نفذ حوالي 100 موظفة وموظفا من الشغلية الصحية من مختلف المراكز الصحية بعمالة وجدة أنجاد وقفة احتجاجية بساحة المدخل الرئيسي لمستشفى الفارابي بمدينة وجدة، من الساعة التاسعة إلى العاشرة من صباح يوم الأربعاء 6 يناير الجاري احتجاجا على ما وصفوه بالظلم والحيف الذي لحقهم جراء التوزيع غير العادل لتعويضات الحراسة واحتجاجا ظروف العمل المزرية وقلة الموارد البشرية وسوء التسيير والتدبير وضدا على تمديد مهام المدير الجهوي للصحة بعد أن تجاوز سن التقاعد... "أسباب هذه الوقفات الاحتجاجية عديدة وتراكمت بعد تملص المدير المندوب للصحة من نتائج الحوار حيث أصبحت وضعية الشغيلة الصحية مزرية على جميع المستويات خاصة منها الموارد البشرية...فهل يعقل أن تسند مسؤولية جناح أو مصلحة بأكملها لممرض أو ممرضة واحدة في الوقت الذي يتطلب الأمر على الأقل أربعة أو خمسة ممرضين؟" يتساءل شعبان صابر عضو المجلس الوطني للفيديرالية الديمقراطية للشغل. وأشار إلى أنه في الوقت الذي كانت تنفذ فيه الوقفة الاحتجاجية كان أحد الأطباء الجراحين يحتج داخل الإدارة لعدم وجود ممرض بقاعة العمليات لمساعدته لمباشرة عمليتين جراحتين لإثنين من المرضى الأمر الذي جعله يلغيهما. وأضاف الممثل النقابي أن المدير الجهوي بعث برسائل تتضمن حقائق مزيفة ومعلومات مغلوطة إلى الوزارة حول وضعية العمل بالمراكز الصحية بوجدة مدَّعيا أن "الأمور على أحسن ما يرام، ولا خصاص في الموارد البشرية حتى يخلد في كرسيه..." واعتبر أن هذا السلوك يصنف في خانة التلاعبات. ردد هؤلاء المحتجين بقوة شعارات غاضبة استنكارية على أوضاعهم المزرية وظروف عملهم الصعبة ومنديدن بالحيف الذي لحقهم جراء التوزيع غير العادل لتعويضات الحراسة حيث "جادت" الوزارة بصدقة على الممرضين والممرضات الذين يسهرون الليالي ويتعبون مع المرضى في الوقت الذي صرفت الملايين للأطباء، "يا مدير يا مندوب، باراكا من الكذوب" و" بالحراسة قتلتونا، من التعويضات حرمتونا// الحراسة ها هي ، والتعويضات فينا هي؟" و"سوا اليوم سوا غدا، التقاعد ولا بدَّ" و"التقاعد راها جاتك، يا مدير سير في حالك" و"هذا عار هذا عار،الصحة في خطر" و"هذا المغرب الله كريم،لا صحة لا تعليم"...عازمين على مواصلة التعبير عن غضبهم بشتى الوسائل حتى تُحترم كرامتهم وتُضمن حقوقهم ويُستجاب لمطالبهم الذي تجاوزت السنة... اخترق جمع الشغيلة الصحية المحتجة في مسيرة حماسية بهو المستشفى مرددين الشعارات الاستنكارية في اتجاه الساحة الداخلية للمستشفى حيث تم إلقاء كلمات النقابتين المؤطرتين للوقفات الاحتجاجية، النقابة الوطنية للصحة (فدش) والجامعة الوطنية لقطاع الصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وشارك فيها بعض الممرضين وممرضات من النقابات الأخرى ... "جاءت هذه الوقفة الاحتجاجية ضد التوزيع غير العادل والظالم وغير القانوني للتعويضات عن الحراسة رغم أن هناك دورية وزارية جاءت لتنظمه..." يوضح حيمر حسن عضو الكتابة الإقليمية للجامعة الوطنية لقطاع الصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب. وأكد أن بعض الممرضين توصلوا بتعويضات 20 درهما و30 درهما في السنة مقابل ملايين السنتيمات للأطباء، معتبرا ذلك خرقا للقانون وتزييفا للحقائق وتزويرا للواقع " ما هي المقاييس وما هي المعايير التي تم اعتمادها في هذا التوزيع رغم المجهودات المبذولة من كلا الطرفين وربما أكثر من الجهة المتضررة؟ هناك خلل في هذا التوزيع ...". جاءت هذه السلسة من الوقفات الاحتجاجية بناء على قرار مشترك للنقابيتن دفاعا عن مطالب الشغيلة الصحية. وشجب بيان النقابيتن (رقم 3) ما وصفه بالتماطل والتسويف للمندوب الإقليمي للصحة وحمّله مسؤولية الوضعية القائمة، في الوقت الذي طالبته النقابتان بحلول ملموسة للمشاكل العالقة دون الجلوس إلى ما وصفاه بالحوار العقيم الذي لا يفضي إلى أي نتيجة. وطالبت النقابتان في بيانهما بإيجاد الحلول الناجعة للنقص الحاد والمهول في الموارد البشرية فئة الممرضين، ووضع حدّ للمحسوبية في تدبير الموارد البشرية واحترام مقتضيات المذكرة الوزارية المنظمة للحركات الانتقالية، وتعميم التكوين والتكوين المستمر، والتأكيد على إعادة النظر في التعويضات عن لحراسة والإلزامية والتنقلات والبرامج الصحية، وتسوية الوضعية الإدراية لحاملي الإجازة ، ووضع حدّ للظواهر المرضية المستشرية بالقطاع كالغياب غير المبرر في أوقات العمل للفئة المحظوظة والتواطؤ المكشوف مع ناهبي الوقت وامال العام وتهريب المرضى إلى المصحات الخاصة واستغلال جناح من المستشفى للسكن الوظيفي رغم الحاجة الملحة إليه وسرقة تجهيزات المستشفى أو استعمالها الوظيفي خارج المؤسسة واستعمال سيارات المصلحة للأغراض الخاصة واستغلال المجالس التأديبية والفحص المضاد لترهيب ومعاقبة الفئة المغلوبة على أمرها وتمتيع ذوي النفوذ بكل امتياز...