لم يكن تعيين الدكتور بنسالم حميش على رأس وزارة الثقافة بالمغرب منذ حوالي ستة شهور مفاجئا للأوساط الثقافية والإعلامية، باعتبار أن الرجل ينتمي إلى الجسم الفكري والإبداعي المغربي وأحد رموزه البارزة؛ فهو بحّاثة في مجال الفلسفة، حتى أنه أقام علاقة مصاهرة فعلية وليست مجازية مع موطنها الأصلي اليونان (إذ أن زوجته تنتمي إلى هذا البلد)، كما أن إتقانه للسان الإغريق جعل تحصيله الفلسفي لا يحتاج إلى وسائط لغوية أخرى، مع أنه يتقنها هي أيضا (الفرنسية، الإنكليزية، الإسبانية، الألمانية). وهو أيضا أديب، صدرت له مجموعات شعرية وروايات عدة، نذكر من بينها على سبيل لا الحصر: ديوانا ' ثورة الشتاء والصيف'، ' كناش إيش تقول' وروايتا ' العلاّمة' و' مجنون الحكم'، وصدرت له حديثاً مجموعة شعرية بعنوان ' افتراعات' ورواية موسومة ب' معذبتي'. وقد حاز على عدة جوائز أدبية ونقدية رفيعة. من أهم المحطات التي يختبر فيها الدكتور بنسالم حميش إدارته دفة شؤون الثقافة بالمغرب: المعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي تنطلق دورته السادسة عشرة بمدينة الدارالبيضاء في 12 شباط (فبراير) وتستمر إلى غاية 21 منه. وعشية التئام هذا الحدث الهام، كان ل ' القدس العربي' الحوار التالي مع وزير الثقافة المغربي: جئتَ من الفكر والإبداع لتمارس مهمات تدبير الشأن الثقافي بالمغرب. وفي هذا التدبير، هناك الأمور الاعتيادية التي يمارسها أي مسؤول على رأس الوزارة، وهناك أيضا السمة الخاصة بالمسؤول التي يود تحقيقها خلال فترة توليه المسؤولية الوزارية. أنت كمثقف وصاحب رؤية لكيفية التدبير الحكومي لشؤون الثقافة، هل ثمة مشروع محدد وواحد على الأقل تريد أن تبصم به مرحلة مهمتك هاته وتجعله سمة مميزة لها؟ عند تعييني في هذا المنصب اعتبرت الأمر تشريفا، ولكنه أيضا تكليف؛ فبحكم اختصاصي في الفلسفة وممارستي للأدب تحصيلا وإبداعاً، وجدت مهمتي الجديدة فرصة ذهبية قد لا تتكرر، لكي أصل القول بالفعل وأضع اليد في العجين وأسعى إلى تجسيد ما حلمت به سنينا طويلة: أن تتجسد الثقافة وتصبح ككائن حي ذي اعتبار وقيمة في المجتمع وكذلك عند النخب كيفما كانت اهتماماتها واختصاصاتها، أي محاولة تجذير الثقافة في المجتمع لجعله مجتمع معرفة. صحيح أن هذا العمل لا يمكن أن يقوم به وزير واحد، بل إنه عمل تراكمي، ومن ثم أرى أن ما تحقق في هذا المجال من طرف الذين سبقوني إلى هذا المنصب شيء يستحق الثناء والتقدير، لكن الطريق ما زال طويلا، والمشاريع التي'نحن في أمس الحاجة إليها تتكاثر وتتعاظم كما تتعاظم حاجة البلاد إليها، من ذلك مثلا معاهد التكوين في الموسيقى والكوريغرافيا... وكذلك الأمر بالنسبة للمتاحف التي لا نتوفر عليها للأسف بالشكل اللائق والمشرف، ففي مدينة كالعاصمة الرباط عندما يفد إليها السائح ويزور بعض معالمها التاريخية المهمة، ولكنه عندما يريد أن يطلّع على تاريخ المغرب من حيث المعمار والآثار والذخائر الحضارية لا يجد متحفا يمكن أن يتجول فيه ويرى كل هذه الأشياء رأي العين. لذلك، فكل هذا العمل ورش كبير، وكان جلالة الملك سباقا إلى تدشينه من خلال متحف الفنون المعاصرة بالرباط، وكذلك متحف الأركيولوجيا (الآثار) وعلوم الأرض الذي سيقام في إقامة ' ليوطي' سابقا، وأيضا معهد الموسيقى وفنون الرقص وغيرها. هذا العمل الهام له جانبان: جانب التشييد والبناء وقد بدأناه، وجانب تسيير هذه الفضاءات وتأثيثها وتدبير أمورها. وبهذا الخصوص، شرعنا في البحث عن الخبرات من داخل المغرب وخارجه، وسنقوم بتدريب الطلبة على كيفية تسيير هذه المؤسسات. إذن، الأمر لا يتعلق بسمة واحدة أو ببصمة واحدة، وإنما هي سمات وبصمات كثيرة. وأعتقد أنني سأكون في طريق التوفيق إذا ما فتحت هذه المتاحف والمعاهد أبوابها وبدأت تعمل بالشكل الإيجابي الذي نرتضيه، ومن جهة أخرى وهذا أساسي وله علاقة عضوية بالتنمية البشرية، هو التنمية الثقافية، فنحن في مرحلة الانتقال من الدعوة إلى الثقافة.. إلى تطبيق هذه الدعوة تطبيقا فعليا، لكي نعيد الاعتبار إلى الثقافة أولا في حد ذاتها، ونجعل الناس يتوقون إليها كما يتوقون إلى الماء الصالح للشرب والمواد الغذائية وغيرها من لوازم العيش. على ذكر الحاجة إلى البنيات الثقافية، يلاحظ أن الأقاليم والمناطق البعيدة عن المراكز الكبرى تشكو فراغا مهولا في هذا الجانب، كيف تفكرون في تدارك هذا الخصاص، لا سيما وأننا نعلم أن المتعلمين والمثقفين في المناطق النائية يتفاعلون مع النشاطات والتظاهرات الثقافية ربما أكثر من سكان المراكز الكبرى في المغرب؟ صحيح. ولكنني أود الإشارة إلى تحركات جلالة الملك في كل جهات المغرب. أذكر على سبيل المثال لا الحصر يوم شددت الرحال إلى مدينة فِكيك (شرق البلاد)، ومعلوم أن هذه المدينة شأن مدن أخرى تعاني من عزلة طرقية (نسبة إلى الطرق) وبالتالي ثقافية. أنا أنادي بفك العزلة الثقافية عن هذه المناطق وغيرها من المناطق في شمال البلاد وجنوبها. وأعتقد أن مجلس الجهوية الذي أنشئ أخيراً يستجيب بالذات لهذه الانتظارات. ذكرتُ مدينة فكيك على سبيل المثال، لأنني حقيقة تأثرت بالغ التأثر حينما دشن الملك دار الثقافة هناك، كأول دار تبنيها وزارة الثقافة من ميزانيتها الخاصة، بتعاون رمزي مع الاتحاد الأوروبي ووكالة تنمية الأقاليم الشرقية ومجلس المدينة. هذه الدار تتوفر على كل مكونات المؤسسة الثقافية متعددة الاختصاصات: فضاءات للرسم والتمثيل والقراءة وغيرها من الأنشطة المنمية لشخصية الشباب. هناك، إذنْ، خطوات وآليات تم إطلاقها من أجل جعل المناطق النائية أو المدن الصغرى تنال حظها من الثقافة. وإذا زرتَ اليوم مدينة وجدة التي توجد في منطقة حدودية وكانت مدينة مهملة فستجد أنها تغيّرت من حيث معمارها والتشييدات التي تعرفها، ومن'بينها بالخصوص البنيات الثقافية الأساسية. هناك وعي حاصل لدى السلطات العليا وكذلك لدى الفاعلين المغاربة في مجالات السياسة والاقتصاد والاستثمار وفي مختلف مراكز المسؤولية، وعي بأن المغرب لا يمكن أن ينمو بسرعتين. وخلافا لما كان يقال خلال مرحلة الاستعمار: المغرب النافع والمغرب غير النافع، فكل المغرب نافع، ولا يمكن أن يكون نافعا إلا إذا نالت كل جهة منه حظها من الثقافة، كما تنال حظها من'إمدادات الكهرباء والماء الصالح للشرب. دعم الجمعيات لكن بشرط... طيب، هناك بجانب المؤسسات الحكومية، مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة في ميادين الفكر والإبداع كاتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر في المغرب ونقابات المسرح والفنون التشكيلية والأغنية وغيرها، أية علاقات تقيمونها مع هذه المؤسسات؟ من حيث المبدأ، هناك نص منظم لعلاقات الجمعيات مع وزارة الثقافة على مستوى الدعم والتشجيع، وقد اقترحتُ أو على الأصح اقتبستُ بنداً من نظام الدعم الذي تخصصه وزارة الاتصال (الإعلام) للصحافة، فاشترطتُ على الجمعيات الراغبة في الحصول على الدعم المالي من لدن وزارة الثقافة أن يكون مر على تأسيسها على الأقل سنتان اثنتان، زاخرتان بالأنشطة والأعمال الإيجابية. هناك جمعيات تظهر لتنال الدعم فقط، ثم تختفي أو تظهر باسم آخر. ولتجنب هذه المشكلة، نرى أنه ينبغي أن نترك للجمعية سنتين تشتغل خلالهما لتبرهن على جدارتها وجدتها واستحقاقها، وبعد ذلك ندعمها ونصاحبها في نشاطاتها وبرامجها. أما بالنسبة للجمعيات المكرسة والمعروفة، فبعضها يعرف مشاكل فيما بينها، كالائتلاف المغربي للثقافة والفنون واتحاد النقابات الفنية... لقد اجتمعت بكل طرف على حدة وقلت لهم: أنتم لديكم نفس المطالب ونفس المطامح، فعندما تطلبون الحوار مع الوزير الذي يستقبلكم بكل فرح وسرور، ينبغي أن تتقدموا بصفوف المؤلفة قلوبهم، وليس المفرقة قلوبهم، على الأقل في مجال تحقيق المطالب، وبعد ذلك لكم أن تتفرقوا إذا شئتم. لا يعقل أن يكون كل فريق يغني على ليلاه في مجال المطالب النقابية. ولذلك، فعِوَضَ تشتيت الجهود في الصراع بين فئات من الجسم الواحد، لا بد من توحيد المطالب لتحقيق نتائج أفضل لصالح الفن والفنانين بالمغرب. ذكرتَ في سؤالك اتحاد كتاب المغرب، الذي لاحظنا أنه يتعافى من وعكته الصحية، مما حفزنا على استئناف'العمل معه ومد يد المساعدة له، وسأحاول شخصيا لأنني جزء لا يتجزأ من هذه الفئة أن أوفر للاتحاد جميع شروط العمل الجدي والجاد، من حيث توفير مقر أحسن مما هو موجود الآن، ودعم برنامج ثقافي قابل للتطبيق وذي تفاصيل دقيقة في الزمان والمكان. لننتقل إلى محور آخر، تنطلق في 12 شباط (فبراير) دورة جديدة للمعرض الدولي للنشر والكتاب في الدارالبيضاء. ويلاحظ أنكم في هذه الدورة استغنيتم عن تقليد الاحتفاء ببلد معين وجعله شرف الدورة، وعوّضتم ذلك بتكريم الأدباء المغاربة الموجودين في ديار المهجر، ألم يكن بالإمكان الجمع بين الصيغتين معا؟ هذا القرار اتخذناه فقط لتيسير السبل، ففي الدورة السادسة عشرة التي نتمنى أن تشكل منعطفا نوعيا في تاريخ المعرض، اخترنا الاحتفاء بمغاربة العالم، وليس الموجودين في بلد معين، هؤلاء الأدباء سيكونون موضع تكريم واحتفاء، ولن يقع التعامل معهم كضيوف، لأنه لا يمكن للمواطن أن يكون ضيفا في بلده. وبما أن السُّنَّة كانت اختيار بلد ما ضيفَ شرف الدورة، فسنعود إليها العام المقبل؛ ولكن في هذه السنة فضّلنا صيغة ' مغاربة العالم' بشكل استثنائي، وهي في الواقع قيمة مضافة لهذا المعرض، لإظهار أن المغاربة مهما تفرقت بهم السبل وتعددت يظلون محتفظين بالهوية والانتماء، ونحن نريد أن نقوي ونستثمر هذا الشعور. لا تناقض أن يكون مغربي مقيما في باريس أو مونتريال أو روما وأن يتمسك بهويته. ونحن نريد أن نساهم في تعزيز صلة هؤلاء المغاربة مع بلدهم وأن يستفيد من كفاءاتهم وعطاءاتهم. هذا هو الورش الثقافي الذي أطلقناه، وسيكون له ما بعده. ولتحقيق مشاركة وازنة للأدباء المغاربة المقيمين بالخارج في معرض الكتاب بالدارالبيضاء، حرصنا على التعاون مع الوزارة المكلفة بالمهاجرين وزارة الخارجية وكذا مع مجلس الجالية المغربية في الخارج. مصالحة الطالب مع الكتاب في كل دورة من دورات المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدارالبيضاء، تثار أسئلة حول وضعية القراءة واستهلاك الكتاب في المغرب، وربما هذه من بين الأولويات التي تحملونها في وزارة الثقافة، في أفق مصالحة المغاربة مع الكتاب. أنت أطلقت مؤخرا فكرة ' اولمبياد' لحفظ النصوص الأدبية لفائدة الفتيان، فهل هي خطوة من بين أخرى لتكريس عادة القراءة واستهلاك الكتاب لدى المغاربة لا سيما الأجيال الناشئة؟ كنت أحلم قبل أن أكون في هذا المنصب، بتنظيم هذا النوع من التمارين في الحفظ؛ أولمبياد أو مسابقة أو عكاظيات لنسمها كما نشاء، ولكن الفكرة هي التباري في حفظ النصوص الأدبية من شعر ونثر. لأعترف، إنني مدين حين كنت تلميذا ثم طالباً لما حفظته عن ظهر قلب في الشعر كما في النثر، لأن ذاكرتي وقد اختزنت ما شاء الله من الكلمات والتراكيب والقواعد.. كان ذلك ينعكس إيجابا باستمرار وأنا أمارس الكتابة. أريد أن أستثمر هذه التجربة الذاتية وأجرّبها، عسى أن تحقق نفعا بيداغوجيا (تعليميا). وعندما فكرت في هذا النوع من التمارين، كنت أود من باب التجربة الأولى، أن أحصرها في نطاق الرباطوالدارالبيضاء وأن أبقيها على مستوى التنظيم في نطاق وزارة الثقافة. ولكن، بما أننا ندعو إلى الشراكات وتوحيد الجهود، فقد خاطبت وزارتيْ التربية الوطنية والتعليم المدرسي في الأمر، وجاءت الاستجابة قوية وإيجابية من لدن الوزيرين أحمد اخشيشن ولطيفة لعبابدة، فانطلقت الإقصائيات... هكذا اختمرت الفكرة في ذهني ولقيت هذا الاستقبال والترحيب، وسنجعلها من بين الأنشطة البارزة في إطار الدورة السادسة عشرة للمعرض. التصفيات النهائية للمسابقة أفرزت 18 مرشحا، سيمثلون أمام لجنة التحكيم في المعرض. الجميل في هذا الأولمبياد أنك ترى الطالبة أو الطالب يستظهر ما تمكنت ذاكرته من اختزانه، يفعل ذلك دون اللجوء إلى شيء مكتوب، وتأخذ لجنة التحكيم بعين الاعتبار أيضا مسألة الإلقاء، وستوزع على الفائزين جوائز مستحقة. هذا التقليد كما قلت لزميليّ الوزيرين ينبغي ألا يكون موسميا أو سنويا مرتبطا بالمعرض فقط، وإنما يلزم أن ننهجه خلال السنة كلها. هذه طريقة من الطرق، أنا لا أقول إننا سنعالج بها أزمة القراءة ولا أدّعي ذلك. بل أؤمن بشيئين: هناك بنك الأفكار، وهناك صناديق الأدوات والآليات. هذه آلية من بين الآليات. وحسب الأصداء التي أتلقاها هذه الأيام، يتبين لي أننا في طريق إنجاح هذه التجربة. حسنا، وثمة آليات أخرى لتشجيع القراءة، حتى يحقق المعرض بعضا من أهدافه، خاصة على مستوى تكريس عادة التعامل مع الكتاب، هل لديكم اقتراحات بهذا الخصوص؟ لا يمكن في معرض واحد أن أكشف عن كل ما يخامرني من أفكار ومشاريع. حتى من ناحية الزمان والإكراهات لا يمكن أن نجرب كل شيء، نحن نسير خطوة خطوة، ولكنني أعتقد أن أهم شيء هو مصالحة الطالب مع الكتاب. أنا تهمني هذه الشريحة العمرية، فإذا كان الناس الذين تقدموا في العمر لا يقرأون فماذا سنعمل معهم؟ لدى الطالب تكون كل الملكات في حالة تفتق وتبلور، وبالتالي لا تحتاج سوى إلى من يدعمها ويصاحبها، فنحن نمثل أمامهم كمُصاحبين ومُسهّلين في عملية تلقي المعرفة. هناك، إذن، فكرة محاولة تخفيض ثمن الكتاب، وهناك أيضا فكرة تنظيم المجادلة بالتي هي أحسن بين فريقين اثنين من الطلبة حول موضوع بعينه: العولمة، حقوق الإنسان، المواطنة... الخ، أي ما يشبه تقليد المناظرة عند الجاحظ وعند التوحيدي. ونمدّ كل فريق بمراجع منتقاة بدقة، حيث ينكب لمدة أسبوع أو أسبوعين على مطالعة تلك الكتب للدفاع عن الفكرة أو الأطروحة، ثم نجمع الفريقين ليتباريا بالنقاش والحوار وبالتي هي أحسن حول الموضوع المحدد، هناك من هو مع، وهناك من هو ضد... وسنكون ربحنا من هذا الحافز إغناء الأفكار وتقوية الرصيد المعرفي للطلبة ومساعدتهم على إتقان أسلوب الحوار الفكري الجاد والمفيد. وتخصص لهم في نهاية المسابقة مكافأة مستحقة. جديد الكاتب سؤال أخير، في خضم مسؤولياتك وانشغالاتك المهنية كوزير، هل تجد الوقت الكافي لمزاولة عشقك للفكر، للفلسفة، للإبداع؟ بمعنى آخر، إلى أي حد يؤثر عملكم الإبداعي في نشاطكم الثقافي والإبداعي؟ أمارس عملا وزاريا ثقافيا، فأنا لست وزير الصناعة أو الاقتصاد مثلا ، بل أتحرك في مجال الثقافة بالذات، ولكن أكيد أنني عندما أستقبل شخصية بارزة أكون قد قرأت لها وبالمناسبة أجدد الاتصال بكتاباتها. إذن، فأنا على صلة وثيقة بفعل القراءة. تبقى مسألة الكتابة، هي قضية تنظيم الوقت. فلا همّ لي خلال العطلة الأسبوعية سوى الكتابة والقراءة. وربما الدليل المادي على ذلك أنني ظهرت لي مؤخرا مجموعة شعرية في إطار ' جِماع الشعر' تحت عنوان ' افتراعات' عن دار ' رياض نجيب الريس'، وقد عرضت في معرض القاهرة وستكون في معرض أبو ظبي والدارالبيضاء. كما ستظهر لي رواية جديدة بعنوان ' معذبتي' عن دار ' الشروق' القاهرية، بالإضافة إلى كتاب أعدتُ صياغته بالفرنسية بعنوان ETRE EN VIEس اب .