ينعقد المجلس الإداري للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية في دورته الثامنة تحت شعار:"جميعا من أجل مدرسة النجاح "، وذلك يوم 18 يناير 2010 بمقر عمالة تاوريرت، وتعتبر الأكاديمية الجهوية هذا الاستحقاق الجهوي الهام موعدا لتحصيل المكتسبات ورسم المخططات التربوية الجهوية بامتياز، وتؤكد الحرص من خلاله على تجسيد الاختيارات والتوجهات التربوية الأساسية التي حددها البرنامج الاستعجالي، وذلك في أفق جعل قطاع التربية والتكوين رافعة للتنمية المحلية المستدامة، القائمة على الحكامة الجيدة، والاستثمار الأمثل للإمكانات والمؤهلات المتوفرة. ويعتبر انخراط المنتخبين، وممثلي القطاعات الحكومية وهيئات المجتمع المدني في الاهتمام بالشأن التربوي من المؤشرات الدالة على تطور الإعداد للمجلس الإداري، قصد النهوض بوظيفته وقد تجسد ذلك في حضورهم الإيجابي والمثمر في اجتماعات اللجن الدائمة التي عقدت عدة اجتماعات بمقر الأكاديمية. وقد تمكنت اللجان الوظيفية المنبثقة عن المجلس الاداري من العمل بفعالية ومكنتها المعطيات المقدمة لها من الإعداد الجيد لهذه الدورة من خلال رصد الإكراهات وتحديد مواطن القوة. وتجدر الإشارة أن اللجنة المكلفة بإعداد الوثائق الخاصة بالمجلس الإداري للأكاديمية، والتي منها مونوغرافيا الجهة الشرقية، وحصيلة سنة 2009، ومخطط عمل سنة 2010، عملت بجد حرصا منها على إبراز حصيلة الجهود المبذولة على مستوى الجهة، ورصد الأولويات في مخطط عمل الأكاديمية لسنة 2010 في إطار التعبير عن مختلف التدابير التي تعمل على اتخاذها لتجاوز الاكراهات المطروحة في مختلف أقاليم الجهة، وتعميق الوعي بالتوجهات الكبرى والاختيارات الاستراتيجية الحاسمة والرهانات المستقبلية والانخراط الفعلي في تعبئة كل الطاقات. جدير بالإشارة أن هذا الموسم المدرسي يشهد انطلاقة التطبيق الفعلي لمجموعة من مشاريع البرنامج الاستعجالي باعتبارها المنطلق الفعلي لتأسيس "جيل مدرسة النجاح". والمبنية على أساس تشخيص موضوعي لواقع المؤسسات التعليمية الابتدائية ومواردها ومقدراتها المختلفة والمنبثقة عن تخطيط واقعي وبرمجة دقيقة لجميع العمليات والتدابير الإجرائية التدخلية. وهناك حرص واضح خلال انطلاقة هذا الموسم على تفعيل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية لجميع الآليات التنظيمية والمصاحبة على كافة المستويات، والعمل على تطبيق ثقافة التدخل السريع والاجتهاد والمبادرة والتدبير اليقظ من خلال العمل على التتبع لما ينجز على الساحة، وتقويم مختلف العمليات في جميع مراحلها. وقد تم إعطاء الانطلاقة الفعلية من أجل تفعيل هذه المشاريع مع بداية الموسم الدراسي، كما تم تهيء أرضية استدماجها لخدمة حاجيات الجهة ومتطلباتها. وعملا على المضي قدما في عمليات الارتقاء بجودة المنتوج التربوي وإعادة بناء أدوات ومعايير ومنهجيات التقييم والتحصيل في أفق الإرساء العميق لمنهجية التعاقد والتي ترتكز على تحديث التزامات ومهام الأطراف المتعاقدة، وكذا تحديد الأهداف والمؤشرات المتعاقد بشأنها، ورصد الوسائل اللوجيستيكية والبشرية والمالية لإنجاز العمليات والتدابير والأنشطة بما يضمن تحقيق الأهداف المسطرة على المدى المتوسط والبعيد، تم تفعيل الاجراءات المتعلقة بمشاريع البرنامج الاستعجالي، ودمجها بالمخطط الاستراتيجي للأكاديمية، ورصد مؤشراتها القابلة للقياس في البطاقات التقنية لمجموع المشاريع البانية للبرامج المسطرة في إطار إعداد الميزانية للسنة المالية 2010، مع استعراض المعطيات وتحديد التوقعات التي تحظى بالأولوية في إطار هذا البرنامج. ووفقا لمقاربة إشراك مختلف المتدخلين تعمل الأكاديمية على الرفع من وتيرة التعبئة حول المدرسة بالجهة الشرقية، والانخراط المتزايد لمختلف فعاليات المجتمع في دينامية الإصلاح ودعم قطاع التربية الوطنية إيمانا منها أن التربية مسؤولية الجميع، ووعيا منها بأن المقاربة التشاركية هي وحدها الكفيلة برسم المسالك القويمة نحو غد أفضل ومستقبل واعد، وذلك من أجل تحقيق الوظيفة التربوية للمدرسة، بفتح آفاق فعلية لإنجاح مدرسة للجميع وتوفير فرص مواتية لإعطاء نفس جديد لإصلاح المدرسة ومن المشاريع التي قطعت أشواطا مهمة مشروع تكوين الموارد البشرية، وذلك في إطار المخطط الجهوي للتكوين المستمر. وفي إطار تحسين العدة البيداغوجية قصد الارتقاء بجودة التعلمات وإرساء بيداغوجية الإدماج،برمجت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية مجموعة من العمليات.وبخصوص مشروع تحسين جودة الحياة المدرسية، تم تنفيذ خطوة مهمة تتعلق بتأسيس جمعيات "دعم مدرسة النجاح" على مستوى كل المؤسسات التعليمية بالجهة، بعد أن تم تقديم جميع الآليات التأطيرية لإنشائها من أجل تفعيل دور مجالس المؤسسات التعليمية وتفعيل التوجهات والتدابير الإجرائية البارزة التي أقدمت عليها الوزارة لإعداد دخول مدرسي متميز وقوي، يمنح المؤسسة التعليمية الدور المركزي الذي تستحقه. إلى جانب العمل على إعادة هيكلة الأندية التربوية بالمؤسسات التعليمية مع الحرص على تعميمها. إن هذه العمليات تؤطرها مجموعة من الآليات والتدابير والمقاربات التي تؤسس لبناء قاعدة صلبة مبنية على ثقافة التدبير بالنتائج الهادفة إلى تحصين المكتسبات المحققة خلال العشرية الوطنية للإصلاح وتجاوز الاكراهات التي أفرزها الواقع التربوي المتحرك باستمرار.هذا هو السياق الذي تنخرط فيه الأكاديمية من أجل إنجاح رهانات المراحل المقبلة.