في خطوة جديدة تهدف إلى تقريب خدمات النقل العمومي من المواطن الجديدي داخل المجال الحضري للمدينة، أطلقت تعاونية مازاكان لسيارات الأجرة الصغيرة خدمة التواصل بين منخرطيها من السائقين وباقي الزبناء، عن طريق تخصيص رقم هاتفي يستعمله الزبون لطلب سيارة أجرة صغيرة. وحسب تصريح أحد السائقين المشاركين في هذا المشروع الذي يندرج تحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فقد عملت التعاونية على تجهيز 12 سيارة أجرة صغيرة لحدود الساعة بأجهزة لاسلكية في أفق توسيع دائرة الانخراط على باقي سائقي سيارات الأجرة الصغيرة بالمدينة، حيث أصبح السائق على ارتباط مباشر وآني بينه وبين مركز الاتصال الذي يستقبل مكالمة الزبون ويحدد مكانه قبل إشعار سائقي سيارات الأجرة بضرورة انتقال أقرب سيارة إلى مكان الزبون ونقله إلى وجهته، حيث تم تحديد ثمن الاستفادة من هذه الخدمة في 20 درهما خلال ساعات النهار و30 درهما خلال الليل، وذلك في جميع الاتجاهات داخل المجال الحضري وعلى مدار 24 ساعة وطيلة الأسبوع.
كما أضاف ذات المتحدث أن هذه الخدمة أبانت خلال فترة تجريبها عن إيجابية كبيرة ونتائج حسنة نظرا لما وفرته من وقت على الزبناء الراغبين في قضاء أغراضهم المستعجلة منها والعادية، خصوصا أولئك الذين كانوا يجدون صعوبة كبيرة في إيجاد سيارة أجرة ببعض الأحياء البعيدة عن وسط المدينة، كما صار بإمكان السائقين استعمال الجهاز اللاسلكي كلما تعرض أحدهم لاعتداء أو خطر كيفما كان.
وفي اتصال هاتفي للجريدة بمركز الاتصال الخاص بهذه الخدمة، فقد أوضحت متحدثتنا على أن الخدمات لا تقتصر فقط على نقل الزبناء إلى وجهاتهم مقابل مبلغ مالي، بل عملت التعاونية على الانفتاح على مرضى القصور الكلوي الذين يستفيدون من النقل المجاني قصد الاستشفاء، وتوفير سيارات أجرة كبيرة لنقل الزبناء إلى وجهات خارج الإقليم كمطار محمد الخامس، وتقديم إرشادات حول صيدليات الحراسة ومواقيت القطارات وغيرها.
وعن الصعوبات التي تواجه المنخرطين في هذا المشروع، فقد علمت الجريدة أن التواصل اللاسلكي بين المركز والسائقين يعرف بعض المشاكل على مستوى التغطية ببعض الأحياء، وهو ما يفرض على مركز الاتصال استعمال الهاتف النقال لإشعار أقرب سائق سيارة أجرة لمكان الزبون، خصوصا بالحي الصناعي وبئر أنزران، وهو ما تعمل التعاونية على إيجاد حل سريع له.
وعن سبب انخراط عدد قليل من السيارات في هذه الخدمة، فقد أوضح أحد العاملين بهذا القطاع أن تعاونية مازاكان أطلقت مشروعها الجديد في فاتح غشت قصد تجريبه وتقويم مدى تفاعل الزبناء معه في أفق تعميمه على باقي العاملين شريطة الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والمهنية، والرفع من مستوى وجودة الخدمة، وإعطاء الصورة المثالية للسائق الذي يقدر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وكذا المساهمة في إنجاح هذا المشروع الحديث الولادة.