كثير من الناس يكرهون بعض الصحفيين، ويلصقون بهم ما لا يمكن قوله، لأنهم لا يتوانون في قول الحقيقة، والكشف عن المستور، وملازمة الحقيقة بدون محاباة أو مداهنة أو تملق، أو البحث عن تقرب أو ما شابه ذلك. وعندما أقول بعض الصحافيين فإني أعي ما أرمي إليه، لأن حالة الاستثناء واجبة في هذه الحالة، وحتى لا نقول أن كل الصحافيين هم أصفياء ونواياهم دائما حسنة. ففي الحالة المرتبطة بالصحافة الالكترونية والتي تعيش وتيرة سريعة، بسبب نقل الخبر إلى الناس في وقت وجيز قد لا يتعدى الخمس الدقائق مما دلل العديد من العقبات وأكسب الكثير من الوقت. انكشفت لنا العديد من الخفايا، ووقع العديد من الضحايا، وتورط كثيرون عن قصد وعن غير قصد في قضايا تسببت لهم في كثير من الإحراج وحتى المتابعات القضائية. لكن يجب على كل أصحاب المواقع الكترونية أن ينتبهوا إلى الخطر، المدسوس وألا تستهويهم أو تستدرجهم هذه القفزة النوعية فيما يخص التواصل مع العالم عبر هذا النوع من الصحافة. لأن بعض المواقع الاكترونية وبشكلها الحالي ، وببعض مسيريها الذين ركبهم الغرور و النشوة على أن مواقعهم أهم من كل المواقع الأخرى، حادوا عن جادة الصواب، وهم بهذا لن يذهبوا إلى المبتغى المنشود الذي أسست من أجله الصحافة الاكترونية. ففي لقاء صحفي مع مدير من مدراء مصالح الدولة، حصل نقاش حاد بين مديريْ مَوْقعيْن الكترونيين، لم يتوان أحدهما على اتهام الآخر بتسخير موقعه للتبشر الصليبي ونشر الرذيلة مقابل المال !!! وهو ما يضع الصحافة الاكترونة في المحك، فهل هي الحقيقة، بألوان وفخاخ كووووووكل google ؟ وهل يجب التستر على ما هو مفضوح أصلا ... بما أن هناك المئات من المواقع الدينية المخصصة بإحكام للتبشير المسيحي والشيعي، ولنشر الإباحية والرذيلة. فهذا صحيح، والصحيح أيضا، وبما أننا في بلد إسلامي سني مالكي، فمن واجب كل واحد منا وممن أنيطت إليهم حمل الهم الوطني والمتمثل في نشر الخبر وتنوير الرأي العام بحس وطني صادق إلى الانتباه إلى خطورة ما يقع عبر مواقعهم، وهذا ليس من باب التحامل، أو الحسد أو النيل من العزائم، لأن الخلل قائم. أما التواطؤ فيه أو المساهمة في إقراره قد يحول المحظور إلى أمر واقع، في خضم هذا الزخم الإعلامي وهذه الفوضى، وهذا التواصل السريع الذي حول العالم إلى قرية صغيرة. إذن يجب التحرك بسرعة، ولا يكمن السكوت عنه مهما كانت الجهة التي تحركه. لأن الاهتزازات التي طالت بعض مقومات الدولة ... ستظل تلازمها إذا ما استمر هذا العبث الاكتروني والأخلاقي، كما أن هناك مؤسسات دولة يهمها ما يجري في بعض المواقع . أما العبث بمقومات الوطن والدين مقابل المال لخدمة جهات وأغراض آنية ومستقبلية، فهذا ما لا يجب السكوت عليه. ولنا عودة للموضوع حين وقوع قربلة الكترونية أخرى