بصوت واحد، بحضور موحد، بشعار واحد، عاشت مدينة الزمامرة يوما فريدا يحيي فيه المغرب من شماله إلى جنوبه و من شرقه إلى غربه، و حتى المهاجرين خارج الوطن ذكرى غالية على جميع المغاربة. ذكرى المسيرة الخضراء، وجه فيها جلالة الملك محمد السادس خطابا إلى الشعب المغربي ذكر فيه بما يحاك ضد وحدتنا الترابية من فتن و خلق بلبلة على خط الوحدة الترابية و أن وحدتنا الترابية ماضية في طريق الترسيخ عن طريق الحكم الذاتي الموسع الذي توافق عليه الأممالمتحدة، و بلورة نموذج تنموي متكامل و تأسيس سياسة مندمجة لنمودج متعدد الأبعاد يتجه نحو مستقبل مشرق معتمدا على أبنائه البررة بمختلف مكوناته شيبا و شبابا ، رجالا و نساء و أطفالا.
و باعتبار المغرب في عمقه الصحراوي امتدادا لانفتاحه على الجنوب الإفريقي فإنه يسعى دائما لإيجاد حلول عملية لمشكل الهجرة إلى الشمال و جعل المغرب طريق عبور أو محط استقرار للمهاجرين الأفارقة عمل على تكليف قطاع وزاري بهذه القضية و إشراك دول الجنوب في التنمية الشاملة نحو تحقيق استقرار يخدم تمنية هذه الدول التي تشترك مع المغرب في الرؤيا و المصير.
خطاب قوي التحم بنوستالجيا السادس من نونبر ذكرى المسيرة الخضراء، المسيرة السلمية التي شارك فيها 350 ألف مواطن و مواطنة اختارها الملك الراحل الحسن الثاني لانها تعادل عدد الولادات بالمغرب في تلك الفترة من سنة 1974، لم يكن الاختيار صعبا على الملك لإقناع الشعب المغربي بإشراكهم في استرجاع الأقاليم الصحراوية المغربية من يد المستعمر الاسباني السبب بسيط هو العلاقة الوطيدة بين العرش و الشعب.
كان التوقيت موحدا لحضور حماة الوطن من سلطة محلية و أعضاء المجلس الحضري و الأمن الوطني، و الوقاية المدنية، و ممثل المجلس العلمي، و فعاليات المجتمع المدني شعارهم واحد الله – الوطن – الملك: "بمنزلة رفيعة مسيرة امة و شعب بولاده و بنات شعارها سلم و حب و الغادي سعداته".
سعد حضور الاحتفال بيوم المسيرة الذين نفذوا برنامجه المسطرة بمشاركة جمعية أجيال، جمعية الأعمال الاجتماعية لمستخدمي الاستثمار الفلاحي، جمعية النهضة للكرة الحديدية، جمعية الفنون الحربية نهضة الزمامرة، جمعية البشرى لداء السرطان و مشاركون آخرون أثثوا المشهد الاحتفالي من جمهور و متتبعين، من خلال الدوري المصغر في كرة القدم، و الدوري في الكرة الحديدية و لوحات فنية في الكراطي من تاطير الأستاذ محمد واوا، لينتهي بتقديم هدايا و كؤوس على المتفوقين في الدوري و ذلك تحت إشراف لجنة منظمة سهرت على التنسيق و التنظيم تشكلت من السادة: عبد القادر بوقنطار، نبيل شكدان، امين لحرش، مصطفى منصور، حميد عمران، محمد الفردوسي، احمد ازنود و مريم زعاق، و وعدت اللجنة بخلق المزيد من التظاهرات في احسن تنظيم و اكثر مسؤولية.
ليس هذا كل شيء لقد انتهى الخطاب بتحية العرش و تكريم اكبر مشارك و مشاركة في المسيرة الخضراء و كانت الهدية من نصيب الحاج بوعزة زياد و الحاجة السعدية السلموني، مع تسليم مصاحف لحفظة دار القرءان العتيقة لثلاث شباب من تاطير ممثل المجلس العلمي محمد الايمي، و كان ختامها مسكا و هو تقديم لوحة تذكارية من إبداع الشابة اليافعة خديجة سلوان و التي تعاني من الصمم و البكم و بهذه المناسبة الغالية أصرت أن تشارك الحضور و المغاربة جميعا فرحتهم برسم هذه اللوحة التي تعبر عن مسيرة الإبداع برفع مصحف القرءان في اليد اليمنى و أخد راية المغرب في اليد اليسرى من طرف المشاركين في المسيرة لقد صفق لها الحضور في قاعة الاجتماعات ببلدية الزمامرة و كانت مسيرة في القلب تحمل أواصر الالتحام بين جيل المسيرة و عنفوان شباب الإبداع بسيرورة الدفاع عن آخر حبة رمل من صحرائنا.