كل سبت قبل صلاة العشاء يتحلّق حول كرسي الدرس وعّاظ وجدة والفقهاء. يجلسون القرفصاء ليملئوا من علم العلاّمة الوعاء كلّما جال في دروب الفقه وسير العلماء وفسّر وحي السماء.ومن قدم متأخرا فليجلس حيث انتهى المجلس ولا يتخطى الرقاب ليقعد في المحراب .فمن أراد مجاورة كرسي المحاضر عليه أن يبادر ليكون أول حاضر. متى جلس الأستاذ واستوى وشرب كأس الماء حتى ارتوى شرع في شرح سورة " والنجم إذا هوى ما ضلَّ صاحبكم وما غوى..." شرح الظاهر وفسّر المحتوى. فتعلم علم اليقين أن في هذا الدّين الحجّة والبرهان المبين .فهو يفحم المشركين ويفهم المدركين . فكما أنّ هوْيَ النجم من السماء إلى الأرض يقين بلَّغ القرآنَ للرسول الرّوح الأمين. فالنزول واحد أكان نزول النجم أونزول الكلِم. وهذا لكل فاهم جواب مفحم.كيف لمن رأى النجم الضخم يهوي أمامه أن ينكر على الرسول الإمامة ويكفر بيوم القيامة. وإذا ذكَّر الله المشركين بصحبة المصطفى الكريم فليسكت كلّ لئيم. فكيف للذي كان يدعوه طفلا وشابا بالصادق الأمين أن ينعته بالغواية والجنون بعد أن أنضجته السنون وجاوز الأربعين؟ يفتح الدكتور في كلّ مرة قوسا ليربط بين الماضي والحاضر. فيشرح ويقارن ويحاور. يتحدث عن أحفاد أبي جهل الذين جعلوا التطاول على هذا الدين سهل وظنوا أنهم للتفسير أهل . يخصص درسا لكل لفظ أوثلاثة علّه يقنع بعض دعاة الحداثة أن الخلاص في الإسلام إذا حسنت النيات وصفت الأفهام . لا ينسى أن يغلق القوس الذي فتحه ليكمل ما بدأه و هذه علامة كل علاّمة. إذا فرغ من الدرس و صلّينا العشاء تقدم للسلام عليه كل من شاء من علية القوم والبسطاء. ليس في هذا مدح ولا إطراء إنما وصف ما شهده عباد الله وسمعته الإماء واعتراف بالفضل للفضلاء. هو مصطفى مسبوق بدال ونقطة وكنيته بين باء ونون وحاء وميم وزين وتاء مربوطة . وإلى سبت آخر عند المساء إذا كتب الله البقاء وقدّر اللقاء ولم يشغل الأستاذ عنّا سفر ولا عياء. ملحوظةّ: هو يشرب كأس ماء كلما هم بإلقاء الدرس.وقد خصّص درسين أو ثلاثة لتفسير قوله تعلى: " والنجم إذا هوى".بدأفي الشهور الأولى من سنة 2010 تفسير سورة "النجم ".شهر مارس انتنهى وهو مايزال في البداية.