انتظم فرعا المنظمة و الجمعية المغربيتين لحقوق الإنسان بالقنيطرة ، يومه الأحد 28/03/2010 ، في قافلة حقوقية للتضامن و تقديم الدعم المعنوي للمنكوبين جراء الفيضانات التي اجتاحت المنطقة مؤخرا . انطلقت القافلة الحقوقية ، التي ضمت نشطاء الهيئتين و فعاليات إعلامية و سياسية ، في الساعة التاسعة و النصف صباحا من مدينة القنيطرة . و تقرر ، في برنامج القافلة ، التوقف أولا في ملجأ أولاد سلامة ثم الجماعة القروية للمكرن فملجأ سيدي علال التازي . لكن الإجراءات الاستباقية للسلطة ، المسكونة بالهواجس الأمنية، فرضت بعض التعديلات على البرنامج العام . - ملجأ " غوانتنامو " : انتظرت قافلة التضامن في ملجأ " أولاد اسلامة " مفاجأة غير سارة ، عندما أشهرت قوات الأمن المرابطة هناك " قرار " منع الحقوقيين من الولوج إلى المخيم . و محاصرة المنكوبين من التواصل مع نشطاء القافلة و الإعلاميين . الذين عبروا عن استهجانهم و استنكارهم لهذا القرار الأمني الغريب القاضي ب " محاصرة " الجمعيات الحقوقية و منعها من التواصل مع المتضررين . و رفع المشاركون في القافلة عدة شعارات تدين هذا السلوك المخزني غير المفهوم ، بتعبير عضو هيأة حقوقية مشاركة . من جانب أخر ردد منكوبو المخيم شعارات تستنكر " عسكرة " المخيم . و في تصريحات متطابقة ل " الوطن الآن " ، اشتكت فعاليات جمعوية نشيطة بالمنطقة من ارتفاع منسوب الهاجس الأمني للسلطات ، و محاصرتها للعمل الجمعوي الذي يروم تقديم المساعدة و الدعم للمنكوبين . و وصف ناشط حقوقي " عسكرة و محاصرة " الملجأ بمعتقل " غونتنامو " . - الجماعة القروية للمكرن : بؤرة الكارثة . " لن يحل هذا التعاطي غير الودي للسلطة مع القافلة ، يقول ناشط حقوقي ، دون استيفاء باقي عناصر البرنامج الذي سطرته القافلة " . التي اتجهت إلى الجماعة القروية للمكرن التابعة لنفوذ إقليمالقنيطرة . كل شيء ، المجال و الإنسان ، يوحي بأن المنطقة خارج للتو من حرب ضروس . الحرب التي أعلنتها مياه نهر سبو وروافده ، بتواطؤ مع سياسة " التهميش و الإقصاء " ، على المنطقة ؛ مخلفة خسائر مادية فادحة و أثار نفسية عميقة على الأطفال و النساء و الشيوخ ... الخ . قرية تفتقر لكل شيء إلا لمظاهر الكآبة التي تؤثث كل الفضاءات ، الشعور بالحزن و الغبن الذي ارتسم على تقاسيم وجوه ساكنة فقدت موارد عيشها ، كما فقدت ثقتها في الوعود الانتخابية التي جرفتها مياه السيول الغاضبة ، تقول شابة مشاركة في القافلة التضامنية . في شهادات مؤثرة لنساء قرويات غالبتهن الطبيعة ، أكدن أنهن فقدن الأفرشة و الممتلكات المنزلية ، نفوق المواشي ، ضياع المحاصيل الزراعية ،،، و ما يحز في نفوسهن هو غياب أية إمكانية للمارسة أنشطة زراعية ربيعية بسبب الافتقار للبذور و عدم اجتفاف الحقول من المياه ،،، و غياب ، إلى حدود الآن ، مساعدات الدولة . فيما تحدث " ع-ح " ، وهو رجل مسن ، بمرارة عن تغليب السلطات للهاجس الأمني عوض بلورة مقاربة تنموية تكفل للسكان الحد الأدنى من العيش الكريم ، العيش الذي تحول إلى حلم في منطقة الغرب ومن المبادرة الوطني للتنمية البشرية ، يصرح شاب حاز على نصيب من التعليم . - مواقف و مطالب حقوقية : أعلنت كلمة القافلة الحقوقية عن تضامنها العميق مع المنكوبين في محنتهم العصيبة التي يؤدي ثمنها الأطفال و النساء و الشيوخ ،،، كما طالبت برفع الصوت عاليا ضد السياسات الرسمية التي حكمت على المنطقة بالإقصاء و التهميش ،،، من خلال هشاشة البنيات التحتية و رفض الحكومة إعلان المنطقة منطقة منكوبة مع ما يقتضي ذلك من إجراءات استعجالية . و شددت الكلمة المشار إليها على ضرورة إعلان المنطقة منطقة منكوبة ، وتحمل الدولة مسئوليتها في بلورة مشاريع تنموية مندمجة قادرة على رفع كل أشكال القهر و الإقصاء الممارس على المنطقة ؛ التي لم يشفع لها غناها الطبيعي في أن تحتل الرتب المتأخرة في مؤشرات التنمية البشرية ( أنظر-ي الوطن الآن ، العدد 377).