نظم المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بالجديدة صباح اليوم الأحد، يوما دراسيا تحت شعار "الفاعل النقابي بين حاجته للتكوين ودوره في التأطير" لفائدة أعضاء وعضوات المكاتب المحلية بإقليم الجديدة. فبعد استقبال المشاركين في أشغال اليوم الدراسي بمقر المنظمة بمدينة الجديدة، افتتح اليوم الدراسي بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم من طرف الأستاذ محمد المفتاحي، قبل أن يتقدم السيد المصطفى مرشيد الكاتب الإقليمي بالنيابة للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بالجديدة بكلمة استعرض فيها السياق الذي أتى فيه اللقاء والمحاور المبرمجة على شكل عروض وورشات في مواضيع معينة، على أن يتم برمجة لقاءات أخرى مستقبلا للتطرق لكل ما يهم الساحة التعليمية والنقابية بالإقليم، بعد ذلك قدم السيد عبد الرحيم حمال كلمة توجيهية حول أدبيات الحوار والأخلاقيات الواجب الالتزام بها خلال فقرات اليوم الدراسي معززا ذلك بأحاديث نبوية وآيات قرآنية تحث على قبول الرأي والرأي الآخر دون تعصب.
العرض الأول الذي أطره السيد يوسف اسمميح، انصب حول نظام التقاعد من خلال استعراض أنواع أنظمة التقاعد المغربية وسيناريوهات وكرونولوجيا إصلاح صناديق التقاعد عامة والصندوق المغربي للتقاعد بشكل خاص، كما تم فتح نقاش ركز فيه المشاركون على النقط الحساسة التي تشغل بال الشغيلة التعليمية، حيث دعا المتدخلون الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة فيما يعانيه وسيعانيه الموظفون عامة والشغيلة التعليمية خاصة إذا سار إصلاح نظام التقاعد في اتجاه إثقال كاهل الطبقة المتوسطة والبسيطة التي كانت ولا تزال ضحية سياسات تقاعدية سابقة وحالية دون المستوى المطلوب وقد تكون أيضا مستقبلية ولا تخدم الموظف البسيط، مطالبين الحكومة في شخص رئيسها بمحاسبة ناهبي أموال صناديق التقاعد وتقديمهم للعدالة مع إطلاع الرأي العام والمساهمين في صناديق التقاعد بشكل خاص على حيثيات القضية، متسائلين عن مدى تأثير الإصلاح المبرمج لهذا النظام على نسبة التشغيل ومردودية الموظفين على أرض الواقع، داعين الحكومة إلى التفكير في حلول أخرى بعيدة عن جيب وعمر الموظف، وضرورة تدخل المنظمات النقابية للدفع بعجلة الإصلاح وفق مبدإ "لا ضرر ولا ضرار".
حاول الكاتب الإقليمي للمنظمة تقديم بعض التوضيحات حول تساؤلات المتدخلين، مشيرا إلى أن لحزب العدالة والتنمية أجندته الحزبية الخاصة وللاتحاد المغربي للشغل بالمغرب تصوراته وبرنامجه الخاصين، رغم تقاسم الهيئتين في المرجعية وبعض النقط المشتركة، مذكرا بكلمة الكاتب العام للاتحاد الذي أوضح في وقت سابق أن العمل النقابي لا يخضع لمنطق المساندة أو المعارضة وإنما يركز على الدفاع عن المصالح المشروعة والمعقولة للشغيلة المغربية أولا وأخيرا.
بعد ذلك انقسم المشاركون إلى ثلاث ورشات أولها لتدارس موضوع الحركات الانتقالية بتأطير من السيد ابراهيم بورمانة والثانية للشؤون النقابية بتأطير من السيد المصطفى مرشيد والثالثة للمذكرة المطلبية من تأطير عبد الكريم وطيح، حيث تم الاتفاق على طريقة العمل وتحديد أهداف كل ورشة سلفا.
بالنسبة للورشة الأولى، فقد انصبت حول موضوع الحركات الانتقالية من خلال رصد الاختلالات الواضحة بعد قراءة المذكرة الإطار بشكل عملي ومستفيض، وتسطير اقتراحات وتوصيات معقولة ومنصفة لكل الفئات بهدف تحديد التصور الملائم والعملي لتوظيفه بناء على التوصيات المحددة، حيث أخذ نقطة الامتياز للالتحاق بالزوج والزوجة حصة الأسد من النقاش.
فيما يخص الورشة الثانية، فقد اهتمت بإبراز أهمية "الشؤون النقابية" داخل أي عمل نقابي والوقوف على حجم الصعوبات والإكراهات التي تواجه لجنة الشؤون النقابية واقتراح حلول وبدائل من أجل تطوير أداء هذه اللجنة وتنظيمها وتأهيلها، مع تحديد ملمح ومواصفات مسؤول الشؤون النقابية ومعرفة مجال اشتغال.
أما الورشة الثالثة، فقد حاول المشاركون من خلالها تدارس خمسة أبواب رئيسية وهي التشخيص والاستقراء على شكل ديباجة، الولوج والهيكلة لموظفي وزارة التربية الوطنية، مطلب إعادة النظر في الهيكلة العامة لبعض موظفي وإداريي الوزارة وفق مقتضيات النظام الأساسي الجديد، الحريات والخدمات الاجتماعية والحياة المدرسية، مطالب فورية أخرى وقضايا مصاحبة، مع فتح نقاش حول قضايا مختلفة من بينها مطالب حملة الشواهد والحركات الانتقالية ومطالب مختلف الهيئات التعليمية وكذا البرنامج الاستعجالي.
بعد تنظيم حفل غذاء على شرف الحاضرين، عرف اليوم الدراسي عقد جلسة ختامية عمل خلالها المقررون على قراءة التوصيات التي خلصت إليها أشغال الورشات الثلاث بمختلف اهتماماتها، كما نوقشت بشكل مستفيض من طرف المشاركين خصوصا فيما يتعلق بتوصيات الحركات الانتقالية التي عرفت شدا وجذبا بين الحاضرين، مما أسفر عن تفويض المكتب الإقليمي صلاحية تدقيق صياغة التوصيات وتنقيحها قبل المصادقة عليها وإخراجها إلى حيز الوجود ورفعها إلى المكتب الجهوي والوطني مستقبلا.
كما عمل السيد رضوان الحسني على قراءة بيان تضامني مع السيد المقرئ الإدريسي أبو زيد، وديباجة البيان الختامي لليوم الدراسي في أفق انتهاء المكتب الإقليمي من تدقيق التوصيات السابقة.