تؤكد العديد من المصادر والمعلومات المتطابقة، أن أغلب الاعتداءات والجرائم التي تحصل بشكل يومي، تكون تحت تأثير الإدمان على تناول الكحول و"القرقوبي" ومختلف أنواع المخدرات خاصة من طرف المدمنين على هذه الممنوعات. وكان وزير الداخلية المغربي قد أكد هذه المعلومات عندما صرح في شهر يونيو الماضي في قبة البرلمان أن المجتمع المغربي يتضمن بالفعل أمراضا أمنية، أعاد جزءا منها الى تعاطي المخدرات، غير أن رجال الأمن يتصدون لها حيث وضع المغرب في اخر تصنيف دولي في المرتبة 57 من ضمن 162 بلدا في سلم الأمن في المجتمع، وقال ان هذا التصنيف يؤشر على أن الوضع الأمني في البلاد ‘ليس بالمهول ولا بالمُقلق..
وأعاد وزير الداخلية المغربي حدوث نسبة كبيرة من الجرائم المرتكبة داخل المجتمع المغربي إلى تعاطي حبوب الهلوسة "القرقوبي"، قائلا إن 80 في المائة من الجرائم مردها إلى تناول هذه الأقراص المخدرة، مشيرا إلى ضبط أكثر من 859 شخصا يُروجون، ويستهلكون هذا الصنف من المخدرات خلال الاشهر الخمسة الاولى من السنة الجارية.
مدينة الجديدة لم تشكل الاستثناء في هذا الامر، فقد تدخلت المصالح الامنية في شخص المصلحة الاقليمية للشرطة القضائية، خلال هذه السنة في عمليات نوعية وغير مسبوقة، اسفرت عن توقيف العشرات من تجار المخدرات بمختلف مناطق الاقليم، تمكنت على اثرها من حجز كميات كبيرة من المخدرات والحبوب المهلوسة في الفترة الممتدة من شهر يناير من السنة الجارية وحتى شهر شتنبر الجاري. وعلمت "الجديدة 24" من مصدر أمني رفيع أن مجموع التدخلات الامنية التي قامت بها عناصر الشرطة القضائية بالجديدة، خلال الثمانية أشهر الماضية في اطار الحرب على تجار المخدرات، انتهت بتوقيف أكثر من 100 مروج للمخدرات في حالة التلبس، اذ تم حجز أكثر من 95 كلغ من المخدرات، تمثلت في 30 كيلوغرام من الشيرا وأكثر من 75 كلغ من القنب الهندي (الكيف)، كما سجلت المصالح الامنية حجز أكثر من 4000 حبة قرقوبي من نوع "ريفوتريل" والتي يتم تهريبها من شمال المملكة.
وحول أهم المناطق التي استهدفتها المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، علمت مصادر "الجديدة 24" أن المناطق المجاورة لمدينة ازمور كغابة سيدي وعدود وبعد الدواوير المنتمية الى جماعة سيدي علي بنحمدوش كانت أهم المناطق التي عرفت محجوزات كبيرة للممنوعات، هذا بالإضافة الى المناطق المحيطة بالحي الصناعي بالجديدة، و دوار "بير الشويرف" بطريق "المصور راسو" ، والتي تعتبر بالمناسبة من أهم المناطق الرئيسية التي تزود الاقليم بالمخدرات.
وكان موقع "الجديدة 24" سباقا الى نشر العديد من التدخلات الناجعة التي اقدمت عليها عناصر الشرطة القضائية، خاصة العملية الهوليودية التي أطاحت بالمدعو " ولد الفروج " أحد أكبر الأسماء المطلوبة، على خلفية تزويد السوق الإقليمية بالمواد المخدرة، شيرا و أقراص مهلوسة.
وجاءت هذه العملية الاكبر في تاريخ الامن الاقليمي بالجديدة، والتي كانت جماعة سيدي علي بنحمدوش، مسرحا لها ، على بعد أيام فقط من إسقاط "العزورة" وهو أيضا من كبار تجار المخدرات بالمنطقة وواحدا من مزوديها الرئيسيين.
وقد تمكنت عناصر الشرطة القضائية، في هذه العملية التي اوقفت فيها "ولد الفروج " بضاحية أزمور بعد ترصد محكم لاكثر من 6 ساعات متتالية، قبل أن تتمكن من اعتقاله وبحوزته 15 كلغ من مخدر الشيرا و 1900 قرص مهلوس ، قرقوبي ، كانت معدة للترويج في مدينة أزمور و مدينة الجديدة و المناطق المجاورة لهما..
وجاءت هذه التدخلات الغير مسبوقة في تاريخ الامن الاقليمي بالجديدة، في اطار إستراتيجية تقوم أساسا على عنصري الوقاية والزجر، حيث لا يمكن التواجد الأمني في كل مكان وحين، غير أن هناك حضورا استباقيا لمحاربة الجريمة، حيث ان مختلف أجهزة الأمن تستخدم عدة وسائل ذاتية في المراقبة والترصد والتتبع من أجل حل الجرائم، كما يتم استعمال العديد من الآليات من أجل الحضور في الشوارع وهوامش المدن، بهدف محاربة الإحساس بعدم الأمن، من قبيل استعمال الدراجات وغيرها. رغم الإمكانيات المحدودة التي تتوفر عليها المصالح الأمنية بالجديدة.
ويعزو المراقبون للشأن العام المحلي هذه التدخلات الأمنية الناجعة، الى التغييرات الكبيرة التي شهدتها التركيبة البشرية والقيادية للامن القليمي بالجديدة، بتعيين السيد نورالدين السنوني كرئيس جديد على الامن الاقليمي قبل حوالي سنة، هذا الاخير الذي قام بدوره باحداث تغييرات شاملة في أهم المناصب الامنية بمختلف المصالح التابعة للامن الاقليمي ، بتواجد عمداء شباب تم تعيينهم لاول مرة على رأس هذه المصالح خاصة المصلحة الاقليمية للشرطة القضائية.
رئيس الامن الاقليمي بالجديدة رفقة رئيس مصلحة الشرطة القضائية