نفت قناة "الجزيرة" الفضائية أن تكون قد أنتجت أو ساهمت في إنتاج فيلم يحتوى على مقابلة مع القيادي في حركة حماس محمود المبحوح، الذي اغتالته عناصر من الموساد الإسرائيلي في دبي الشهر الماضي. وبثت "الجزيرة" بعد اغتيال المبحوح شريطا مصورا يروي فيه دوره في خطف وتصفية الجنديين الاسرائيليين خلال الانتفاضة الاولى. واكد المبحوح الذي ظهر ملثما في الشريط انه يلقب ب"الثعلب" لانه يتمتع ب"حس امني" واضاف "لا اغفل عن حركتي وامني الشخصيين ولا لاي دقيقة، لكن الاعمار بيد الله وهذا الطريق نعرف ثمنه وان شاء الله ننال الشهادة". ويأتي نفي "الجزيرة" في ظل توجيه أصابع الاتهام للقناة من قبل أطراف فلسطينية بأنها ساهمت بشكل غير مباشر في عملية اغتيال المبحوح, حيث ذكرت تصريحات نشرتها صحف إسرائيلية أن المقابلة التي بثتها "الجزيرة" ساهمت في التعرف على المبحوح لتصفيته. وقال رئيس التحرير في "الجزيرة"، أحمد الشيخ،إن قناته لم تنتج فيلم "التبادل" ولم تساهم بأي شكل من الأشكال في تمويل إنتاجه أو العمل عليه. وأضاف "أن الفيلم صور على خلفية برنامج تبادل الأسرى بين إسرائيل وبعض الفصائل الفلسطينية وأبرزها حركة حماس. ولكن الشيخ لم يوضح هوية منتج الفيلم, قائلا إنه لا يحضره اسمه, كما أنه لا يتذكر متى اشترت القناة الفيلم أو متى تم تصويره. وعن الاتهامات التي وجهت لقناة "لجزيرة" من قبل أطراف فلسطينية بأن المقابلة التي أجرتها مع المبحوح كان لها أثر في تعرف جهات لها مصلحة من قتله أبرزها الموساد الإسرائيلي قال الشيخ: "هذه اتهامات لا أساس لها من الصحة, نحن اشترينا الشريط من منتجه الذي يتواجد في الأردن, وقررت القناة بثه بعد عملية الاغتيال التي تعرض لها المبحوح". وأضاف "أوضحنا أكثر من مرة أن قناة الجزيرة ليست مسؤولة عن إنتاج هذا الفيلم, ولم نبين حتى حين عرضه أنه خاص بنا أو من إنتاجنا". ورجح قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان ان يكون امن المبحوح مخترقا "اختراقا كبيرا" قبل وصوله الى دبي لان اعضاء المجموعة الاوروبية الذين يفترض انهم اغتالوه وصلوا الى دبي قبله، كما وجه اللوم لحماس لارسالها مسؤول بحجم المبحوح الى الخارج دون مرافقين. وبالرغم من مطاردة اسرائيل له، نجح المبحوح في الخروج من غزة عام 1991 الى مصر حيث اعتقل ثم افرج عنه "وتم ترحيلة الى ليبيا واستقر (لاحقا) في سوريا". في سياق متصل، أكد مدير مكتب "الجزيرة" في العاصمة الأردنية ، ياسر ابو هلالة، ل "الوطن" أن منتج الفيلم بالفعل موجود في الأردن وهو المخرج والمنتج التلفزيوني صهيب أبو دولة. وقال إن منتج الفيلم صهيب أبو دولة كان يعمل في وظيفة "مونتير" (أي منتج تلفزيوني) وذلك في شركة تدعى (ABS) قبيل 4 سنوات لصالح قناة الجزيرة, وأنه يملك حاليا (أي صهيب) شركة تسمى "الضوء والظل", إلا أن ياسر أكد في حديثه ل"الوطن" أنه عندما أجريت المقابلة مع المبحوح فإنها لم تكن لصالح قناة الجزيرة. وأضاف أنه يعرف شخصيا منتج الفيلم وأنه يتواجد حاليا في قطر, وأنه نصح القائمين على القناة بالاستعانة بالفيلم على أساس أن مادته الفيلمية لا يمكن إغفالها. وذكر أن صهيب أنتج أكثر من فيلم وثائقي عبر شركته الصغيرة الخاصة, ومنها فيلم "المصير المجهول" الذي يتحدث عن الأسرى الأردنيين في إسرائيل وبثته الجزيرة في مايو 2008, وأنه أنتج فيلم "التبادل" وكان عبارة عن 3 أجزاء وقابل فيه أشخاصا سياسيين وعسكريين فلسطينيين لهم علاقة بعمليات خطف وتصفية جنود إسرائيليين خلال الانتفاضة الأولى، و تم تسجيل الفيلم في تاريخ 25/2/2009. وعن السبب في انتظار القناة قرابة العام لبث الفيلم, قال ابو هلالة إنه كان على إطلاع على جدولة الفيلم للعرض وكان من المقرر عرضه في الوقت الذي تتم فيه صفقة تسليم الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط إلا أن الصفقة باءت بالفشل, فتم إلغاء بث الفيلم لهذا السبب. وظهر محمود المبحوح في الجزء الثالث من الفيلم على شكل مقابلة تلفزيونية كان فيها ملثما, وتحدث خلالها عن دوره في التخطيط لاختطاف وقتل جنديين إسرائيليين في قطاع غزة خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993). وشرح المبحوح تفاصيل حول عملية خطف الجندي آفي ساسبورتاس في فبراير 1989 من قبل مجموعة شارك فيها شخصيا وتنكر أفرادها في زي متدينين يهود. وتمت تصفية الجندي ودفنه في قطاع غزة. أما الجندي الثاني فهو إيلان سعدون الذي خطف في مايو 1989 بينما كان يسعى إلى ركوب إحدى السيارات على الطريق في جنوب تل أبيب. وقد اقتيد إلى قطاع غزة وتمت تصفيته.