارة الى أن ( الإيوسا) تثري وتطور المعايير والممارسات الجيدة (أزيد من 1200 معيار) في مجالات التنظيم والامن وعمليات الطيران والصيانة ، واعداد الرحلات وعمليات الشحن. وأضاف البلاغ أن "الشركة اعتمدت توجها شفافا للتواصل بشأن الاختلالات التي قد تشوب عملياتها، وذلك اقتناعا منها بواجبها القاضي بإخبار الرأي العام بحالات من هذا القبيل . وفي سياق متصل ذكرت إذاعة هولندا العالمية أن مشهد الطائرة ذات المحرك المحترق أثار الرعب لدى سكان الأحياء القريبة من المطار والتي حلقت الطائرة فوقها على ارتفاع منخفض. وعلى صفحات موقع "تويتر" كتب بعض السكان أنه شعر أن الطائرة ستدخل شقته، بينما كتب آخر أن نوافذ بيته قد اهتزت. وقال بعض سكان بلدة فايف هاوزن إن الكيروسن كان يتساقط من الطائرة على سطوح منازلهم. وذكر عدد من السكان أن الطائرة كانت تحلق قريبا جداً من أسطح المنازل، تاركة خلفهاً خيطاً من الدخان. لكن متحدثاً باسم سلطة الملاحة الجوية، نفى أن يكون حريق قد شب في المحركات، لكنه قال إن الدخان كان يخرج بالفعل من المحركات، التي توقف أحدها بعد أن علقت به خمسة أو ستة طيور. وتمثل الطيور مشكلة تعاني منها الكثير من المطارات. وتبذل إدارة مطار سخيبهول- أمستردام الكثير من الجهود لإبعاد الطيور عن محيط المطار، تجنباً لوقوع حوادث بسبب اصطدام الطيور بمحركات الطائرات. وجرب مطار سخيبهول عدة طرق لإبعاد النوارس وغيرها من الطيور إلى مسافة عشرة كيلومترات. ومن بين تلك الطرق استخدام مسدسات الرصاص الضوئي، وأشعة الليزر، وفزاعات الطيور التقليدية. وتشير إحصائيات مطار سخيبهول، إلى ارتفاع في عدد حوادث الاصطدام بالطيور من 4,4 إلى 7,1 من بين كل 10000 رحلة في عام 2009. ويعتقد أن هذا العام شهد أيضاً تزايداً أعداد الطيور المحلقة قريباً من أجزاء المطار، بسبب تزايد الأمطار. ومن النادر أن تؤدي حوادث الاصطدام بالطيور إلى وقوع قتلى، وآخر مرة حصل مثل ذلك في هولندا كان عام 1996، حين تسبب سرب من العصافير بتعطيل محركات طائرة عسكرية، مما أدى إلى سقوطها، ومقتل جميع من كان على متنها، وهم 34 شخصاً.