لم يتعوّد سكان الجديدة منذ عدة سنوات خلت، على أكوام الأزبال والتي باتت تؤثث المشهد اليومي لحياتهم بمختلف الشوارع والأزقة بالمدينة، كما تظهر الصور التي التقطتها عدسة كاميرا 'الجديدة 24' خلال الآونة الأخيرة. ومن غريب الصدف أن مشاهد هذه الأزبال المتراكمة تزامنت مع تعيين مسؤول جديد على رأس شركة النظافة المخول لها ملف التدبير المفوض للنظافة بعاصمة دكالة، بعد تنقيل المسؤول السابق خلال الشهر الماضي إلى مدينة تطوان. وعزت مصادر جيدة الاطلاع السبب الرئيسي لهذه الظاهرة الغير مسبوقة إلى الخصاص المهول في عدد الحاويات والتي قدرتها مصادر عليمة في 500 حاوية وأرجعت نفس المصادر هذا الخصاص الى التوسع العمراني الكبير التي شهدته مدينة الجديدة خلال الخمس سنوات الماضية، هذا بالإضافة إلى التلف والتكسير الذي أصاب العشرات أن لم نقل المئات من الحاويات التي لم تعد صالحة للاستعمال بالمرة. هذا وكانت المصالح المختصة ببلدية الجديدة الموكول لها بتتبع ملف النظافة مع الشركة صاحبة التدبير المفوض، قد قامت نهاية السنة الماضية بعملية جرد وتقييم لكل الاحتياجات التي تعانيها المدينة في هذا المجال لتقف على خصاص مهول في الحاويات قدرته بلدية الجديدة ب 300 حاوية فقط، حيث قامت بتجهيز مراسلة في الموضوع لإبلاغ الشركة حسب ما تقتضيه بنود دفتر التحملات، لكن المراسلة لم تصل بعد الى الشركة ومازالت، الى حدود كتابة هذه السطور، حبيسة الرفوف داخل مكتب السيد الكاتب العام للبلدية لأن هذا الأخير أحيل على التقاعد، ليبقى ملف هذه المراسلة رهين بتدخل شخصي لرئيس المجلس أو حتى عامل الاقليم إذا اقتضى الحال. الى ذلك حمّل عدد من المراقبين للشأن العام المحلي مسؤولية تدهور قطاع النظافة بالمدينة الى الشركة المكلفة، متّهمينها بعدم بدل أي مجهود لاعادة الوضع الى سابق عهده، خاصة وأن عقدها للتدبير المفوض مع المجلس الجماعي يشارف على نهايته مع منتصف سنة 2016، الأمر الذي كان يفترض أن تحسّن خدماتها حتى تُظهر حسن نيّتها في تجديد العقد وإلا فان الشركة لا نيّة لها في ذلك، وتسعى الى إكمال ما تبقى من عقدها بأي طريقة، حتى وان كانت البلدية تدفع أكثر من مليار و900 مليون سنتيم سنويا للشركة من أجل تدبير هذا القطاع في أحسن الظروف. جدير بالذكر أن شركة النظافة كانت قد اقتنت في منتصف سنة 2014 أكثر من 200 حاوية جديدة، لكنها لم تكن كافية بما يكفي على اعتبار أن اعدادا كبيرة من الحاويات القديمة يتم اتلافها او تكسيرها مما يعني أن الخصاص في تزايد مستمر في ظل التوسع العمراني السريع للمدينة.