شهدت مدينة الجديدة يوم 25مايو2013 حدثا بيئيا قانونيا متميزا كان من تنظيم جمعية القلب الكبير للبيئة و التنمية المستدامة اختير له كعنوان الدستور الجديد و رهانات تفعيل القوانين البيئية بالمغرب تحت شعار بيئتنا مسؤوليتنا احتضنته ش ركة تستلي كسابقة في تاريخ الأنشطة البيئية بالمغرب و عرف اللقاء مشاركة و مساهمة مجموعة من رجال قانون واقتصاد و تعليم ودين وإعلام وصحافة وقيادات المجتمع المدني و السياسي المهتمين بالموضوع . و بعد افتتاح فعاليات الملتقى من طرف رئيسة الجمعية الأستاذة فاطمة تقي الدين انطلقت أشغال الفترة الأولى من هذا الملتقى المسير من قبل الدكتور محمد صغير النائب الثاني لرئيسة الجمعية الذي أعطى الكلمة للسيد خالد اليودري ممثل شركة نستلي والمكلف بمديرية البيئة و الوقاية و الجودة لتقديم نبذة عن الطرق و التدابير التي تعتمدها الشركة في المحافظة على البيئة ثم بدأت أشغال الملتقى بالمتدخل الأول السيد نور الدين برين ممثل وزارة الطاقة و المعادن و الماء و البيئة الذي تكلم عن مستجدات القوانين البيئية أما المداخلة الثانية فتطرق فيها السيد سعد أمام ممثل وزارة التجارة و الصناعة و الخدمات التدابير الوقائية التي يجب اتخاذها و اعتمادها لحماية البيئة بالمناطق الصناعية أما المداخلة الثالثة و الأخيرة في الفترة الأولى فكانت من إلقاء الدكتور محمد أشيبان محامي بهيئة الدارالبيضاء و المستشار القانوني لبرنامج الخيط الأبيض بالقناة الثانية و الذي تطرق بشكل مفصل لمختلف القوانين الزجرية في حماية البيئة وبعدها توجه الجميع لاستراحة في حفل شاي بهيج .
أما الفترة الثانية من فعاليات الملتقى فقد سيرها الأستاذ يوسف الوهابي المحامي بهيئة الجديدة ورئيس الجمعية المغربية للنقد القانوني و مدير مجلة الملف القانونية و كانت أولى المداخلات فيها الدكتور الطيب كوريبان عضو بالمجلس العلمي بالدارالبيضاء و منشط إذاعي لمجموعة من البرامج الدينية الذي أسهب في التذكير بسبقية الإسلام و حرصه على المحافظة على البيئة و حمايتها و اعتبر كل عمل في هذا الاتجاه ينال صاحبه الثواب و الأجر عند الله.أما المداخلة الثانية التي كانت حماسية من طرف الأستاذ محمد الخضراوي المستشار ورئيس قسم الدراسات و الأبحاث بمحكمة النقض، و تطرق فيها إلى دور محكمة النقض في تفعيل القوانين البيئية و عزز عرضه بالإشارة إلى مجموعة من القرارات الصادرة عن محكمة النقض في المجال البيئي .و آخر مداخلات هذه الفترة تناولها الأستاذ مصطفى الدحاني رئيس غرفة بمحكمة الاستئناف الإدارية بالرباط متطرقا لدور القاضي الإداري في تفعيل القوانين و حماية البيئة و بدوره أثرى مداخلته بالإشارة إلى مجموعة من الاجتهادات الصادرة عن مختلف المحاكم الإدارية بالمغرب و التي كانت فكرة أحكامها تدور على حماية البيئة بالقضاء .بعد نهاية العروض فتح المسير باب النقاش للحضور فتوالت الأسئلة و الاقتراحات التي أجاب عن معظمها المحاضرين كل في مجال عرضه ليتم بعد دلك إلى طرح التوصيات التي خرجت بها الندوة و كانت توصيات مهمة منها إصدار مدونة قانونية بيئية و تكوين ضابطة قضائية و قضاة و محامون مختصون في القوانين البيئية و إنشاء محاكم بيئية مختصة و إحداث مسالك للدراسات العليا في القوانين البيئية.
و بعد انتهاء أشغال الملتقى قامت الجمعية بتوزيع المفاتيح الالكترونية المهداة من طرف شركة أرمور تضم مجموعة من القوانين البيئية بالعربية و الفرنسية على كل الحاضرين ،و في الختام قام الجميع بزيارة تفقدية بيئية لأقدم محطة تصفية المياه العادمة بالحي الصناعي بالجديدة و الذي أنشأته شركة نستلي المغرب بالجديدة سنة 1990، ويرجع نجاح هذا الملتقى التمويل المادي والمعنوي لشركة نستلي المغرب وشركة أرمور وشركة سيتروين أريج بالجديدة والجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بعمالة الجديدة والجمعية الإقليمية للشؤون الاجتماعية بالجديدة.