أدى سكان الجديدة صلاة العيد يومه الجمعة بمختلف مساجد المدينة بعدما حالت الأجواء الجوية دون اجتماعهم في المصلى الخاص بالمدينة وقد تطرق الأئمة في مختلف مساجد المدينة في خطبهم إلى فضل هذا اليوم. ففي خطبة صلاة العيد لمسجد الإمام علي، أم المصلين الدكتور احمد بن محمد العمراني حيث تطرق في خطبتي صلاة العيد إلى فضل هذا اليوم العظيم وكيف اجتمع للمسلمين عيدين عيد الأضحى وعيد الجمعة وحث الناس على عدم التهاون على أداء صلاة الجمعة طبقا لمذهب الإمام مالك واستشهد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون) وتطرق أيضا الى شرح الإيمان، الاسلام والاحسان. وقد حث الامام المصلين على وجوب الحفاظ على نظافة المدينة و جمالية المدينة.
اما الأستاذ عبد العزيز امام مسجد الأعظم (بل حمدونية) فقد حث المصلين على وجوب عدم ترك صلاة الجمعة واهمالها وتحدث أيضا على عدم نسيان الفقراء والاحسان إليهم نفس الأمر تطرق إليه امام بنتامي خطيب مسجد الحسن الثاني الذي حث المسلمين على تعظيم هذا اليوم مع الاحسان للفقراء و شروط الاضحية.
خطبة صلاة العيد لمسجد الإمام علي...
الدكتور احمد بن محمد العمراني
الله أكبر، الله أكبر ، الله أكبر... سبحان من عطاؤه ممنوح! ورزقه يغدو ويروح! وبابه مفتوح!. سبحان من شرف بقعةً على بقعة، وإنساناً على إنسان، وبلداً على بلد، وزمناً على زمن. الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد المقربين، أدى ما حمل من رسالة، وأدى ما كلف من أمانة، وجاهد وأطاع في الله بحق وزيادة، صلى الله عليه وعلى آله، ورضي عن صحابته ومن والاه . وبعد : أيها المؤمنون: نعيش هذا اليوم عيدين من أعظم أعياد المسلمين: أولهما يوم الجمعةالذي يعتبر سيد الأيام، قال فيه صلى الله عليه وسلم:" خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ".[1]يوم كفر ويكفر الله في الذنوب والسيئات، وجعله مطفأة لذنوب أسبوع كامل، لقوله صلى الله عليه وسلم:" مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَةِ، إِلَى الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةَ ثلَاثَةِ أَيَّامٍ..".[2] وقال أيضا:" الْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَةُ مَا بَيْنَهُمَا مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِر".[3] يتميز بتقديم أعظم القرابين ينميها الانسان لنفسه ليجدها يوم الدين، لقوله صلى الله عليه وسلم:" مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ".[4] وثانيهماعيد الأضحى، وهو يوم يتقرب فيه أهل الاسلام بقربان الأضحية امتثالا وطاعة، يحيون سنة نبي الله ابراهيم، ويشيعون بها الرحمة بين الفقراء والمساكين، شكرا لواهب النعم ومزيل النقم الرحمان الرحيم. وقد اجتمعا معا في يومك هذا أخي المسلم، وحتى لا تتيه بين كثرة الأقوال، هل تسقط الجمعة أم لا؟. فاعلم رحمك الله، أن مثل هذا حدث في زمن الرسول الأكرم، حيث يقول لك معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه بأنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ فصلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: من شاء أن يصلي فليصل".[5] وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال:" قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون". [6] فيجب على إمام مسجد الجمعة إقامة صلاة الجمعة ذلك اليوم والأذان لها ليشهدها من شاء شهودها، ومن لم يشهد العيد إن حضر العدد التي تنعقد به صلاة الجمعة، وإلا فتصلى ظهرا. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقيمها في يوم العيد يصلي العيد والجمعة بمن حضر عليه الصلاة والسلام. وهو مذهب إمامنا مالك رحمه الله: أن الجمعة على من صلى العيد ومن لم يصله. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. أيها المؤمنون: نحن أمة مرحومة ومحظوظة، حبانا الله بدين عظيم، بلغه أعظم رسول في الأولين والآخرين، برسالة ناسخة خاتمة رحيمة بالعالمين. دين جلس فيه جبريل عليه السلام سائلا الحبيب الأمين، ومعلما للناس أجمعين، ومبينا في ما سأل عنه كل أمر الدين، سأل عن الإسلام فالإيمان فالإحسان فعلامات الساعة. ركائز أربع لا غنى لمسلم عنها وعن معرفتها والعمل بمقتضياتها. إسلامنا دين اختاره الله للإنسانية جمعاء، عظيم في شريعته؛ من ابتغى العزة في غيره أذله الله. أركانه خمسة، فاحفظها والزمها، ففي الشهادتين التوحيد الخالص والبعد عن الشرك بأنواعه. وربنا يقول:" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ذلك لمن يشاء". وفي الصلاة البعد عن الفحشاء والمنكر لقول ربنا:" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر". وفي الصوم ترك الحلال إعدادا للابتعاد عن الحرام لقول رسولنا:" ومن لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعانه وشرابه". وفي الزكاة إنفاق وحفظ ونماء، ورسولنا يقول:"مَن تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ، وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّى أَحَدُكُمْ فَلْوَهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ" [7]. وفي الحج تجرد من الدنيا وولادة جديدة قبل السفر للآخرة لقول رسولنا:" من حج البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ".[8] فأين أنت من كل هذا أخي المسلم؟. أما إيماننا فهو نطقبالشهادتين وإقرار بلوازمهما، هو اعتقاد بالقلب نية ومحبة وانقيادا. وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان. إيماننا يحتاجإلى الاعتقاد في ستة شروط، إيمان بالإله الواحد الأحد، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. الله أكبر، الله أكبر ، الله أكبر ...أيها المؤمنون: إحساننا عبادة للهكأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"[9].إحساننا شكر للنعم، وبعد عن الإساءة في كل الأحوال، لقوله تعالى:" وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدكم". وقوله تعالى:" ولله ما في السماوات وما في الارض، ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى". النجم/31. إحساننا إتقان لما ينفع النفس لقوله سبحانه:" وأحسن كما أحسن الله إليك". إحساننا نفع للآخرين لقوله (صلى الله عليه وسلم):" من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل".[10] وقَوله:" لأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرًا فِي مَسْجِدِي هَذَا، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَقْضِيَهَا ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ".[11] الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر .أيها المؤمنون: علامات الساعةدافع للتوبة والرجوع، رسائل ربانية لأهل الإيمان للتذكر، أماراتها الصغرى ظهرت؛ من ظهور الفحش، وقطيعة الرحم، وسوء الجوار، وانتشار الربا، وكثرة القتل، وموت الفجأة، وتسليم الخاصة، وشهادة الزور، والتماس العلم عند الجهال، وكثرة الزلازل... والكبرى اقتربت وإن ظن العبد بُعدها، فالأجل غير بعيد، وهو أقرب إلى المرء من حبل الوريد، وأعظم ما ينفع معه الاستعداد له بما أوصى به الحبيب بقوله صلى الله عليه وسلم:" من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه".[12] فحقق في ذاتك ما يعينك على حب لقاء الله. فتمسك أخي المؤمن بدينك، عض عليه بالنواجد، فالرسول الكريم لم يمت حتى ترك لك وصيته الهادية:" تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ".[13] وتزود قبل أن لا تقدر على التزود كما جاء في الأثر:" جَدِّدْ السَّفِينَةَ فَإِنَّ الْبَحْرَ عَمِيقٌ، وَخَفِّفْ الْحِمْلَ فَإِنَّ السَّفَرَ بَعِيدٌ، وَاحْمِلْ الزَّادَ فَإِنَّ الْعَقَبَةَ طَوِيلَةٌ، وَأَخْلِصْ الْعَمَلَ فَإِنَّ النَّاقِدَ بَصِيرٌ".[14]. نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وأجارني وإياكم من عذابه المهين، وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين، آمين. الدعاء... الخطبة الثانية الله أكبر، الله أكبر ، الله أكبر...الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة للعالمين وعلى الآل والصحب أجمعين : وبعد ، أيها المؤمنون: نحن في أمس الحاجة إلى تنمية الدين في قلوبنا، بحاجة إلى لتغيير مسار حياتنا، مثل: حب الوطن، وإتقان العمل، والحرص على الوقت، والالتزام بالمواعيد، وترشيد الاستهلاك، وأداء الواجب، وإعطاء الحقوق، وترك المنكرات، وإصلاح النفس، و....لأن ديننا يقول لنا:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".[15] فهيا لنجدد أخوتنا. ويقول لنا:" وَاعْبُدُوا اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، وَبِذِي الْقُرْبَى، وَالْيَتَامَى، وَالْمَسَاكِينِ، وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى، وَالْجَارِ الْجُنُبِ، وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ، وَابْنِ السَّبِيلِ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا". فلنتأمل حالنا مع والدينا، وجيراننا، ومحيطنا. ويقول لنا:" وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتباذلين في، والمتزاورين في ".[16] فلنزرع المحبة في قلوبنا. ويقول لنا:" مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ ".[17] فاحرصوا على الاتباع وانبذوا الابتداع. الله أكبر، الله أكبر ، الله أكبر: أيها المؤمنون: كونوا إيجابيين في حياتكم، وانظروا إلى ما فيها من جمال وخير، ولا تنظروا إلى ما فيها من مساوئ وشر. والتزموا جميل الخصال، وتمسكوا بهدي حبيب الرحمان، والتزموا هديه في النحر والصدقة والجوار. انحروا ما من به عليكم الكريم من أضحية العيد، وجهوها للقبلة واذكروا عليها اسم الله، بقولكم:" بسم الله والله أكبر اللهم هذا منك ولك ". وكلوا وادخروا وتصدقوا، ومن عجز عنها ناله أجر المضحين لقول النبي الأمين عند ذبحه لأحد كبشين:" اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي". واشهدوا أضحيتكم وقولوا: إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين". واحرصوا على نظافة فنائكم وبيتكم وحيكم ومدينتكم، وهو عمل مندرج في ذكر الله، فإماطة الأذى عن الطريق من شعب الايمان. وادعوا لإخوانكم المسلمين عند اللقاء كما كان الصحابة يفعلون إذا التقوا يوم العيد قالوا لبعضهم: تقبل الله منا ومنك. وزوروا أحبابكم وصلوا رحمكم...وكبروا الله وصلوا على حبيب الأمة وشفيعها يوم العرض الأكبر.الدعاء....................
[1]-صحيح مسلم:2 / 585/18-854. [2]-سنن أبي داود :1 / 276/1050. [3]-سنن ابن ماجه :1 / 345/1086. [4]-صحيح البخاري :2 / 3/881. [5]-رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي، والحاكم في (المستدرك) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وقال النووي في (المجموع): إسناده جيد. [6]-رواه الحاكم وقال على شرط مسلم ، ورواه أبو داود، وابن ماجه، وابن الجارود، والبيهقي، وغيرهم. [7]-صحيح البخاري كتاب الزكاة باب 8 /1410 وكتاب التوحيد : 8/103/3309. [8]-صحيح ابن ماجه 2354/2942 ومسند احمد رقم:7375و9300و10279، وصححه شاكر. [9]-صحيح البخاري رقم :4778، وصحيح مسلم :102/106/108. [10]-صحيح مسلم كتاب السلام رقم:5857. [11]-أمالي ابن بشران :1/17/988. [12]-صحيح البخاري:8/106/6507. [13]-موطأ مالك ت الأعظمي :5 / 1323/678-3338. [14]-الزواجر عن اقتراف الكبائر:1/37. [15]-صحيح مسلم :1 / 67/45-71. [16]-المستدرك للحاكم .4/186/7314، وصححه ووافقه الذهبي. [17]-صحيح البخاري :3 / 184/2697.