كان اختتام الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية "ألوان دكالة" بالجديدة و أزمور حدثا ثقافيا بارزا بالنظر لعدد الدول المشاركة و التجارب المتعددة و الحضور الهام لمختلف التيارات و التقنيات التشكيلية و الفنية كالشعر والزجل والموسيقى،و بالتنظيم المحكم و الرصين المشترك بين جمعية الزهور للفن والتراث والمنتدى الجهوي للثقافة والتنمية. وقد كان الافتتاح بحضور رئيس الدائرة و مدير الفضاء المركزي فندق بول مان و رئيس المهرجان و المنسق العام نائب رئيس المهرجان المسؤول على التنظيم و العلاقات الخارجية و بعض رؤساء جمعيات المجتمع المدني و ممثلي الجهات المساندة للمهرجان المتمثلة في البنك الشعبي و الجهة الإقليمية للشؤون الثقافية و عمالة الجديدة ... مباشرة بعد كلمة ترحيب من السيد نبيل فهمي و زهور مناني بالحضور الكريم وبكل الفنانين الذين لبوا الدعوة للحضور تم تكريم الفنان أحمد بن يسف والحسين طلال وعبد الله الديباجي (المغرب) وهشام بن جابي (السعودية) بحضور أسماء معروفة على المستوى المغربي كالفنان محمود الإدريسي،و الضيوف و المشاركين المغاربة إلى جانب نحو عشرين دولة أوفدت من يمثلها.
وتضمن برنامج المهرجان على مدى أربعة أيام مجموعة من الأنشطة و الفقرات المتنوعة والفعاليات على العديد من الفضاءات بكل من الجديدة و أزمور موزعة بين المحترَفات الفنية و أوراش عمل للأطفال وتلاميذ المدارس بالمكتبة الوسائطية ادريس التاشفيني و إقامة الورش الجماعية بالفضاء المركزي فندق "بول مان" إلى جانب الجداريات بالفضاءات العامة لمدينةأزمور العتيقة وجدران منازلها لتحتفي برموزها ومعمارها وخصوصياتها الجغرافية والطبيعية المتعددة، ومعارض للشباب بكل من المركب الثقافي عبدالله العروي و بقاعة الشعيبة طلال.
كما انفتحت فعاليات المهرجان على فنون أخرى غير التشكيل مثل الموسيقى والشّعر والغناء إلى جانب جلسات مفتوحة مع الفنانين المشاركين تبحث في مساراتهم واشراقاتهم التشكيلية،وتنظيم جولات سياحية تعريفية بأهم المآثر التاريخية والعمرانية للمدينتين.
لقد عرفت هذه الدورة من المهرجان نجاحا كبيرا على مستوى التنظيم والمشاركات،و لقي استحسانا طيبا لدى كل من عايش أجواء المهرجانمن خلال الأنشطة الموازية التي برمجت ضمن فعالياته كما أن هذه التظاهرة كانت مناسبة للتعريف بالمنطقة ومعطياتها الجغرافية والسياحية والتاريخية، وبمواهبها الصاعدة و كان المهرجان فرصة لتذويب الخلافات الفنية وتقريب الدول فنيا وتشكيليا من خلال اعتماد مشاركات من دول الشمال والجنوب والشرق والغرب و بهذا المهرجان إذن يحق لمدينتي الجديدة و أزمور أن تفخرا بنجاحهما في لم شمل العائلة التشكيلية و الفنية.