يعتبر القطاع السياحي بإقليمالجديدة قطاعا واعدا ومحفزا بالنسبة للمستثمرين المغاربة والاجانب، نظرا للمؤهلات السياحية التي يتوفر عليها والمتمثلة بالخصوص في غنى موروثه الثقافي ومآثره ومواقعه التاريخية ، فضلا عن الشواطئ الساحلية المتميزة التي تمتد على طول 150 كلم وقربه من أهم المطارات والأقطاب الاقتصادية والسياحية . ولعل المشاريع السياحية المهيكلة التكميلية المبرمجة في إطار البرنامج التعاقدي للتنمية السياحية بجهة دكالة عبدة ، والتي ظفر من خلالها الاقليم ب33 مشروعا بغلاف مالي يقدر بأزيد من6046 مليون درهم، من شأنها توفير منتوج سياحي يتماشى ويلائم متطلبات مختلف الشرائح السياحية الوطنية والأجنبية. وفي هذا الصدد ، أوضح المندوب الاقليمي لوزارة السياحية السيد عبد الله عين الرحبة، في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء، أن هذه المشاريع التي تنضاف الى المشاريع السياحية القائمة، تروم تثمين العرض الثقافي والثروات الطبيعية، وتطوير المنتوج الشاطئي، وخلق مشاريع تعنى بالتنشيط الرياضي واكتشاف الطبيعة، مشيرا الى أن هذه المشاريع ستنجز من قبل القطاعين العام (أزيد 763 مليون درهم) والخاص (أزيد من 5283 مليون درهم ). وتهم هذه المشاريع، يضيف السيد عين الرحبة ، مجالات الترفيه والانشطة الرياضية وتثمين برنامج المخطط الازرق 2020، وتشجيع السياحة الداخلية من خلال برنامج بلادي ، والاهتمام بالسياحة الطبيعية والتنمية المستدامة وخلق منتجات سياحية ذات قيمة مضافة . ومن أجل تحقيق التطلعات المستقبلية السياحية الواعدة بالإقليم تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات هذا القطاع وتداخله مع مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية التي تنجز حاليا بالاقليم، أكد المسؤول الاقليمي، أن الوزارة المعنية من خلال المندوبية الجهوية للسياحة، ستعمل بشكل فعلي وفعال مع مختلف المتدخلين والفعاليات المحلية لإنجاز هذه المشاريع المبرمجة في إطار برماج تعاقدي ، والمشاركة في إيجاد الحلول الناجعة لبعض المشاكل التي يعاني منها القطاع بغية جعل إقليمالجديدة من بين أهم الوجهات السياحية بالمملكة. وقال السيد عين الرحبة، إن توفر الإقليم على مؤهلات طبيعية وبشرية هامة ومتنوعة جعلته يحظى بعناية خاصة من طرف الدولة ضمن رؤية تنمية القطاع السياحي 2010 ورؤية 2020 من خلال المشاريع الواردة في البرنامج التعاقدي لجهة -دكالة -عبدة الذي وقع خلال شهر يونيو 2013، موضحا أن هذه المؤهلات، التي تعد حافزا لتطوير الصناعة السياحية بالاقليم، تتجلى في توفر الاقليم على شريط ساحلي يحتوي على مجموعة من الشواطئ المهمة على الصعيد الوطني مثل الحوزية، المهارزة الساحل، سيدي عابد، سيدي بوزيد و الوليدية وبحيرته، ومعطيات تاريخية وحضارية مهمة كالحي البرتغالي بالجديدةوالمدينة العتيقة لأزمور وقصبة بولعوان وغيرها، وعلى تراث ثقافي وفني متنوع ومنتوجات الصناعة التقليدية المحلية، فضلا عن تموقعه المتميز نظرا لقربه من أكبر قطب صناعي وتجاري بالمغرب وهو الدارالبيضاء، ومن مختلف بنيات المواصلات (مطار محمد الخامس، الطريق السيار، السكك الحديدية...). وبخصوص الحالة العامة للقطاع السياحي بالاقليم، أوضح المندوب الاقليمي، أنه يتوفر إلى حدود دجنبر 2013 على 57 وحدة إيواء مصنفة وغير مصنفة توفر 1811 غرفة و3607 سريرا موزعة على 39 وحدة إيواء مصنفة توفر 1477 غرفة و2994 سريرا موزعة على 21 فندق مصنف(1348 غرفة و2688 سرير) و14 دارا للضيافة (85 غرفة و158 سريرا)، وإقامة سياحية واحدة تضم 11 غرفة و60 سريرا، ومأويين سياحيين يؤمنان 22 غرفة و44 سريرا، ومأوى قروي يؤمن 11 غرفة و44 سريرا، فضلا عن تأمين سبع وحدات إيوائية مصنفة بالواليدية (125 غرفة و275 سريرا). كما يتوفر الاقليم على 18 مؤسسة غير مصنفة تتكون من17 فندقا ب 307 غرفة و577 سريرا، ومخيما يسع ل250 مكانا، إضافة إلى وجود عدد هام من الدور والشقق المفروشة، مشيرا في هذا السياق، الى أنه بالرغم من التطور الذي عرفته هذه الطاقة الايوائية خلال السنوات الأخيرة فانه يتعين الرفع منها كما وكيفا لتلبية الطلب الحالي والمستقبلي المتزايد لزوار الاقليم المغاربة والأجانب. وفي ما يتعلق بالاقبال السياحي على الإقليم، أكد السيد عين الرحبة أن عدد الوافدين والمبيتات السياحية المسجلة بمختلف المؤسسات السياحية المصنفة عرفت ارتفاعا ملموسا خلال سنة 2013 مقارنة مع سنة 2012، مشيرا إلى أن الاحصائيات سجلت خلال سنة 2013 توافد 138ألف و969 سائحا (أي بزيادة قدرت ب 11 في المائة عن سنة 2012) ، فيما سجلت 371 ألف و196 ليلة سياحية سنة 2013 بزيادة قدرت ب 17 في المائة بالمقارنة مع سنة 2012. من جهتها ، سجلت السياحة الدولية زيادة قدرت ب 8 في المائة بالنسبة للمبيتات السياحية (206485 ليلة سياحية خلال سنة 2013 مقابل 191561 ليلة خلال سنة 2012)، في حين سجلت السياحة الداخلية زيادة ناهزت 30 في المائة بالنسبة للمبيتات السياحية (164.711 ليلة سياحية خلال سنة 2013مقابل 126.413 خلال سنة 2012). أما في ما يهم الأسواق المصدرة للسياح خلال سنة 2013، يضيف المندوب الإقليمي للسياحة، فقد احتلت السوق الوطنية المرتبة الاولى ب 79467 وافدا (164711 ليلة سياحية)، متبوعا بالسوق الفرنسية ب 18450 وافدا (64595 ليلة سياحية) ثم المملكة المتحدة ب 3776 وافدا (22720 ليلة سياحية) والدول العربية ب6193 وافدا(19620 ليلة سياحية) ثم ألمانيا ب 3114 وافدا (12689 ليلة سياحية)، متبوعين على التوالي بأسواق إسبانيا (3117 وافدا و10684 ليلة) والولايات المتحدة (2103 وافدا و6772 ليلة) وايطاليا(2245 وافدا و6759 ليلة) وبلجيكا ( 1044وافدا و3613 ليلة)، ثم سويسرا ب 939 وافدا (3563 ليلة سياحية). وخلص الى القول بأن تحقيق هذا الطموح وإعطاء دفعة قوية لقطاع السياحة بالاقليم، من خلال تثمين المؤهلات والإمكانيات السياحية التي يزخر بها، رهين بتضافر جهود الجميع والانخراط الفعلي والفعال لكل المتدخلين المعنيين من سلطات محلية ومنتخبين وفاعلين في القطاع من أجل تنفيذ هذه المشاريع المهيكلة والطموحة التي ستساهم في تموقع المدينةوالإقليم بصفة عامة كقطب سياحي متميز على الصعيد الوطني.