في إحدى النقاشات الودية مع مجموعة من الأصدقاء حول بعض مظاهر الثقافة الانتهازية و النفاق الاجتماعي لبعض "الرموز" في أوساط المجتمع الدكالي خصوصا في مجالي المجتمع المدني و الصحافة، هنا أخد أحد الحكماء الخبرين في الميدان الكلمة وتحدت عن تحول مثل هذه الثقافة إلى ظاهرة بسبب تتفشى قيم الوصولية والعلاقات المريضة وقيم المحاباة والعائلة و الزبونية على حساب قيم الاستحقاق والديمقراطية وثقافة الواجب والعدل الاجتماعي وتكافؤ الفرص ...، هنا سألته من المسؤول عن قلب المعايير والقيم؟؟ أخد نفسا عميقا ليأخذ الكلمة مجيبا أن طبيعة الأنظمة الاجتماعية والثقافية هى المسئولة عن تفشى هذه الظاهرة المدمرة للمجتمع المحلي لأجل آن تظل هذه اللوبيات تستمتع بامتيازاتها الرهيبة فى العلاقات و السلطة والثروة ....وتلك اللوبيات أيضا هى المسئولة عن ثقافة الكذب والنفاق السائدة في المجتمع الدكالي عن طريق حشد المتسلقين والانتهازيين من المجتمع المدني وبعض أشباه المثقفين ، وإقصاء واستبعاد المجموعات الجمعوية والثقافية المدنية النقية والنظيفة والتي ترى فيها خطرا على مناصبهم وعلاقاتهم وعلى امتيازاتهم الرهيبة فى علاقاتهم مع السلطة وأصحاب الثروة… ما يسمى بالمجتمع المدني الكرتوني والمثقفون المسحوبون على السلطة هم دائما الأداة التنفيذية لمثل هذه العلاقات ولنشر هذه الثقافة وهم المسؤولون عن تدمير الحياة الجمعوية والسياسية النظيفة عن طريق تشويه الحقائق و تبرير الممارسات اللاخلاقية لبعض اللوبيات ، وإقصاء الفئات الصالحة والنقية عن ممارسة دورها في بناء المجتمع حيث استطاعت تلك الفئات تجنيد بعض أصحاب الأقلام الانتهازية المنافقة وبعض أصحاب الشهادات الكرتونية فى نشر قيم النفاق السياسي والاجتماعي فى المدينة والإقليم عامة. وفى ظل غياب كامل لدولة المؤسسات والقانون التي تنصف الناس وتقوم على تكافؤ الفرص و الاستحقاق وحصول المواطنين على نصيب عادل من ثروة مدينتهم (المنح) والمشاركة في تدبير الشأن المحلي عن طريق المشاركة وتقاسم الأعباء والمنافع ، للأسف استطاعت هذة الطبقة الجمعوية وأشباه الطبقة المثقفة والانتهازية آن تتحول إلى خدام للوبيات محددة وموجهة. لتبقى المدينة ترزح تحت غطاء علاقات الفساد والقهر وإلغاء الكفاءة وخدمة أزلام فئات محددة .....الذي أدى إلى تخلفها وتأخرها بالمقارنة مع مدن مجاورة ، لتعيش ضحية لفساد داخلي لنخبها ومجتمع مدني مستكين من الداخل(كيفية تسير الجمعيات) والخارج (الخضوع لمساومات المنح، الفضاءات....). للأسف أثناء هذا الحديث سقوط كامل للأخلاق وللعقل وللمنطق وللإنسانية وللمصداقية التى توهمت يوما ما أنها ربما موجودة، ربما تكون موجودة فى بعض من توسمت فيهم خيرا ورايت فيهم جانب من الامل وبعض المصداقية فى طرح أفكارهم رغم اختلافي معهم شكلا ومضمونا وجوهرا فى فكرهم ومبادئهم ، شيء مؤسف حقا ان يصل مستوى بعض الرموز الجمعوية والصحافية إلى هذا الحد من الإسفاف والتعسف والسطحية والبدائية والاستغلالية والانبطاحية...للأسف اكتشفت إسفاف فى الألفاظ والتعبير التعسف فى الأفكار ...علاوة على شئ مضحك جدا جدا ..مضحك حتى البكاء. كنت أأمل أن يكون النقاش بصيغة أخرى أن يسير على نهج قويم ومحترم لولا صدمتي من رموز الجديدة حين يقرؤون ويسمعون كلاماً كهذا الذي نسمعه عن البعض في إعاقة مجتمع مدني متميز، يدركوا مدى السقوط السياسي والأخلاقي لهذا النمط من النماذج الفاشلة في مستنقع اللاوعي، وهروبهم المخزي من مواجهة الحقيقة، إذْ يصعب علينا التعاطي اليوم في الجديدة مع شعارات مهترئة، وأوهام مريضة بهدف إحياء كائنات كرتونية، لقد تعلق الواهمون بمرض الأوهام الذي يهدر البعد التاريخي للزمن، بإصرارهم على العودة إلى كهوف السياسات القديمة المندثرة، والوهم بإمكانية أعادت الزمن إلى الخلف لشخصيات صمدنا فيها ، ميتة انتهت فإلى مزبلة التاريخ، ألا فليصُم التاريخ بعاره الأبدي هذه الشخصيات الكرتونية صاحبة الأفكار الخاسئة ومروجيها وناشريها...وكل عام ونفاقكم الاجتماعي بألف خير.