أودعت السلطات الأمنية والصحية، ظهر اليوم الثلاثاء، جثتي شابين في مقتبل العمر، في مستودع حفظ الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، بعد أن أردتهما شاحنة مجنونة أشلاء متناثرة، على مقربة من مدارة فرنسا. وعلمت "الجديدة24" من مصدر مسؤول لدى مصلحة حوادث السير بأمن الجديدة(SAC)، أن سائق شاحنة من نوع "بيرليي" (هيبية)، محملة ببقرتين وحصان، كانت قادمة لتوها من السوق القروي الأسبوعي "ثلاث سيدي بنور" (67 كيلومترا جنوب عاصمة دكالة)، فقد السيطرة على القيادة بسبب عطل طارئ في الفرامل، عند مدارة فرنسا، قدوما إليها عبر الطريق المؤدية إلى الحي الصناعي، الكائن عند المدخل الجنوبي للجديدة.
وقد حاول سائق الشاحنة أن يحد من السرعة، غير أن ذلك لم يتأت له، جراء تعطيل الفرامل، وكذا، كونه كان نازلا من مرتفع (عقبة). فما كان منه، في محاولة يائسة، إلا أن عرج يمينا في اتجاه شارع المسيرة الخضراء. وصعدت الشاحنة المجنونة إلى الرصيف المحاذي لمحطة للبنزين، حيث دهست شابا، كان يهم بقطع الطريق، وأردته أشلاء متأثرة. كما أقلعت غطاءات بلاستيكية "باشات"، من على واجهات محلات تجارية، محلبة ومصلح الدراجات ... قبل أن تدهس بائعا متجولا للسردين، فأردته بدوره أشلاء متناثرة. ولم تتوقف رحلة الشاحنة المجنونة إلا بعد أن أقلعت من الرصيف، علامتين للتشوير الطرقي، وتصطدم في طريقها بما يناهز 10 دراجة نارية وهوائية، كانت مستوقفة أمام "السيكليس". ولولا هذه الحواجز، لكانت حصلت مجزرة وكارثة بشرية بجميع المقاييس، سيما أن الشاحنة التي تعطلت فراملها، كانت تقصد بسرعة فائقة مقهى شعبيا على الرصيف، واجهته الأمامية (لاتيراس)، مكتظة بالزبائن. كما أن الحادثة الكارثية التي وقعت فصولها الدموية، على الساعة الثانية من ظهر اليوم الثلاثاء، لم تتزامن مع الدخول المدرسي.
ومن عجائب وغرائب الصدف أن هذه الحادثة المأساوية، وقعت على بعد بضعة أمتار من نصب تذكاري، يمجد "جوهرة الحياة" ... "ولأن الحياة لا تقدر بثمن"، الشعار الذي حمله، هذه السنة، المهرجان الدولي "جوهرة"، المنظم في دورته الثالثة، بشراكة مع اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير.