عن دار "سليكي إخوان" بطنجة صدر مؤخرا كتاب جماعي تكريما لأحد أعظم المفكرين والأدباء الذين أنجبتهم مدينة الجديدة ألا وهو:عبد الكبير الخطيبي الأديب ، المفكر والإنسان ،وحمل الكتاب العنوان التالي:"ولدت غدا"، وقد قام بالإشراف عليه وتقديمه الشاعر مراد الخطيبي (ابن أخ الكاتب الراحل) والذي صدرت له إلى حدود الآن أربع مجموعات شعرية. ويقع هذا الكتاب في 168 صفحة من الحجم المتوسط، ويضم الكتاب دراسات علمية وشهادات باللغة العربية ،الفرنسية والإنجليزية ساهم بها باحثون ومفكرون مرموقون وأدباء متميزون من بينهم الفيلسوف الامريكي صمويل وييبر،الباحثة الأمريكية أليسون رايس،الشاعر المتميز محمد بنيس،الأديب والناقد نورالدين محقق،الكاتب العراقي علي القاسمي ،الباحث ألفونسو دي تورو ،الكاتب والباحث عبد المجيد بنجلون ،الكاتب والصحفي سعيد عاهد،مراد الخطيبي وآخرون,...الشعر حاضر أيضا في الكتاب -خاصة ان عبد الكبير الخطيبي بدأ مساره الإبداعي شاعرا- من خلال مساهمة الباحث والشاعر رضوان الطويل والشاعرة مارية زكي بقصيدتين باللغة الفرنسية.
وحيث أن الكتاب كان يستهدف أيضا الجانب الإنساني لعبد الكبير الخطيبي فقد آثر مراد الخطيبي المشرف على الكتاب إلا ان ينقل ويترجم شهادات صدرت بعفوية بالغة ومؤثرة لبعض افراد عائلة الراحل من بينهم: أخته الوحيدة زبيدة الخطيبي،أبناء أخيه الأكبر: ربيعة الخطيبي،سهام الخطيبي، وصهره محمد فارس بالإضافة إلى ابن أخيه عبد الكريم الخطيبي الذي ساهم بقصيدة باللغة العربية.
بالإضافة إلى الدراسات،الشهادات والشعر فقد احتوى الكتاب على حوارين واحد باللغة العربية سبق أن أجراه الصحفي سعيد عاهد والباحث مصطفى النحال سنة 2008 مع الراحل ،وحوار آخر باللغة الفرنسية سبق أن أجراه الكاتب التونسي ناصر بنشيخ مع الراحل سنة 1984 والذي نظرا لقيمته اقترح صاحبه أن يساهم به في هذا التكريم.
كما يحمل الكتاب جردا لمؤلفات عبد الكبير الخطيبي وكذا الترجمات لبعض مؤلفاته.
جاء في تقديم الشاعر مراد الخطيبي - الذي يهيئ لرسالة الدكتوراه بجامعة محمد الخامس بالرباط (شعبة اللغة الإنجليزية )- للكتاب:
" ولدت غدا"، عنوان هذا الكتاب الجماعي الذي توخيت أن يكون ذا بعد توثيقي أوتكريمي أو علمي أوهذه الأبعاد جميعها ، انبثقت فكرة اختياره من عبارة رددها المرحوم عبد الكبير الخطيبي في العديد من محاضراته ومداخلاته الفكرية ّ،وكانت مدينة الجديدة - مسقط رأسه - على وجه التحديد من آخر الفضاءات التي ردد فيها المقولة نفسها ،وكانت المناسبة الندوة العلمية الدولية التي أقامتها جامعة شعيب الدكالي يومي 26 و27 مارس 2008 تكريما له على عطاءه الفكري والإبداعي المتميز. هذه العبارة تختزل في عمقها مشروع الخطيبي الفكري المرتكز على مفهوم الذاكرة المتعددة المنفتحة على الزمن المتعدد والمختلف بحاضره، ماضيه ومستقبله أو كما يعرف الخطيبي الذاكرة في إحدى حواراته بأنها تأسيس الذات ولكنها في نفس الوقت مستقبلية لأنها تساؤل حول الزمن والحياة والموت وأيضا المستقبل العالمي التقني،العلمي......إلخ. ويضيف أن الذاكرة ليست كالهوية شيئا جامدا او ميتا،ولكنها كالحاضر في المستقبل.فالماضي متغير،ليس هناك ماض مطلق ولا منتهي،هو كالهوية مجموعة من الآثار والبصمات تكون الذات وتكون الموجود كخريطة من آثار هي مرة أخرى مستقبلية (مجلة كتابات،1990 -العدد الخامس-).