اهتزت الأرض بالجديدة على الساعة 11 ليلا وبضع دقائق ، كما باقي مناطق عديدة من بلادنا، وقدرت قوة الزلزال ب6,8 درجات على سلم ريستر. وهرع السكان إلى الشوارع والساحات الخضراء، وجلين من عواقب الاهتزازات الأرضية. وامتلأت شوارع المدينة بالساكنة الخائفة من بطش الزلزال ، وما يخلفه من دمار وخسائر في الأرواح. وأعاد زلزال هذه الليلة عقارب التاريخ إلى ما قبل 54 سنة خلت وبالضبط يوم الثاني من عيد الأضحى من سنة 1969. عندما خرج سكان الجديدة هاربين إلى الشوارع ، عندما استشعروا هزة أرضية مشابهة للتي حدثت الليلة، في زلزال هز المغرب بكامله وخلف مئات الجرحى وعشرات القتلى. ومن طرائف زلزال 1969 أنه زار الجديدة على الساعة 11 ليلا، بعد أن كان الناس خلدوا للنوم، لأن المدينة كانت تنام باكرا على الساعة 8 مساء، وشوهد الكثيرون منهم يعانقون أكباشهم المذبوحة ويهربون معها إلى الشوارع. لكن يبقى أعنف الزلازل الذي شهدتها الجديدة والعديد من المدن المغربية الشاطئية من طنجة إلى آسفي ، ذلك الزلزال الذي وقع في 1775 ، وكانت نواته ببرشلونة البرتغالية، وصاحبه تسونامي حقيقي ضرب الجديدة وخلف خسائر كثيرة في الأرواح والعمران. وعلى خلفية زلزال برشلونة كان خبراء في 2012، من جامعة مونبوليي الفرنسية، زاروا الجديدة وقاموا بأبحاث مشتركة مع كلية العلوم بجامعة شعيب الدكالي ، وأكدوا أن الجديدة تقع في حزام الهزات الأرضية، بل أكثر من ذلك تحت تهديد دائم لتسونامي، وذكروا أن الأحياء الواطئة ضمنها درب البركاوي والصفاء ووسط المدينة والقلعة والضاية وسيدي الضاوي والرجيلة وسيدي موسى، تبقى الأكثر عرضة لمخاطر تسونامي ونصحوا بوقف البناء في الحزام الذي يلف شاطئ الجديدة، وأوصوا بضرورة اشتراك مدينة الجديدة في " نظام الإنذار المبكر بحدوث تسونامي، الكائن بباريس ومنذ لك الوقت ظلت هذه التوصيات فوق الرفوف ، بل أكثر من ذلك حنى ثكنة الوقاية المدنية التي يعول عليها أن تنقذنا لاقدر الله من تسونامي هي الأخرى موجودة في نطاق المخاطر التي شدد الخبراء الفرنسيون بضرورة إبعاد العمران عنه ...