فجرت وفاة رجل في قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، وصفت ب"غير الطبيعية" غياب التنسيق بين السلطات الصحية والأمنية بعاصمة دكالة. ما قد يكون من تبعاته عدم إظهار الحقيقة، ومن ثمة عرقلة تحقيق العدالة، وجعل الفاعل أو الفاعلين، ولو بنية غير مبيتة، في حال إذا ما كانت الوفاة بفعل فاعل، أو نتيجة عمل مدبر، بعيدين عن المساءلة والعقاب. وحسب مسؤول أمني، فإن أفراد أسرة مكلومة تقدموا، ظهر أمس السبت، إلى مصلحة المداومة التي كانت تؤمن مهامها الدائرة الأمنية الخامسة. حيث سلموا الضابط المداوم شهادة وفاة قريب لهم، صادرة عن إدارة المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، بغية مباشرة الإجراءات القانونية، لتسهيل عملية نقل جثة الهالك، لمواراته الثرى بتراب اثنين شتوكة، على بعد 30 كيلومترا شمال عاصمة دكالة. وقد أشير بصريح العبارة في شهادة الوفاة إلى كونها "غير طبيعية".
وتجدر الإشارة إلى أنه في حال حدوث وفاة "طبيعية" داخل المستشفى، تقوم الضابطة القضائية ممثلة في ضباط الشرطة الذين يؤمنون مصلحة المداومة، أيام عطلة نهاية الأسبوع أو أيام العطل الدينية والوطنية، وكذا، ضباط الشرطة بالدائرة الأمنية الثالثة ذات الاختصاص الترابي، بحكم تواجد المستشفى الإقليمي بالجديدة، بنفوذها الترابي، (يقومون) بالانتقال إلى المستشفى، ومعاينة جثة الهالك (ة) في مستودع الأموات، أو في القسم أو المصلحة الصحية حيث حصلت الوفاة، قبل إيداعها في صندوق خشبي (تابوت)، يتم إحكام إغلاقه بالمسامير، وتشميعه، ومن ثمة السماح لأسرة الهالك وذويه ومن لهم الصفة والحق، بنقلها على متن سيارة نقل الأموات، خاصة أو تابعة للجماعة المحلية (الحضرية أو القروية)، من أجل مواراتها الثرى.
وبالنسبة لحالة الوفاة التي حصلت، أمس في مستشفى الجديدة، فقد تعذر القيام بهذه الإجراءات المسطرية والقانونية، نظرا لكون الوفاة "غير طبيعية"، وكذلك نظرا لكون المصالح الشرطية والنيابة العامة المختصة، لم يتم إشعارها من قبل إدارة المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، بهذه الوفاة التي حدثت في قسم الإنعاش، حيث قضى الهالك 15 يوما في حالة غيبوبة متقدمة.
وحسب المصدر ذاته، فإن الهالك وهو رب أسرة، من مواليد 1945، كان يتواجد ذات يوم اثنين، منذ أسبوعين في السوق القروي "اثنين شتوكة" الخاضع للنفوذ الترابي لدائرة أزمور. حيث سقطت فوق رأسه، في ظروف غامضة، قطعة خشبية، يرجح أنها عمود. ما أدخله في حالة غيبوبة متقدمة، سارعت على إصرها أسرته بنقله على متن سيارة إسعاف، إلى المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة. حيث استقبله الطبيب المعالج في قسم المستعجلات، قبل أن يحيله، إثر حالته الحرجة، على قسم الإنعاش.
ولم تعمد بالمناسبة أسرة المصاب لا في حينه ولا فيوقت لاحق، إلى إشعار السلطة المحلية أو الفرقة الترابية للدرك الملكي باثنين شتوكة، التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي للجديدة، بهذه النازلة، وبوقائعها وظروف وملابساتها، وذلك على غرار إدارة مستشفى الجديدة، رغم حالة الضحية الحرجة، وإصابته الجسمانية الخطيرة، الغامضة ظروفها وملابساتها وأسبابها الحقيقية، والتي أفضت إلى الوفاة. والأخطر أن إدارة وزارة الصحة العمومية بالجديدة لم تقم بإشعار المصالح الشرطية ذات الاختصاص الترابي، رغم كونها أشارت في شهادة الوفاة، التي سلمتها إلى أسرة الهالك، بكون الوفاة "غير طبيعية".
هذا، وانتقل ضابط الشرطة من مصلحة المداومة، ظهر أمس السبت، إلى المستشفى، حيث عاين جثة الهالك، التي تحمل جرحا في الرأس. وقام بالإجراءات اللازمة، وفق مقتضيات قانون المسطرة الجنائية، قبل الترخيص لمن لهم الحق، بنقل الجثة على متن سيارة إسعاف، بغية دفنها في مثواها الأخير بتراب اثنين شتوكة.
وبالمناسبة، فقد أصدر الوكيل العام للملك لدى محكمة الدرجة الثانية بالجديدة، تعليماته إلى الضابطة القضائية لدى مركز الدرك الملكي باثنين شتوكة، من أجل فتح بحث قضائي في النازلة، علاقة بالوفاة الغامضة، لتحديد أسبابها الحقيقية، وظروف وملابساته، مع موافاة النيابة العامة المختصة بالناتج.