عبد الحق بنشيخة مدرب عادي و قد اخترت مصطلح "عادي" حتى يكون الوصف دقيقا و لا أبخس الرجل حقه و أقول بأنه "غير كفء". لطالما انتقدت بنشيخة في الندوات الصحفية التي أعقبت المباريات بملعب العبدي فووجهت بحملة شرسة من طرف بعض المسيرين و "الحياحة" دون أن اهتم لها، فقد سبق لي أن قلت له أمام جميع الزملاء الصحفيين " يجب أن لا تنس فضل الدفاع الجديدي عليك، فبعدما أصبحت مغمورا في مجال التدريب عقب هزيمة المنتخب الجزائري أمام المنتخب المغربي برباعية مدوية تمت إقالتك من تدريب منتخب بلدك و تحولت إلى محلل رياضي بقناة الجزيرة قبل أن تعود للساحة الكروية عبر بوابة الدفاع، فهذه الأخيرة لمعت صورتك كمدرب" فأجابني بانفعال "أنا مدرب و لست بائع خبز".و الثانية عندما حاول أن يحمل الجسم الإعلامي مسؤولية ما اعتبره "إهانة مساعده بلعربي حين قاطعنا إحدى الندوات الصحفية التي غاب عنها و حضر مساعده مكانه" فقلت له بصريح العبارة أنه هو "من يهين و يحتقر بلعربي لأنه لا يترك له فرصة الاشتغال في المباريات الرسمية كما يفعل جميع مدربي العالم" فأجابني و الكل يتذكر "هذيك خبزتي و أنا اللي نضارب عليها" و الثالثة حين رفض الحديث باللغة الفرنسية أمام مدرب الفريق البوركينابي نزولا عند رغبة هذه الأخير الذي لا يعرف للغة العربية منهلا و غادر حينها بنشيخة قاعة الندوات (قاطع الندوة) قائلا في وجهه باللغة العربية "سأهزمك ببلدك" كلها أمور تنم على أن أمورا ليست على ما يرام بالدفاع الجديدي جراء تصرفات و تصريحات بنشيخة.
بنشيخة مدرب عادي لماذا؟ بالأرقام و الإحصائيات و المنطق كذلك، حقق الفريق معه في البطولة 15 تعادلا و 10 انتصارات كلها داخل الميدان و 5 هزائم، و اعتُبر خط دفاع الفريق ثاني أحسن خط بعد الكوكب المراكشي. هذه المعطيات تكشف بأنه مدرب يعتمد خططا دفاعية محضة، و هذا هو المشكل الذي أدى إلى إقالة فاخر من الرجاء.
بالنسبة لكأس العرش التي تم التطبيل لها كثيرا فليتذكر الجميع بأن الفريق حازها بفضل ضربات الجزاء في الثلاث مباريات الحاسمة الأخيرة دور الربع و النصف و النهائي، فأين هي قوة الفريق كي يحسم النتيجة في المباراة.
بنشيخة جلب لاعبين قال في بداية الموسم أن أحدهما هدافا من طينة الهدافين الكبار "لونغوالاما" فلنتساءل كم سجل للفريق، و من هو هداف الدفاع الجديدي أهو لونغوالاما أم شاكو؟ فيما أخذت الإصابة سوماح في وقت احتاج له الفريق أكثر من أي وقت مضى "و ليتذكر الجميع سوماح و هو عاجز عن الجري في محاولة سانحة ضد الأهلي المصري في مباراة الإياب" الأمر يطرح أكثر من تساؤل حول صفقتي هذين اللاعبين و معهما صفقة الحارس محمدينا الذي يجمع الكل على تواضع مستواه. و المثير أن بنشيخة ظل يبرر تواضع الفريق في مرحلة الإياب بغياب لاعبين أكفاء عن كرسي الاحتياط رغم أنه هو من يتحمل مسؤولية الانتدابات.
بنشيخة ظل يماطل و ينتظر الفرصة المواتية ليغادر الدفاع الجديدي لأنه مهووس بتدريب أندية تلعب من أجل الألقاب (أقول هذا سواء رحل صوب الرجاء أم ظل رفقة الدفاع) فتارة قال سأحدد موقفي خلال شهر أبريل و نيته أن يتأكد من تأهل الفريق في منافسات كأس "الكاف" أم لا. و تارة قال لن أجدد عقدي مع الدفاع إلا بعد تجديد المسؤولين عقود مجموعة لاعبين من بينهم قرناص و شاكو رغم علمه الأكيد أن هذين اللاعبين سيغادران الفريق. و تارة قال لن أجدد عقدي إلا إذا توصل اللاعبون بجميع مستحقاتهم في ظرف 3 أيام و هو يعلم بأنه أمر شبه مستحيل لأن المبلغ يناهز مليار سنتيم. و تارة قال لدي عروض خليجية مغرية و سأقوم بدراستها. و تارة قال أريد أن أعود إلى أحضان عائلتي لأنني مسؤول على تربية أطفالي الصغار و الحقيقة أنه كان يراهن على عرض جيد من أحد أندية الدوري التونسي...و تارة و تارة و تارة ...و خير ما يختم به في كل مرة "أنني وجدت راحتي بمدينة الجديدة و بين سكانها الذين يميزهم الكرم حيث أتناول وجبة "الكسكس" عقب صلاة كل جمعة بمنزل قد لا أعرف أهله و إنما أتلقى منهم دعوة مفاجئة عقب مغادرتي المسجد" هي تصريحات (ديبلوماسية) لنيل مزيد من حب و عطف الجمهور و سكان المدينة ليس إلا.
هذه المعطيات تكشف بكل وضوح أن بنشيخة يرغب في مغادرة الدفاع الجديدي لكن ربما "يخجل" من أن يصرح بها علانية للمسؤولين بالنظر إلى الحفاوة التي لقيها من طرف جمهور الفريق. بنشيخة من حقه ان يدخل في مفاوضات مع أي ناد كان لكن يجب أن يكون حاسما في مصيره مع الدفاع حتى يترك لمسؤوليه الوقت الكافي لإيجاد بديل له، لأنه بكل بساطة "الدفاع فريق كبير هو الآخر بفضل لاعبيه و أنصاره".
من كل هذا يتبين أن العيب الكبير ليس في بنشيخة و إنما في مسيري الدفاع الجديدي الذين بدوا لا يسايرون الاحتراف الذي تنادي به الجامعة، فأن "تخطف" منهم الجراء مابيدي عنوة بل و لم يسلموا لهم حتى قيمة الصفقة إلا بتدخل من الجامعة، و أن يعيدوا نفس السيناريو مع بنشيخة فهذا أمر غير مقبول، أمر ينم على أن نوعا من "الحكرة" بدأ ينتاب الفريق من الرجاء بعدما شاءت الأقدار أن يصبح في نظر الخضر فريقا ضعيفا لا بشيء و إنما بهواية تسييره.
مهما كانت النتيجة، سواء أغادر بنشيخة صوب الرجاء أو أي ناد آخر في العالم أو بقي بالدفاع الجديدي فعلى المسيرين أن يتحلوا بنوع من الشجاعة و يعترفوا بأنهم فشلوا في تدبير ملف هذا المدرب و قبله بعض اللاعبين الذين غادروا الفريق دون أن تستفيد منهم خزينته ماديا أمثال قرناص و الناهيري و شاكو...بالإضافة إلى ملف التشادي دجيم نام ليجي الذي التهم ميزانية الفريق دون أن يقدم له أية إضافة...المسير الفعّال و الناجح هو الذي يبحث عن موارد مالية حتى من خلال الاستثمار في اللاعبين (الكناوي و الوادي بالرجاء نموذجين واضحين).
فإذا ما تحلوا مسيري فارس دكالة بشجاعة الاعتراف بأخطائهم (و هو أمر مستبعد في نظري) فلتكن لهم الجرأة أيضا و يقدموا استقالتهم. و خير الختام السلام.