× أعترف بأنني أخطأت التقدير بشأن بعض المنتدبين × أتمنى أن يستخلص المسؤولون الدروس من أخطاء الموسم الماضي × عدت إلى الجديدة نزولا عند رغبة عدد من الفعاليات المحلية
حوار : أحمد منير
عاش الدفاع الحسني الجديدي خلال البطولة الوطنية الاحترافية المنصرمة حالة استعصاء رقمية غريبة وأزمة نتائج طال أمدها لعدة دورات وكادت أن ترسل الفريق نحو دهاليز القسم الثاني ، قبل أن يكثف مسؤولوه في الدورات الأخيرة والحاسمة من مجهوداتهم ويكفروا عن خطئهم الشهير ، وذلك بالاستنجاد بالربان الجديد/ القديم محمد جواد الميلاني لإنقاذ سفينة النادي من الغرق ، لمعرفته التامة بخبايا وأسرار البيت الدكالي ، حيث قبل الرجل العودة إلى الجديدة ولسان حاله يقول : "عفا الله عما سلف " ، ولم يكن "با جواد " بحاجة إلى متسع من الوقت لترويض اللاعبين والوقوف على مؤهلاتهم كما يفعل كثير من المدربين ، حيث عمد إلى ترتيب أوراق فريق يحفظه عن ظهر قلب على نحو جيد وشرع في البحث عن الحلول الاستعجالية التي تمكن قطار الدفاع من العودة إلى سكته الصحيحة ، وبالفعل نجح الإطار التقني الوطني الميلاني في كسب الرهان الذي جاء من أجله ، وهو تأمين مكانة فرسان دكالة في "البطولة برو"، وذلك قبل دورتين من نهاية الموسم ، مما حوله إلى سوبرمان في أعين الجديديين ، خاصة وأن هذه ثاني مرة ينقذ فيها الدفاع من السقوط إلى القسم الموالي . في هذا الحوار يعيد المدرب جواد الميلاني تركيب فصول حكايته العجيبة مع الجديدة التي قاد فريقها المحلي مرتين في موسم واحد مر خلاله الدفاع من ثلاث محطات لا تخلو من مسالك وعرة ، أنهاها بدون خسائر جسيمة وضمن مكانته مع الناجين منمقصلة النزول .
كيف كان شعورك وأنت تقود الدفاع الجديدي لثاني مرة في الثلاث سنوات الأخيرة نحو الإنعتاق من مخالب النزول إلى القسم الثاني ؟
-الميلاني: بطبيعة الحال ، وكواحد من أفراد أسرة الدفاع الجديدي ، أنا سعيد جدا لأن الفريق حافظ على مكانه الطبيعي داخل البطولة الوطنية الاحترافية ، وقد تحقق هذا الرهان أولا بتوفيق من الله وكذا بفضل مجهود جماعي للعديد من الأطراف التي تعبأت في المباريات الأخيرة من أجل إخراج الدفاع من وضعيته المتأزمة ، وأخص بالذكر المسيرين ، اللاعبين ، المدعمين ، الجمهور والصحافة المحلية أيضا التي بدورها ساهمت بشكل إيجابي في إنقاذ فريق المدينة الأول من النزول ، وأتمنى من الجميع ، وخاصة المسؤولين أن يستخلصوا الدروس والعبر من هاته التجربة المريرة التي عاشها النادي في الموسم الأخير، لتفادي السقوط في نفس الأخطاء الفادحة مستقبلا ، لأنه بكل صراحة الدفاع مكانته الطبيعية بين الأقوياء، قياسا بالإمكانيات البشرية والمادية الهائلة التي يتوفر عليها حاليا .
تزامنت عودتك إلى الجديدة بعودة النتائج إلى الإيجابية التي خاصمت الفريق المحلي لدورات ، ما هي الخلطة السحرية التي قدمتها للدفاع لإعادته إلى السكة الصحيحة؟
-الميلاني: أولا ، وترسيخا لثقافة الاعتراف التي ينبغي أن توحدنا كمدربين ، لا تفوتني الفرصة لأنوه بالعمل الكبير الذي قام به زميلي المدرب حسن مومن خلال الفترة التي تولى فيها تدريب الفريق ، رغم أن النتائج لم تسعفه للأسف الشديد ، وهذه هي سنة كرة القدم ، عندما عدت إلى الجديدة لا أخفيكم سرا بأنني وجدت لاعبين بمعنويات تحت الصفر ، لأن تراكم الهزائم والكبوات ترتب عنه عياء ذهني وإحباط نفسي لدى العناصر الجديدية التي فقدت الثقة في النفس وفي إمكانياتها التقنية أيضا ، بل أدمن الهزائم ، وكانت تنتظر على أحر من الجمر حدوث "ديكليك" داخل الفريق يخلصها من نحس النتائج السلبية ، وبحكم معرفتي التامة بجميع اللاعبين ، لم أحدث تغييرا كبيرا في التركيبة البشرية التي حافظت على ثوابتها الأساسية ، لكن قمت ببعض التعديلات التكتيكية لإعادة التوازن والفعالية للفريق ، كما ركزت بالأساس أثناء التداريب على الجانب النفسي وحرصت على الاقتراب أكثر من مشاكل اللاعبين ، وطلبت منهم نسيان الماضي بكل ترسباته السلبية والنظر بعين التفاؤل إلى المستقبل ، والحمد لله كان هناك تجاوب ، وأبلى اللاعبون البلاء الحسن في المباريات الأخيرة من "البطولة برو" وحققوا نتائج طيبة مكنت الفريق من كسب رهان البقاء الذي أعود وأكرر تأتى بتوفيق من الله وكان ثمرة مجهود جماعي لكل مكونات أسرة الدفاع ، في مقدمتهم طبعا اللاعبين الذين بالمناسبة أشكرهم على تضحياتهم الجسام وعلى ما أظهروه من روح قتالية عالية تنم عن حبهم وإخلاصهم للقميص الدكالي .
نعلم جيدا الظروف التي حتمت عليك مغادرة الفريق في منتصف البطولة المنصرمة والتي استنكرها الجميع ، كيف قبلت العودة من جديد إلى الجديدة ؟
-الميلاني : الكل يعلم الظروف النفسية العصيبة التي كنت مررت بها أثناء قيادتي للدفاع الجديدي خلال مرحلة الذهاب من بطولة الموسم الماضي ، حيث قادت قلة قليلة لا تمثل الجمهور الدكالي الحقيقي حملة ممنهجة ضدي لعدة دورات ، رغم أن نتائج الفريق آنذاك لم تكن سيئة ، واضطررت إلى الانسحاب في صمت ، غير أن المكتب المسير واللاعبين تشبثوا بي ، وعدلت عن قرار الاستقالة ، ورغم ذلك لم تتوقف هاته الاحتجاجات غير المبررة ، ومن ثمة نفذ صبري وشعرت أنني مستهدف ، خاصة بعد محاولة ثلاثة أشخاص لم يكونوا في كامل وعيهم الاعتداء علي أثناء المباراة في كرسي الاحتياط بملعب قصبة تادلة أمام رجاء بني ملال ، وبكل صراحة هذا المشهد المؤسف لم أستسغه شخصيا وأثار أيضا استياء أفراد عائلتي ، لذلك وجدت نفسي مضطرا لزيارة الطبيب الذي منحني رخصة مدتها 15 يوما لإستعادة توازني النفسي ، ولأن الفريق كان مقبلا على مباراة قوية في الجولة الأخيرة ذهاب ضد الرجاء البيضاوي ، كان من الضروري على المسؤولين البحث عن بديل آخر ، بعدما تبين لهم أنني لم أعد أرغب في الاستمرار مع الدفاع ، وتوصلنا في الأخير إلى قرار الانفصال بالتراضي ، كما تنازلت عن شكاياتي التي كنت رفعتها لدى وكيل الملك بالجديدة ضد بعض المشاغبين الذي حاولوا الاعتداء علي جسديا ، وبعد مغادرتي للدفاع قررت الخلود للراحة على الأقل إلى نهاية الموسم ، وألم أكن أرغب في التعاقد مع أي فريق ، بالرغم من توصلي بأربعة عروض من أندية وطنية محترمة ، لكن أمام إلحاح عدد كبير من الفعاليات الدكالية الذين طلبوا مني العودة لمد يد المساعدة للنادي الذي كان وقتئذ يجتاز أزمة نتائج ومهددا بالنزول، أبرمت عقدا جديدا مع الدفاع لمدة شهرين ، وتحملت هاته المسؤولية الجسيمة وفي ظرف حساس ، لأنه مهما حصل لم أتنكر يوما للجديدة التي نسجت بها علاقات طيبة مع عدد كبير من أبنائها الذين أعتز بصداقتهم وأكن لهم كل التقدير والاحترام .
تحملت المسؤولية في ظرف صعب وحساس ، ألم ينتابك هاجس الخوف من الإخفاق في المهمة الانتحارية التي جئت من أجلها إلى الجديدة في الموسم الأخير ، بمعنى آخر ألم تخاطر باسمك ومستقبلك المهني ؟
-الميلاني: بكل صدق ، حينما قبلت العودة إلى الجديدة لم أتخوف على مستقبلي ، بقدر ما كنت متخوفا على مصير النادي ، وهذا التخوف كان نابعا من إحساسي بالمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقي ، لأنه لو نزل الفريق الجديدي -لا قدر الله- إلى القسم الثاني لن يستسغه الجديديون بسهولة ، بل سيكون الأمر أقرب إلى كارثة ، كما أنني تحملت المسؤولية في ظروف صعبة ومختلفة عن تلك التي عشتها في موسم 2011 ، حيث كانت تنتظر الدفاع أربع مباريات حارقة ، اثنتان ضد فريقين في وضع حرج وهما الكاك والواف ، ولقاء ثالث أمام الرجاء الذي كان ينافس عن اللقب ، لكن ما بدد مخاوفي وجعلني أنظر بعين التفاؤل إلى المستقبل ، هو أن التركيبة البشرية للدفاع الجديدي لم تشهد تغييرا كبيرا ، ومن ثمة وجدت نفس اللاعبين تقريبا الذين كنت أعتمد عليهم في السابق مازالوا يقودون النادي ، وهو معطى سهل كثيرا من مهمتي التقنية داخل الدفاع .
ولماذا اشترطت على المسؤولين الجديديين توقيع عقد محدد في الزمان والمكان ، أي لأربع مباريات فقط ؟
-الميلاني: بعدما قبلت العودة لخوض تجربة جديدة مع الجديدة ، نزولا عند رغبة العديد من الفعاليات المحلية ، وفي أول لقاء لي مع أعضاء المكتب المسير للنادي ، اتفقنا على أن أتسلم المهمة بصفة مؤقتة من خلال توقيع عقد محدد في الزمان والمكان ، وهي إشارة واضحة مني ومن المسؤولين إلى أن الهدف الأول والأخير الذي كنا نصبو إليه جميعا هو إنقاذ الفريق الدكالي من النزول ، وأجلنا الحديث عن المستقبل إلى ما بعد نهاية العقد الحالي الذي مازال ساري المفعول إلى متم يونيو الجاري.
كيف كان إحساسك وأنت تتابع عن بعد الكبوات المتتالية لفريق الدفاع الجديدي التي تجرعها هذا الأخير رفقة المدرب السابق حسن مومن ؟
-الميلاني : لا أخفيكم سرا ، بأنني كنت أتابع مباريات الدفاع الجديدي بكل جوارحي ، وتحت ضغط نفسي رهيب كما لو أنني مازلت أدبر الأمور التقنية للنادي من دكة الاحتياط ، بل أكثر من ذلك كان أفراد أسرتي بدورهم يتقاسمون الحزن مع الجمهور الدكالي ، وتظهر عليهم علامات القلق خلال الفترة العصيبة التي مر منها الدفاع داخل البطولة برو ، وهذا أمر طبيعي لأن الفريق ارتبطت به لفترة طويلة روحيا وجسديا ، وعشت معه لحظات جميلة لا تنسى ، كما تربطني بمكوناته علاقة صداقة متينة .
هل صحيح أن بعض اللاعبين الجديديين استنجدوا بك لإنقاذ الفريق من السقوط إلى القسم الثاني ولبيت طلبهم في ما يشبه رد الجميل ؟
-الميلاني: أولا ، لا بد من الإشارة إلى أنني عند مغادرتي للدفاع ، حرصت على مشاهدة جميع مباريات البطولة على شاشة التلفاز فقط ، وقررت عدم الذهاب إلى الملاعب الوطنية ، حتى لا أتهم بالتشويش على أحد من زملائي المدربين ، مع أن أخلاقي ومبادئي لا تسمحان لي بذلك ، أما بخصوص اللاعبين الجديديين فكنت أرفض مها تفتهم للاستفسار عن أحوالهم تفاديا للقيل والقال والشبهات التي قد يركب عليها البعض .. ، لكن مباشرة بعد ارتباطي مجددا بالفريق وفي أول حصة تدريبية ، أكدت للاعبين أنه إلى جانب إلحاح المسؤولين المحليين ، عدت من أجلهم لأنني كنت دائما أعتبرهم بمثابة أبنائي ، ولم أنس موقفهم الجميل عندما تشبثوا بي ورفضوا استقالتي .
على عكس الموسم ما قبل الماضي ، عمدت إلى انتداب لاعبين لم يقدموا الإضافة المرجوة للدفاع ، بل أكثر من ذلك أحرجوك مع الجماهير الدكالية ،هل فعلا أساءت التقدير والاختيار بخصوص بعض المنتدبين ؟
-الميلاني : لا يوجد ناد في العالم قام بانتدابات كلها ناجحة ، لأن اللاعب يتم استقطابه بناء على أدائه المتميز رفقة فريقه في آخر موسم ، والأسماء التي وافقت على انتدابها في الميركاتو الصيفي كانت متألقة مع فرقها الأصلية ، لكن أعترف بأن هناك بعض العناصر الجديدة التي كنت أراهن عليها كيرا لصنع الفارق فاجأتني بضعف مستواها في كثير من المباريات إن لم أقل خذلتني ، وأخرى كانت بحاجة إلى وقت كاف للاستئناس بأجواء النادي ، وهذه هي سنة كرة القدم ، مثلما نحن معشر المدربين نصيب في كثير من اختياراتنا البشرية والتكتيكية قد نخطئ أحيانا ، وجل من لا يخطئ .
يعاتبك بعض أنصار الدفاع الجديدي على عدم منحك الفرصة للعناصر المحلية الشابة ، وميلك إلى اللاعب الجاهز ،إضافة إلى تفريطك في عدد كبير من أبناء الفريق المميزين ، ما ردك حول هذه الاتهامات ؟
-الميلاني: أبدا ، ما تبث يوما أنني أقصيت لاعبا محليا متميزا ، فمنذ مجيئي إلى الجديدة منحت الفرصة لعدد من اللاعبين الشبان الموهوبين الذين أقحمت البعض منهم في منافسات كأس الاتحاد الإفريقي، كالنهيري وأسرموح ..، وفي الموسم الماضي ألحقت ضمن لائحة الفريق الأول لاعبا من فئة الأمل ألا وهو إبراهيم البحاث ، وانتدبت المهاجم زهير الرابحي الذي كان معارا للرجاء الجديدي ، وكنت أنوي إقحامه تدريجيا ضمن الكبار ، لكن إصابته على مستوى القلب أبعدته من اللائحة الرسمية ، إضافة إلى أسماء محلية أخرى ... ، أما فيما يخص اللاعبين الذين غادروا الفريق في الموسمين الأخيرين ، شخصيا لم أجبرهم على الرحيل ، فالضيفي مثلا هو من ألح على المكتب تسليمه أوراقه وطلب مني ألا أقف في طريقه لأنه شعر بالاختناق بالجديدة ، بالنسبة لحمال والدمياني فالكل يعرف الظروف التي دفعت إدارة النادي إلى فسخ عقديهما ولم تكن لدي يد في هذا القرار ، ووحده أسامة مزكوري الذي نصحته بتغيير الأجواء ولو على سبيل الإعارة ، لأنه كان يفتقد إلى التنافسية والجاهزية ، ووجد صعوبة كبيرة في الحصول على رسميته مع عدد من المدربين لتوفر النادي على لاعبين متمرسين أثبتوا كفاءتهم في نفس المركز الذي يشغله ، والأمثلة كثيرة ومتعددة في هذا الباب ...، ليعلم مروجي مثل هذا الكلام أنني طيلة مشواري المهني رفقة عدد كبير من الأندية التي جاورتها لم أتعامل بمنطق الكيل بمكيالين مع أبناء الفريق، كما يفعل البعض ، بل كنت أراهن عليهم دائما للعب دور القيادة وتأطير الشبان لكي يحملوا المشعل من بعدهم .
ماذا عن مستقبلك مع الدفاع الجديدي ؟
-الميلاني:((ضاحكا)) ، مستقبلي مع الدفاع بيد الله ، لقد أنجزت مهمتي ولله الحمد على أكمل وجه ، بالرغم من الظروف الصعبة التي تسلمت فيها الفريق ، وهنأني الرئيس والأعضاء على العمل الكبير الذي قمت به في زمن قياسي ، عقدي مازال ساري المفعول إلى غاية نهاية شهر يونيو الجاري ، وقد علمت من طرف أحد الأعضاء أن هناك نية من المسؤولين لتثبيتي على رأس الإدارة التقنية للنادي لإيمانهم بكفاءتي ورغبة منهم في بلورة مشروع جديد يروم الارتقاء بالدفاع الجديدي إلى مستويات أفضل مستقبلا ، لكن بكل صدق ولحد الساعة لم أناقش مع أعضاء المكتب المسير حيثيات العقد الجديد ولم أتلق عرضا رسميا من إدارة النادي ، ربما لأن المسؤولين منشغلون بالتحضير للجمع العام السنوي للفريق ، أنتظر القرار النهائي للمكتب ، لكي أحدد مستقبلي ، علما أنني توصلت بعروض من أندية وطنية محترمة ، وستكون الأولوية للدفاع ، بحكم أنني مازلت مرتبطا معه ، وكذلك لأن الجديدة لها مكانة خاصة في قلبي.
في حال توصلك إلى اتفاق رسمي مع مسؤولي الدفاع الجديدي بماذا تعد الجمهور الدكالي الموسم القادم ؟
-الميلاني: من الصعب جدا الإجابة عن هذا السؤال حاليا ، لأن مستقبلي مع الجديدة مازال غامضا ، ومن ثمة لا يمكن لي أن أبيع الوهم لجمهور أكن له كل التقدير والاحترام ، أنتظر القرار النهائي للمكتب المسير ، وفي حال توصلنا إلى اتفاق سنحدد عقدة الأهداف انطلاقا من الإمكانيات المادية والبشرية المرصودة للنادي ، وعلى ضوء ذلك سأكشف للجمهور الدكالي عن برنامج عملي ورهاناتي القادمة مع الفريق .
بورتريه الميلاني...مدرب في ثوب مربي
شكل الإطار التقني الوطني محمد جواد الميلاني مروض فرسان دكالة الاستثناء وأحد الظواهر الكبرى لمنافسات البطولة الوطنية الاحترافية المنصرمة ، لأنه يعد المدرب الوحيد الذي قاد فريقا واحدا عبر مرحلتين في موسم واحد ، وثانيا لكونه أنقذ الدفاع الحسني الجديدي من السقوط إلى القسم الثاني مرتين في ظرف ثلاث سنوات قضاها على رأس الإدارة التقنية للأخضر الدكالي الذي كان قد انفصل عنه الميلاني مكرها تحت إرغامات الواقع المتعددة وضغط الشارع والمدرجات على بعد دورة من نهاية مرحلة الذهاب تاركا الفريق في وضع آمن ، غير أنه في الشطر الثاني من البطولة ساءت أحوال الدفاع ونتائجه بشكل كبير رفقة الربان حسن مومن الذي فشل فشلا ذريعا في مهمته التقنية ، قبل أن يقيله المسؤولون رفقة طاقمه المساعد ، خوفا على مستقبل فريق يمثل مدينة يتنفس سكانها هواء الدفاع الذي كان يسير وقتئذ نحو الهاوية ، ليتم الارتباط مجددا بالمدرب السابق جواد الميلاني العارف بخبايا ومسالك دكالة الوعرة ليشغل دور المنقذ ، وبالفعل تسلم "ميلانوفا" كما يحلو للاعبيه تسميته مفاتيح الإدارة التقنية للنادي وركب قطار المغامرة والتحدي ، حيث تمكن بخبرته وحنكته من إيصال الدفاع في مباراتين فقط إلى بر الأمان ، وتخليص الجديديين من الأوجاع ، ومن ثمة أدى الميلاني الأمانة على أكمل وجه . إنقاذ الميلاني للدفاع من النزول إلى القسم الموالي مرتين لا يعدو أن يكون صدفة ، ذلك أن الرجل خبر تضاريس البطولة وينفرد عن كثير من زملائه المدربين بالكثير من الخصائص ، فإلى جانب كفاءته المهنية التي لا أحد يناقشها ، يجيد أيضا التواصل البيداغوجي على نحو جيد ويعد مربيا بامتياز، بحكم اشتغاله لسنوات في قطاع التربية والتكوين . ومثلما أن لأبي عصام وصوفيا وصابرين نقاط قوته التي جعلته يرسم لنفسه مسارا متميزا في مجال التدريب ، فله أيضا عيوبه ، من بينها أنه يراعي أحيانا الوازع الأخلاقي والتربوي كمحدد أساسي في اختياراته البشرية ، ربما أنه يومن بالمقولة الشهيرة "الرياضة سلوك وتربية قبل أن تكون ممارسة "، وذلك على عكس كثير من الأطر التقنية الذين يضعون الجانب الفني المعيار الأول والأخير في انتقاء اللاعبين ، ثم تأتي التربية في المقام الثاني .