دعا ناشطون في مجال البيئة إلى الحد من التدهور الذي يعرفه قطاع البيئة، وإلى فضح مخربي البيئة إعلاميا، وإلى تعبئة الجماهير للتصدي لهم ونشر الثقافة البيئية. كان ذلك خلال الملتقى الإعلامي الأول بمدينة تيزنيت، دورة يوم الأرض، الذي نظمه نادي الصحافة بدار الثقافة تحت شعار: "الإعلام شريك أساسي في قضايا البيئة والتنمية المستدامة" وشارك فيه ثلة من أندية الصحافة بمدن طاطا، أزيلال، ورزازات، مراكش، ونخبة من الأساتذة والباحثين والإعلاميين والناشطين الجمعويين. هذا وقد عرف الملتقى تنظيم ندوتين علميتين، الأولى حول: "وضعية المحيط البيئي بإقليمي تيزنيت وسيدي إفني- دراسات في الإشكالات والحلول" والثانية حول: "الإعلام البيئي ودوره في الحماية من مخاطر البيئة" والتي أشرف مجموعة من الدكاترة والباحثين في مجال البيئة على إلقائها. وألقى الدكتور مولاي الشريف الحروني، رئيس شعبة البيئة بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بآيت ملول، العرض الافتتاحي للملتقى حول موضوع "المكونات الفيزيائية للمنظومات البيئية"، وتطرق خلال هذا العرض لجميع النظريات التي تعتبر الإنسان محورا أساسيا في البيئة، مشيرا إلى أن جميع المكونات البيئة متداخل بعضها مع بعض، وأن تغيير أي عنصر منها يؤدي إلى حدوث تغييرات متفاوتة على البيئة. يذكر أن الجلسة الافتتاحية تميزت بحضور عامل الإقليم، والنائب البرلماني عن الدائرة وعدد من رؤساء المصالح الخارجية ومندوبي القطاعات الحكومية بالإقليم، ورؤساء المؤسسات العسكرية والأمنية، إضافة إلى عدد كبير من رجال الصحافة والإعلام بمختلف تراب الجهة (70 صحفيا ومراسلا صحفيا من مختلف المنابر الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمرئية والإلكترونية)، كما حضر العديد من المنتخبين وبعض رؤساء الجماعات بالإقليم، وعدد من المهتمين بقطاع البيئة بتيزنيت. وشهدت الندوة العلمية الأولى تقديم أربع مداخلات، الأولى ألقاها د. عبد الرحيم الشعيبي حول "وضعية المحيط البيئي بإقليمي تيزنيت وسيدي إفني، دراسات في الإشكالات والحلول"، والثانية حول "إعادة استعمال المياه العادمة، محطة المعالجة بتيزنيت نموذجا" للدكتور رضوان شكر الله. والثالثة حول موضوع "التأثيرات السلبية للمواد الكيماوية المستعملة في تعقيم التربة" ألقتها د. زهرة فرجي. أما المداخلة الرابعة فكانت حول موضوع: "دور شجرة أركان في حماية البيئة بإقليمي تيزنيت وسيدي إفني" للأستاذ خالد ألعيوض. وشملت الندوة العلمية الثانية بدورها أربع مداخلات، وهي "إعلام القرب ودوره في التعبئة لمشروع الميثاق الوطني" للدكتور: عمر عبدوه: الذي ألقاها نيابة عن "ذ. عبد الرحمان العدوي" مدير عام إذاعة "راديو بلوس". وتمحورت المداخلة الثانية حول "الوظيفية البيئية لوسائل الإعلام: أسس ومرتكزات" للكاتب الصحفي، إبراهيم بوغضن. وكان "دورالإعلام في دعم المجتمع المدني" محور المداخلة الثالثة التي ألقاها ذ. رشيد العيرج عن تنسيقية جمعيات المجتمع المدني بأيت ملول. أما المداخلة الرابعة فقدمت "قراءة في مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة على ضوء المواثيق الدولية" للأستاذ محمد أمكراز المحامي بهيئة أكادير والناشط الحقوقي. وقد تميز الملتقى بتكريم فعاليات إعلامية من الرواد الأوائل الذين طبعوا ساحة الإعلام بالمنطقة، إبان المرحلة الاستعمارية وما بعدها، وعلى رأسهم الحاج عبد الله مصدق الذي كان بائعا لجريدة العلم ومراسلا لها بتيزنيت خلال فترة الاستعمار، والحسن بوجنوي، كاتب صحفي بعدد من المنابر الإعلامية المعروفة. كما تم تكريم فعاليات إعلامية شابة من منابر مختلفة، كالصحافية خديجة الصادق (إذاعة إِمْ.إف.إِمْ. سوس)، وحسن أكنيضيف عن قسم الأخبار بالأمازيغية بإذاعة (كازا إفإم)، وكلثومة بكريمي، (إذاعة راديو بلوس)، حيث قدمت للمحتفى بهم هدايا، ووزعت عليهم شواهد تقديرية بالإضافة إلى باقة ورد كعربون محبة من نادي الصحافة بتيزنيت. وفي ختام هذا الملتقى، أصدر المشاركون عددا من التوصيات التي شددت على ضرورة تبسيط المضمون العلمي لقضايا البيئة، وتطوير قدرات الإعلاميين وضرورة تدريبهم للتعامل مع قضايا البيئة، وتشجيع التخصص في الإعلام البيئي، وإحداث تحفيزات مادية ومعنوية للمبادارت والاجتهادات في هذا الجانب، والتنسيق بين وسائل الإعلام لإحداث بنك معلومات حول القضايا البيئية. كما دعوا إلى انخراط القطاع الخاص في دعم جهود الإعلام والمجتمع المدني في التعاطي مع القضايا البيئية، وتفعيل دور القضاء في زجر المخالفين لدفتر التحملات الخاص بحماية البيئة خاصة في القطاع الخاص، وتعميق آليات التواصل والتكوين، وعقد شراكات مختلفة مع القطاعات العمومية المختلفة. وتطرق المشاركون أيضا إلى بعض المشاكل والقضايا التي يواجهها الجسم الصحفي، على المستويين المهني والاجتماعي، داعين إلى إيجاد حلول لها بتضافر جهود مختلف الفاعلين.