بعد الإعلان عن النظام الأساسي و إصداره في الجريدة الرسمية بعد سلسلة حوارات دامت لشهور عدة بين النقابات الأكثر تمثيلية و الوزارة الوصية ، لم يكن متوقعا أن يجعل هذا النظام الذي توعدت به الوزارة ليكون نظاما تحفيزيا لجميع العاملين بهذا القطاع، أن يصبر مصدرا لاحتقان الشغيلة والشارع أيضا . فبعد الاطلاع عليه والتفحص في حيثياته، استشاط الأساتذة غضبا بعدما علموا أن هذا النظام جاء للنيل من مكتسباتهم ،بل نص بنودا لا يمكن نعثها إلا بالجائرة . لم يستصغ الأساتذة الظلم والحيف الذي لحق بهم مما جعلهم يقررون الخوض في إضرابات متتالية دفاعا عن حقوقهم المشروعة . وبالحديث عن جور هذا النظام الذي اعتبره الأساتذة نظاما مأساويا بما تحمله الكلمة من معنى، والذي يقتضي : _اقصاؤهم من لائحة المستفيدين من الزيادات في الأجرة والتي وعدت بها الحكومة خلال مرحلة الانتخابات ،بل تم تهميشهم وإقصاؤهم بشكل مقصود ،في حين تم الرفع من أجور بعض الفئات ،الشيء الذي جعلهم يشعرون بالإقصاء رغم مشاق مهامهم و صعوبة عملهم . _تهميش ملف أطر الأكاديميات والذين لم يتم إدراجهم بصفة نهائية وواضحة ضمن الوظيفة العمومية. _إدراج مهام جديدة خارج المهام المعتادة ، والغريب في الأمر أنه غير مؤدا عنها. _ الإجهاز عن حقهم في العطل وذلك بدافع التكوين والذي يكون مسطرا له داخل اوقات العمل بالنسبة لباقي القطاعات التي تمتاز بيوم السبت كيوم عطلة . _ تسطير جملة من العقوبات التأديبية التي لا يمكن ان نفسرها إلا بتعريض أطر التدريس والدعم لسلسلة من الإهانات والتهديدات . كما يندد الأساتذة بسوء تسيير الوزير مؤكدين أنه مسؤول غير ملم بما يجري في القطاع ، فبعد تصريحاته الغريبة في الآونة الاخيرة، اتضح أن الوزير المحترم بعيد كل البعد عن الواقع . ويؤكد الأساتذة العاملون بالقطاع العام أنهم وبعد نجاح الإضراب خلال الأسبوعين الفارطين ، لن يتراجعوا عن الدفاع عن حقوقهم التي أصبحت ترتبط بكرامتهم بشكل مباشر، رغم الإقتطاع من أجورهم الهزيلة ، وأنهم ماضون قدما في مواجهة كل تهديدات الوزارة إلى حين تحقيق كل مطالبهم المشروعة . و في ظل الضبابية التي تنهجها الوزارة الوصية في التعاطي مع هذا الملف ، يحمل الأساتذة المسؤولية الكاملة للوزارة والتي أصبحت تنهج سياسة التهميش لقطاع التعليم العمومي بدعوة انه يرهق كاهل الدولة و تتعامل معه على أنه قطاع يثقل الميزانية ،الشيء الذي يجعلنا ندرك أن خوصصة التعليم تلوح في الأفق والتي لا تخدم الفئات الهشة التي تعاني أساسا من غلاء المعيشة و ارتفاع الأسعار ... بقلم مفتوح جهاد