نقلا عن موقع جريدة الصباح الغراء ننشر لكم هذه المقالة مع كامل الشكر للزملاء في الجريدة المذكورة علمت "الصباح" من مصادر مطلعة، أن المفوضية العليا للاجئين يرتقب أن تبت في ملف مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، منتصف يناير المقبل. وكشفت المصادر نفسها، أن المناضل الصحراوي ينتظر رد المفوضية العليا بشأن منحه صفة لاجئ سياسي في إحدى الدول الأوربية، وهي التي تدخلت لإطلاق سراحه، بعد اعتقاله أكثر من شهرين في سجون بوليساريو، على خلفية موقفه الداعم للحكم الذاتي في الصحراء، مشيرة إلى أن مصطفى سلمة قبل تدخل المفوضية بعد اتصال هاتفي باشرته الأخيرة مع الوكيل العسكري الذي كان مكلفا باستنطاق والتحقيق معه منذ اختطافه أثناء عودته إلى مخيمات تندوف، قادما إليها عبر التراب الموريتاني. وفي السياق ذاته، نقلت مصادر مقربة من تيار خط الشهيد، بعضا من تفاصيل وقائع الاعتقال والتعذيب والتحقيقات التي باشرتها الأجهزة الأمنية الجزائرية في حق مصطفى سلمة. وذكرت المصادر نفسها، أن المناضل الصحراوي جرى استنطاقه أكثرمن مرتين معصوب العينين، وذلك خلال الجلسات التي كان يحضرها قياديون من بوليساريو أو أفراد من المخابرات الجزائرية، وذلك حتى لا يتسنى له التعرف عليهم، وتجنيبهم ويلات المتابعات القضائية الدولية. وبخصوص عملية الاعتقال، كشفت المصادر نفسها، أن جبهة بوليساريو فاوضت مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، عبر إيفاد منسق المخيمات إلى منطقة الزويرات حيث كان يقيم مصطفى سلمة في طريقه إلى تندوف، غير أنه فشل في إقناع الأخير بالتراجع عن موقفه، مضيفة أن عملية الاعتقال تم التحضير لها مباشرة بعد هذا اللقاء الذي أخبر فيه سلمة بقرار اعتقاله، إذا أصر على دخول المخيمات، سيما بعد فشل محاولات الضغط عن والدته (توفة) لثنيه عن المجيء إلى المخيمات، تحت طائلة معاقبته ب25 سنة سجنا. وذكرت المصادر نفسها، أن سلمة واصل طريقه إلى المخيمات، رغم تحذيرات الجبهة، في حين كانت الأخيرة أرغمت مسؤولا عسكريا قريبا من مصطفى سلمة على مغادرة المنطقة العسكرية الرابعة في اتجاه إسبانيا لتلقي العلاج، مشيرة إلى أنه دخل منطقة المهيريز فوجد عناصر من جيش بوليساريو وقد وضعوا حجارة تنبهه إلى عدم تجاوزها، تحت تهديد الاعتقال، غير أنه تحدى الجميع وتخطى المنطقة، وهنا، تضيف المصادر نفسها، أحاطت به أربع سيارات عسكرية واعتقلوه، قبل أن تتوجه السيارة التي احتجز بداخلها نحو تسليمه إلى القيادة في منطقة الرابوني، حيث كانت بداية التحقيق بإشراف مباشر من المخابرات الجزائرية. ووضع مصطفى سلمة في سجن متنقل، حسب إفادات المصادر نفسها، وكان ينقل من مكانه مرتين في اليوم، مخافة اختطافه من طرف أفراد من قبيلته التي بدأت الاحتجاج على اعتقاله، بالمقابل، منح أحد حراس السجن مصطفى سلمة مصحفا من القرآن الكريم، عندما كان يجري استنطاقه من طرف مسؤول عسكري، وجه إليه سيلا من التهم كان مصطفى سلمة يجيب على كل واحدة منها بشجاعة، ويتعلق الأمر بتهم تتوزع بين معاداة الوحدة الوطنية والمس بمعنويات الجيش، ثم التخابر مع العدو بنقل معلومات من أسرار الدولة إليه، وأخيرا المس بالقضية الصحراوية عبر دعم مقترح الحكم الذاتي، وهو ما رد عليه مصطفى سلمة بالقول إنه المقترح الذي اعتمدته قيادة بوليساريو نفسها ضمن خيارات ثلاثة.